لقد آلمنا جميعاً ما شهدته منطقة القصيم صباح يوم الثلاثاء الموافق 25-11- 1426ه حول ما قام به الجناة من قتل رجال الأمن في مدينة بريدة ومحافظة المذنب حيث يعتبر هذا العمل الإرهابي تعديا حقيقيا على الأرواح وإشاعة للفوضى وتقويضاً للأمن الذي تنعم به بلادنا المباركة، ومثل هذه الاعمال تعتبر كبيرة من كبائر الذنوب قد توعد الله فاعلها بعظيم العقوبة ومنهجاً دخيلاً على مجتمعنا سببه الانحراف الفكري والفساد العقدي وهو مسلك من مسالك الخوارج ينافي تعاليم ووسطية ديننا الحنيف. إننا من منطلق الثوابت الإسلامية نرفض جميعاً مثل هذه الأعمال الإرهابية ولن نسمح لأحد أن يعكر صفو هذا الأمن أو وجود فكر ضالِ يشجع على فعل هذه الأعمال ويغذيها فلا حيادية في معارك الخير والشر ولا مجال للمتمردين بل يجب أن يقف الجميع صفاً واحداً في وجه هذا المنهج الإرهابي وما هذه الأحداث إلا تنبيه للغافلين وإعادة لصواب المخدوعين الذين تعاطفوا مع هذا المنهج الضال الذي يبيح قتل الأنفس المعصومة ويهدد الأمن. إن قتل النفس المؤمنة بغير حق هو تعد صارخ على القيم والمبادئ وفي نفس الوقت ترويع للآمنين واستباحة لحرماتهم ومقدراتهم وكلنا ثقة بالله سبحانه ثم برجال الأمن كلٌ حسب موقعه، ثم بالمواطنين بالقيام بالمسؤولية الملقاة عليهم لأن الأمن أصبح صفة من صفات هذا الوطن والمواطنة، فلم يعد هناك وقت للتواكل أو التفريط في الاستقرار لأن العنف والإرهاب لا يحملان مشروعاً غير التخريب والإفساد والإخلال بالأمن. إنني أدعو الجميع لممارسة واجبهم في المساهمة في التعليم والتوجيه بمواجهة الفكر الضال والمنحرف وأن يبذلوا جهدهم في تصحيح المفاهيم كل حسب واجبه وقدرته وإمكاناته والدولة - أعزها الله - لم تألو جهداً في سبيل فتح المجال للتذكير بخطر هذا المنهج وهذه الفئة التي مافتئت تساهم بين الفينة والأخرى في تقويض الأمن والتعدي على الأنفس والممتلكات وإيضاح عدم الخلط بين الإسلام الحق ومفاهيم التنطع والغلو والإنحراف الفكري والعقدي. وأخيراً إننا مطمئنون أن بلاد الحرمين الشريفين موطن الدين الحق والأمن والمروءة وأن قافلة النمو والبناء لهذا الوطن المعطاء سائرة - بإذن الله - ولن يتمكن أحد من إشاعة الخوف وإثارة القلاقل طالما أننا مؤمنون، ثم بتكاتف وتعاون الجميع مع ولاة الأمر ورجال الأمن في بلادنا المباركة والتي تحكم بشرع الله وتنفذ حدوده.أسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من كل فاسق وضال والله الموفق.