ما تنهجه الفئة الضالة من عمل إجرامي بحق الآمنين ورجال الأمن في بلادنا يحتم ضروة التصدي لهؤلاء المجرمين وكشف مخططاتهم والتحذير منهم فهؤلاء بأسلوبهم الخاطئ وسوء مقصدهم يضعون الجميع أمام المسؤولية نحو التوعية والإرشاد لناشئة المجتمع وبيان ما عليه هذه الفئة الباغية من فكر ضال وتوجه منحرف عن هدى الله تعالى. إن هؤلاء القتلة وما يشكلونه من خطر على الأمة يجعلنا جميعاً نشعر بأهمية هذا الخطر الذي نواجهه في ظل ما ننعم به من أمن ورغد عيش. ولا شك أن هؤلاء المغرر بهم (معول هدم) لقدرات الأمة وهم بكل صدق في صف الأعداء للدين والوطن وما قاموا به من تفجير واستهداف للأنفس المعصومة يعطينا ثقة بأن هؤلاء لديهم من التلوث الفكري والعقدي ما يدفعهم لفعل هذا العمل المشين وأن ما يريده الأعداء من بلادنا يكمن الآن في حرصهم على زعزعة الأمن وإشاعة الخوف وزرع بذور الفتنة. إن الإنسان المسلم لا يزال في فسحة من دينه ما لم تتلطخ يداه أو تصب دماً حراماً، وحرمة المسلم واجبة ولكن هؤلاء المجرمين خاضوا بدماء المسلمين ولم يكفهم الإصابة أو التلطخ. إن ديننا الإسلامي الحنيف أوضح وبكل جلاء حرمة الإنسان المسلم وما يمثله من قيمة اتجاه من لا يدينون بالإسلام، بل إن الإسلام أعطى قيمة أخرى لذلك المعاهد، وهؤلاء لم يفرقوا بين المسلم وغيره في أهدافهم الخبيثة حيث وضح الهدف لهؤلاء الخوارج وما علينا إلا التصدي لهم وإرغامهم على نبذ العنف والرجوع إلى الحق. وإن الإسلام في وسطيته ورحمته ينبذ ذلك التوجه الضال وما يمثله هذا المسلك من ظلم وإساءة لأهل الإسلام وإن أحكام الشريعة في حقوق المسلمين وأهل الذمة هي حقوق عادلة ورحيمة وإن من يتجرأ على اختراق هذه الأحكام والعبث بها حسب تأويله فهذا من التشويه للإسلام وأحكامه. وإن الغلو في هذه الأحكام أعظم ضرراً وأشد جرماً كونه يقود إلى استحلال الأنفس المعصومة والبريئة وإن على رجال الأعمال ورجال الدعوة من العلماء والمحققين أن يجندوا كل الطاقات في سبيل توعية المجتمع والتحذير من أعمال وأفعال أصحاب هذا التوجه ومن نحى نحوهم, بل إن المتعاطف معهم لا يقل جرماً عنهم وهو ما يجعل الجميع في خندق واحد تجاه هؤلاء الغلاة وأصحاب الفكر المنحرف، حيث لا حيادية في ذلك. أسأل الله تعالى أن يهدينا سبيل الرشاد وأن يحفظ لنا ديننا وأمننا وقادتنا وأن يحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.