قبل أربعة عقود ونيف كنت إذا رأيت الرجل البدين أغبطه على صحته وعافيته وأتمنى أن أكون مثله - على ندرة البدناء ذلك الوقت - وكنت أردد قول القائل: ويعجبك الطرير فتبتليه ويخلف ظنك الرجل الطرير والطرير: كما يعلم القارئ هو السمين - فلما كثر البدناء في وقتنا الحاضر - وكثرت عيادات مكافحة السمنة وكثرة أمراضها، صرت كلما رأيت رجلاً بديناً دعوت الله أن يخفِّف ما عليه من شحوم، متذكِّراً قول الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إذا رأى رجلاً بديناً قال له: (مالك توسّع سور منزلك)، معتبراً جسم الإنسان منزلاً للرجل.. وكان الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إذا سلَّم عليه الرجل وهو سمين لا يرد السلام عليه، معتبراً أن هذا الرجل عديم الفطنة وغير جدير برد السلام عليه، وقد انتقلت هذه السمنة لأطفالنا للأسف بسبب إهمالنا لهم بشراء الأطعمة السريعة ونحوها.