في ضوء الوقائع الماثلة الآن، يتضح لكل مراقب بأن الدولة قد بذلت جهوداً واسعة في مجال التعليم والتدريب، وكذلك فعل القطاع الخاص السعودي، ولكن مع كل هذه الإنجازات هنالك جانب لا يمكن إغفاله، وهو التعليم والتدريب الخيري، أي التعليم والتدريب الذي يمكن أن يتم توفيره للفئات التي لا تستطيع تحمل تكاليف التعليم والتدريب. والمؤسسة السعودية للتعليم والتدريب هي مؤسسة غير هادفة للربح تعمل على توفير فرص العمل وتأهيل الفرد السعودي من الشباب والفتيات بالتعليم والتدريب الجيد، بحيث يصبح قادراً على العمل ويستطيع الحصول على الوظيفة المناسبة وبالأجر المناسب الذي يحقق له العيش الكريم ويشعره بقيمته الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ويحقق له الاستقرار النفسي والاجتماعي والانتماء الوطني ويحافظ على الترابط الاجتماعي والأسري. من خلال العمل كحلقة وصل بين هؤلاء المستفيدين وبين الجهات أو الأفراد الداعمين والمتبرعين لتحمل تكاليف البرامج التدريبية والتعليمية التي تقدم للمستفيدين من خلال المعاهد والمؤسسات التعليمية، وفي مرحلة ثانية متابعة مخرجاتها من المتدربين لتوفير فرص وظيفية مناسبة لهم. إعداد المستفيدين وقد حققت المؤسسة منذ تأسيسها إنجازات جيدة حيث بلغ عدد المستفيدين من خدماتها ما يقارب ال400 مستفيد من الشباب والفتيات في مختلف التخصصات والبرامج التدريبية مثل التسويق - المبيعات - تطبيقات الحاسب الآلي - اللغة الإنجليزية - الاستقبال - والسكرتارية - السفر والسياحة - التجميل للفتيات وغيرها مما يتطلبه سوق العمل وذلك بالتعاون مع أكبر المراكز التدريبية المعتمدة. ولم تقتصر خدمات المؤسسة على مدينة الرياض فحسب بل شملت مناطق المملكة الأخرى مثل محافظة جدة ومكة المكرمة والقصيم والمنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية وغيرها حيث تم الاتفاق مع بعض المتعاونين والمتعاونات لتنسيق أعمال المؤسسة في المناطق، ويجري الآن العمل على توسيع الخدمات على كافة مناطق المملكة. كما شملت خدمات المؤسسة كافة شرائح المجتمع من المكفوفين والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وجارٍ التنسيق لتنفيذ برامج تدريبية خاصة بنزيلات السجون ومستشفى الأمل وذلك للعمل على تأهيلهن بدورات في استخدام الحاسب الآلي تمكنهن من الحصول على عمل والانخراط في المجتمع بعد انتهاء فترة الحكم أو العلاج. خدمات التوظيف وتحاول المؤسسة ألا يقتصر دروها على خدمات التدريب والتعليم فقط، حيث تتم متابعة المتدربين وإجراء اتصالات ببعض الشركات والمؤسسات لإلحاق المتخرجين في وظائف بها، وقد ساهمت المؤسسة في توفير بعض الوظائف للمستفيدين من برامجها، إذ ساهمت المؤسسة في توظيف 28% من عدد المستفيدين والمستفيدات من خدماتها. خدمات المؤسسة للقطاع النسائي نفذت المؤسسة عدداً من البرامج التدريبية التأهيلية للفتيات في مختلف التخصصات التي يتطلبها القطاع الخاص مثل السكرتارية والاستقبال والتسويق وتطوير مهارات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، وللمؤسسة تجربة خاصة ومتميزة في التدريب المنتهي بالتوظيف وهي تدريب عدد 54 متدربة في مجال فنون التجميل والعناية بالبشرة والشعر لإعداد كوادر وطنية مدربة ومؤهلة للعمل في مراكز التجميل النسائية والتي تزخر بالفرص الوظيفية للفتيات لقلة أو انعدام السعودة فيها، حيث تم التدريب على مرحلتين مرحلة التدريب الأكاديمي ومرحلة التدريب الميداني للتطبيق العملي وبعد نهاية المرحلتين تم التنسيق مع عدد من سيدات الأعمال لتوظيف الخريجات فيها فيما سعت مجموعة من الخريجات للحصول على قروض ميسرة لإنشاء مشاريع صغيرة خاصة بالعناية بالمرأة. البرامج التدريبية المستقبلية واستجابة للقرار السامي رقم 120 وتاريخ 12-4-1426ه والمتعلق بزيادة فرص العمل للمرأة تسعى المؤسسة لتنفيذ برامج تدريبية للفتيات بناء على احتياج سوق العمل في مجال السفر والسياحة والصيانة والدعم الفني ومبيعات التجزئة وكذلك الحراسات الأمنية جاء ذلك في العرض المقدم في اللقاء الثاني للسيدات والذي عقد برئاسة صاحبة السمو الأمير الجوهرة بنت فيصل بن تركي الرئيسة الفخرية للقطاع النسائي يوم الأحد الماضي 11-12-2005م بمقر مركز الأمير سلمان الاجتماعي الذي كان بحضور عدد من صاحبات السمو الأميرات وسيدات الأعمال. دراسات وأوراق عمل تخص المؤسسة اشتمل اللقاء عرضاً لثلاث أوراق عمل أولها تعرض تجربة المؤسسة السعودية للتعليم والتدريب في دعم القطاع النسائي والثانية عرضاً لدراسة فرص العمل للسيدات قدمها مركز الجيل للاستشارات والثالثة حول مجهودات مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية في السعودة والتدريب. مصادر التمويل وعن مصادر التمويل لتبني تكاليف تعليم وتدريب المستفيدين فالمؤسسة تعتمد على هبات وتبرعات الأفراد والمؤسسات الإعانات الحكومية للمؤسسة والزكاة وربع الأموال التي توقف على أغراض المؤسسة وحصيلة إيراد الأنشطة واستثمار أموال المؤسسة، هذا ويذكر أن المؤسسة يقوم على إدارتها فريق متكامل من المتطوعين والمتطوعات. تخطط المؤسسة في توسيع خدماتها لجميع فئات المجتمع من أبناء وبنات الوطن إلى أن يصل (1000) مستفيد ومستفيدة 50% خلال عام 2006م بإذن الله تعالى للمساهمة في تحقيق أهداف الخطط التنموية في تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية وتوطين الوظائف في القطاع الخاص ودفع عجلة الاقتصاد الوطني.