قال الله تعالى في كتابه الكريم {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} صدق الله العظيم. وهكذا يلبي المسلمون في بقاع الأرض النداء ويأتون من كل فج عميق لأداء فريضة الحج في الأرض التي شرفها الله بوجود الحرمين الشريفين الحرم المكي والحرم النبوي في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. * في طيبة الطيبة وفي مطارها مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز تهبط طائرات الحجيج، وهنا في مدينة جدة وبالتحديد في مدينة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي تهبط أيضاً طائرات الحجيج حيث كان ل(الجزيرة) جولة داخل المدينة المترامية الأطراف التي تضم بين جنباتها ساحة لهبوط وإقلاع الطائرات ومكاتب شركات الطيران ومكاتب لوكلاء الخدمات الأرضية إضافة إلى مكاتب السلطات الحكومية ذات العلاقة بالحجاج والكثير من المحال التجارية التي تخدم ضيوف الرحمن. * ولقد كان للتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسموولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أكبر الأثر على سير العمل وانتظامه خدمة لضيوف الرحمن.. ففي مدينة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي جيش من البشر يعملون على مدار الساعة منذ بدء وصول أول رحلة من رحلات حج هذا العام 1426ه وحتى مغادرة الحجاج إلى أوطانهم. وعلى مدار يوم كامل عاشته (الجزيرة) في مدينة الحجاج كان جميع العاملين والعاملات يتسابقون لخدمة ضيوف الرحمن ويتسابقون لنيل هذا الشرف. * ووسط هذا العدد الكبير من العاملين في مدينة الحجاج كان للمرأة السعودية دور مميز لا يمكن تجاهله فهناك الكثير من المشرفات والعاملات في مجال النظافة والجوازات والجمارك والصحة وحتى الخدمات الإرشادية لحجاج بيت الله الحرام وخدمات للسيدات ذوي الإعاقة. التقت (الجزيرة) بالمراقبة منى زكي حيث قالت إن العمل قد يستمر 12 ساعة لبعض العاملات وعن طبيعة عملها قالت هو الإشراف على الخدمات التي تقدم للحجاج وإن كان عملها يختص في المقام الأول كمراقبة نظافة. وأضافت أن العدد الكبير للحجاج وتجمعهم في مكان واحد يستدعي بذل جهود مضاعفة من ناحية النظافة والحمد لله فإن كل وسائل ومواد النظافة متوفرة ونحرص دائماً على نظافة مدينة الحجاج لكي تكون واجهة مشرقة لمملكتنا الحبيبة. * وفي مكان آخر بمدينة الحجاج وهو القسم النسائي بالمستوصف الصحي التقينا بفاطمة الحكمي حيث قالت: إن القسم النسائي بمستوصف مدينة الحجاج تم تجهيزه بالأطباء والممرضات وكل الأدوية لعلاج أي حالة مرضية للحجاج وأضافت أن المستوصف يعمل على مدار 24 ساعة لخدمة ضيوف الرحمن دون أي مقابل مادي. * كما التقت خالد صعقان السلمى مراقب لأحد المؤسسات بمدينة الحجاج حيث قال إننا نقوم باستضافة ضيوف الرحمن كما نقوم بتأدية الواجب الذي يمليه علينا ديننا وعن طبيعة الخدمات التي يقدمها للحجاج قال إننا نقدم كثير من الخدمات منها الخدمات الاجتماعية والصحية والإرشادية كما نقوم بتوزيع المصحف الشريف على الحجاج. * كما التقينا بالمفتشة مها كلكتاوي حيث ذكرت أنها طالما تمنت أن تكون في خدمة ضيوف الرحمن وهذا شرف ما بعده شرف ويكفي أن ملايين الحجاج يعودون إلى أوطانهم ولديهم انطباع ممتاز عن المملكة وعن أبناء المملكة. وعن الصعوبات التي قد تواجهها في عملها قالت إنها اختلاف لغات الحجاج القاديمن من كل أنحاء العالم كما أن ضغط العمل يستغرق ساعات طويلة ولكن كل شيء يصبح سهلاً وهيناً من أجل خدمة ضيوف الرحمن. وفي إحدى صالات الحج كان ل(الجزيرة) لقاءات مع ماجدة نافع الفهمي حيث تعمل في إدارات الجوازات وقالت إن الأعداد الكبيرة من الحجاج تستدعي الانتباه الشديد في عملنا وكما هو معروف وحسب تعاليم شريعتنا الإسلامية الغراء وتقاليدنا العريقة فإننا نقوم في غرفة خاصة بالتحقق من الصورة الموجودة في جواز السفر مع صاحبة الجواز ونحن نتعامل مع السيدات الحاجات بحب وإخلاص وتقديم كل ما من شأنه تسهيل إجراءات وصولهم ثم انتقالهم إلى المدينةالمنورة. * وفي عيادات وزارة الصحة التقت كذلك بأم ممدوح حيث قالت إنني أعمل في القطاع الصحي منذ 10 سنوات وإننا نقوم بتقديم الخدمات الإسعافية لأي حالة مرضية بين الحجاج -لا قدر الله- كما أن الدولة وفرت كل الإمكانات من كوادر بشرية أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات ومسعفين ومسعفات على كفاءة ودراية بعملهم لتكون جميعاً في خدمة ضيوف الرحمن حتى يكونوا في أتم صحة وهم يؤدون الفريضة ويعودون إلى أوطانهم بسلامة الله. * ومن جانبها قالت بركة العتيبي التي تعمل مشرفة نظافة: إن توافد أعداد كبيرة من الحجاج وتكدس الكثير من المخلفات يستدعي منا جهوداً مضاعفةً لنظافة مدينة الحجاج والحمد لله فإن جميع الأجهزة والإدارات تؤدي خدمات جليلة لتأمين راحة الحجاج الأمر الذي يمكنهم بفضل الله من أداء فريضة الحج بكل سهولة ويسر.