يعلم الله وحده أنني كنت ومازلت من أكثر المدافعين عن الحكم السعودي تحمساً وشدة.. ومن أكثرهم انحيازا له منذ أن بدأت بوادر (حبكة) الاطاحة به تطفو على السطح. ** واذا كان لدى اللجنة (ارشيف) كما سمعت يحتوي على كل ما دار في هذا السياق.. فستجد في اضابيرها ما يؤكد هذا الكلام ويدعمه بقوة. ** ويعلم الله انه لا مصلحة لي خاصة أرجوها من وراء موقفي.. سوى المصلحة العامة؛ ذلك فإنه لا يمكن طلب التمر من مصاص النوى. ** فقد كتبت مرات عديدة.. وأوضحت أن تحكيمنا كان ضحية مستهدفة شاركنا جميعاً في (نحره).. وأشرت إلى وضوح التدابير المستخدمة في سبيل (تدجينه) ومن ثم الإجهاز عليه(؟!). ** وأشرت الى ان بوادر تلك التدابير بدأت عندما فشلت فرق معينة في مجاراة اخرى في تحقيق البطولات والنجاحات. ** وبما ان تلك الفرق الفاشلة ادارياً وفنياً وعناصرياً.. تمتلك من مقومات وادوات الضجيج.. والقدرة على الغش والقفز والافتراء وقلب الحقائق.. أكثر مما تمتلكه من مقومات وادوات الحضور البطولي واثبات الوجود ميدانياً (؟!)، لذلك لجأت الى استهداف التحكيم كأقصر الطرق لمداراة فشلها أولاً.. ثم لتحقيق بقية غاياتها الاخرى تباعاً (؟!). ** اهم تلك الغايات بكل تأكيد: التأثير على الحكام من خلال ممارسة الضغوط عليهم واتهامهم باتهامات باطلة تتجاوز الاطر الفنية والقانونية إلى المساس المباشر بشخص وشكل واسم الحكم (؟!). ** كل ذلك في سبيل إيقاف زحف وتقدم تلك الفرق الناجحة والمتفوقة.. وذلك من خلال اضطهادها وقمعها بادوات تحكيمية.. باعتبارها الاقدر على فعل الاعاجيب، مما لا تستطيع فعله الفرق المنافسة عبر الوسائل التنافسية الشريفة؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه (؟!). ** ولان الغاية الام قد تحققت بنجاح؛ لذلك لا بد ان تثمر وتسفر عن تحقيق المزيد من الغايات والمكاسب الاخرى التي تتلوها مباشرة وتلقائيا كتجيير التفوق والنتائج بواسطة صافرة طائشة ومسلوبة الارادة.. فضلاً عن الشجاعة القانونية والادبية (؟!!). ** ولاسيما اذا استعرضنا القائمة الطويلة من البنود التي يمكن ادراج اسباب وبواعث تلك الصافرة تحت احدها مثل: سبر اغوار نوايا اللاعب.. وقراءة لغة العيون.. وزوايا الرؤية.. وسوء التقدير.. وما إلى ذلك من تبريرات يطول شرحها.. وحتى لو لم تجد لها تلك الصافرة مساحة شاغرة ضمن أي من البنود اياها.. على اعتبار انها من النوع الذي لا يجدي معه الترقيع واللملمة من عينة صافرة المرداس أو العمر او المهنا او معجب، او حتى العقيلي والحمدان.. فلن تغير في الامر شيئاً.. لانها بكل بساطة من مشتقات اللبن المسكوب (؟!!). ** حدث كل ذلك الاستهداف بالتزامن مع بدء الطفرة الاعلامية حيث طغى اللهث الاعلامي خلف مكامن الاثارة.. والبحث المحموم عن مصادرها بأي وسيلة وأي طريقة، ما ساهم بنسبة كبيرة جداً في خدمة اهداف حملة الاطاحة بالتحكيم من خلال التركيز اليومي على تداوله سلبياً عن طريق الحوارات الصحافية المطولة والبرامج واللقاءات المتلفزة مع نوعية خاصة من الرياضيين الذين عرفوا بعشقهم للاثارة والتجني.. وتوزيع اسباب اخفاقاتهم يمنة ويسرة (؟!). ** ولعل أقرب الامثلة في هذا السياق هو مشهد هذا المسؤول او ذاك عن أي من الفرق اياها التي تفردت في جعل التحكيم شغلها الشاغل.. فبمجرد انتهاء المباراة وتهافت وسائل الاعلام صوبه كالفراش على شمعة باهتة.. يكون السؤال الأول في اغلب الحالات: كيف رأيت التحكيم.. باعتباره احد المتخصصين في عملية التحطيم الموجه له كما جرت العادة (؟!!). ** وحتى لو تم سؤاله اولاً عن مستوى المباراة فإنه يتجاهل السؤال ويذهب مباشرة بالحديث عن التحكيم بحجة انه رديء.. وانه لم يحتسب لفريقه جملة من ركلات الجزاء.. ولم يطرد نصف الفريق المقابل (؟!). ** والعجيب أنه كان يتجنى ويتحدث عن أشياء يعلم قبل سواه انها من نسج خياله.. فقط من اجل ايهام السذج وتضليلهم.. والاعجب اكثر وهو ان تلك الهلوسات تجد لها رواجاً واحتفاء منقطع النظير لدى معظم وسائل الاعلام اياها.. وكأنها وجدت ضالتها (؟!!). ** على ان المضحك المبكي معاً هو: ان الجهات المعنية بضبط الامور كانت تتفرج على مشاهد معاول الهدم تلك بحق احد الاركان الركينة في جسدنا الرياضي عن كثب دون ان تحرك ساكناً، وكأن الامر لا يعنيها من قريب أو بعيد (؟!). ** والمتابع الرياضي الفطن لا يجد تفسيراً مقنعاً لذلك الصمت.. وهل هو نتيجة عدم التقدير الدقيق للعواقب.. أم هو صبر الحليم.. ام انها روح المجاملة لهذه الشخصية او تلك.. مع ان الثمن في كل الاحوال كان باهظاً جداً (؟!). ** كل هذه التداعيات حذرنا من تفاقمها ومن حصادها المُر، ولكن لا حياة لمن تنادي. ** وها نحن اليوم لم نعد نحتاج فقط إلى حكام اجانب لإدارة النهائيات وانصاف النهائيات.. بل أصبحت الغالبية من الوسط الرياضي تطالب بالحكم الاجنبي لإدارة العديد من اللقاءات الحساسة والتنافسية نتيجة لما يجري من تخبطات تحكيمية مؤثرة عصفت بالبقية الباقية من الثقة التي يفترض ان يحظى بها الحكم المواطن لو اننا حميناه من تطاولات واساءات الفاشلين قبل ان تقع الفأس في الرأس.. وقبل ان تستلب منه ارادته ومقوماته. ** الخلاصة: هناك الكثير من العمل المطلوب اتباعه لانقاذ ما يمكن انقاذه من سمعة التحكيم السعودي بعيداً عن المكابرة. للتوضيح تمنيت لو ان الذين (سمعت) عن تناوبهم بالتطاول على شخصي المتواضع طوال الاسبوع المنصرم.. كانوا يحظون بأدنى قدر من القيمة التي قد تدعوني إلى التعليق على بذاءاتهم المعهودة.. ولكني سبق ان قطعت على نفسي عهدا بعدم التعامل مع هذا الصنف هؤلاء الناس