أصبحت المركبة في هذا العصر من اهم مستلزمات الحياة اليومية ولم يعد الانسان قادراً على التخلي عنها على اعتبار ان المسافات التي نقطعها لاعمالنا وتنقلاتنا المختلفة اصبحت تقاس بالزمن فلم يعد القريب قريبا على اساس وحدات القياس المعروفة بل ان القياس اليوم بالدقيقة والساعة, ولهذا فإن السيارة عامل رئيس في اختصار الزمن,, ولكن نبقى امام قضية اسمها السرعة, هذه السرعة مطلوبة في ظل الاطر والتعليمات التي حددها نظام المرور ولم تغفل أنظمة المرور السرعة على اعتبار انها المعيار الذي يحكم تنقلاتنا,, ولكن على الرغم من حاجتنا للسرعة الا ان هناك من يتعامل مع هذا المعيار بطريقة خاطئة تستوجب كبح جماحه حفاظا عليه وعلى الآخرين. واسبوع المرور العربي وهو يرفع شعار (لا تسرع وعد لاسرتك سالما) فان القضية لها مساس مباشر بسلامتنا, فرب الاسرة في المجتمع العربي عمود يعول عليه الكثير من المهام والواجبات تجاه اسرته, والاسرة كما هو معروف لبنة اساسية يقوم عليها المجتمع, فمتى ما كان قائد السيارة غير مدرك لمخاطر السرعة والاضرار التي يمكن ان تلحق به كأحد افراد المجتمع فإن عليه ان يعي دوره وواجباته تجاه ابنائه وحاجتهم له في مواصلة الرسالة الموكلة له في اعدادهم وتنشئتهم على أسس يرضاها وتتوافق مع ديننا ومعتقداتنا الاسلامية, والامة العربية مطالبة بتدارك المخاطر الناجمة عن حوادث المرور فما احوجنا الى مجتمع يخلو من اعاقات نتيجة للسرعة التي تتجاوز تعليمات المرور, ان حوادث المرور تقع معظمها بسبب التهور والسرعة في القيادة, واعتقد جازما بأن اي توعية لا تبدأ بتدارك قضية السرعة المخالفة للنظام فإن المردود لن يكون مثمرا تجاه السلامة المرورية, فحزام الامان عندما ننادي بالتقيد بربطه فإن السرعة سبب في الاندفاع داخل المركبة والارتطام في الزجاج الامامي او مقدمة السيارة, ومهما كانت فوائد حزام الامان فإن فوائد الاقلال من السرعة والتقيد بالتعليمات كفيل بأن يحقق الغايات المنشودة من وسائل السلامة المختلفة. وتزداد خطورة السرعة عندما نسلك الطرق الطويلة اثناء تنقلاتنا بين المدن والمناطق المتباعدة, هذه الطرق تدفع بالكثير الى زيادة السرعة حرصا على الوصول في وقت زمني معين, وهذا الحرص يأتي في الواقع على حساب تعرض سلامتنا للمخاطر. وعلى الرغم من الجهود المبذولة على مستوى العالم العربي الا ان حوادث الطرقات تزداد بشكل يقلق الجميع ولاشك انه عندما ننظر إلى حدود المسؤولية فإنها تنصب بالدرجة الاولى على المواطن في انحاء المعمورة فهو المسؤول الاول عن هذا الاستنزاف البشري وما يفتقده مجتمعنا كل عام من ارواح وما تخلفه الحوادث من اعاقات وعاهات نتيجة السرعة. دعواتي للجميع بأن نضع في اعتبارنا ما يجب ان نقوم به تجاه انفسنا اولا ثم تجاه اسرنا ومجتمعنا لما في ذلك من عوائد مادية ومعنوية والله اسأل ان يوفق الجميع ويسدد الخطى لما يحب ويرضى. وبالله التوفيق. عقيد سعد عبدالله الخليوي