للغرب فلسفته الفكرية والأيديولوجية التي تحدد مفاهيمه عن الكون والإنسان والحياة، وللآخرين ايضا حرية تحديد ما يرتضونه من اختيارات. فالمسلمون ابتغوا الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة وفق منهج الله ونواميسه التي حددها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وليس بمقدور قوة مهما عظمت ان تزحزح الثوابت الايمانية في قلوبهم تحت كل الظروف والمناخات. وكذا اليابانيون والهنود الهندوس والفيتناميون وسواهم من معتنقي الديانات الوثنية يملكون مقومات الاعتزاز بإرثهم الحضاري ومن الصعوبة بمكان التأثير على معتقدهم وصرفهم عنه. والسؤال الذي يقفز الى الذاكرة بسهولة هو: لماذا تسعى الدول الغربية حثيثا عبر كافة القنوات ومختلف الوسائل الى فرض وجهة نظرها الفكرية والعقدية ونمط سلوكياتها على الآخرين وبخاصة العالم الإسلامي. بعد نهاية مرحلة الاستعمار المباشر للعالم الثالث وتعدد وسائل الاتصالات بقنواتها المختلفة والتطور التقني المذهل الذي حققته الولاياتالمتحدة واوربا الغربية واكب ذلك تطور نوعي في الخطط والبرامج والاهداف اشترك في صياغتها خبراء استراتيجيون وقدرات علمية متخصصة إعلاميون ساسة اقتصاديون علماء نفس واجتماع اسهمت جميعها الى خلق رأي عام مستهلك ومتقبل لكل الصيغ والانجازات التي يروج لها الغرب وادت سيطرة اليهود على القنوات الإعلامية ووسائل الاتصال والشركات الكبرى والوصول او التأثير على مراكز السلطة وصنع القرار في الغرب الى ايجاد هوة سحيقة بين عالم يملك القوة والتأثير وآخر متخلف يحاصره الفقر وتفتك به الامراض ويتنامى فيه الجهل. وتلك بيئة خصبة يسرت للصهيونية العالمية تسويق الافكار والمبادئ والقيم والسلوكيات التي تتناسب ومشروعها الهادف الى السيطرة على العالم. ونشطت لتحقيق ذلك من خلال منظمات ومؤتمرات وبعثات علمية وانسانية ومساعدات وخبراء ولعل نشاطها في افريقيا وبعض الدول الآسيوية ماثل للعيان. ومن الغرابة بمكان ان الصهيونية العالمية والقوى العنصرية والشيفونية في الغرب ونتيجة للمعادلات والظروف الدولية، ركزت منذ سنوات بأسلوب فج ورخيص على العالم الإسلامي عبر حملة مسعورة يروج لها ماكينة إعلامية تسلك سبل الافتراء والدس والاكاذيب وتفتقر الى الحس الموضوعي والدقة في التناول متهمة العالم الإسلامي خاصة المملكة العربية السعودية بانتهاك حقوق الإنسان. بعد سقوط المنظومة الشيوعية دول حلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفيتي برزت مصطلحات سياسية ذات طابع ثقافي واقتصادي تهدف الى السيطرة على مقدرات العالم واستعباده وتبعيته للدول الكبرى. النظام العالمي الجديد العولمة ,, كتاب ومفكرون ومنظرون استراتيجيون غربيون مروجون ومبشرون بميلاد عالم تحكمه منظومة واحدة واهداف مشتركة تحكمه شفافية بلا اسرار او معوقات,, والمحصلة النهائية التي سعى اليها اولئك القوم تتلخص بالآتي: 1, السيطرة المطلقة على اقتصاديات العالم وموارده الطبيعية والاستراتيجية التبعية الاقتصادية . 2, حرمان دول وشعوب قارات آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية من اي مقومات حضارية او اقتصادية ليضمنوا بقاءها دولا مستهلكة ومتخلفة. 3, ضرب النسيج الاجتماعي والثقافي وطمس الشخصية المتميزة للأمة الإسلامية. يرى البروفسور هملتون الاستاذ في جامعة هارفرد والمتخصص في الدراسات الاستراتيجية عن دول الشرق الإسلامية وبرجنسكي رئيس مجلس الامن القومي الاسبق في بحث مشترك قدم في مؤتمر عن مستقبل العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عقد منذ عدة سنوات لدراسة احتمال نشوء قوة مرشحة لمنافسة الغرب ان الخطر القادم هو الإسلام . 4, اجهاض كل مشاريع التفوق العلمي والتقني في العالم الإسلامي والمثابرة على بقاء الهوة الفاصلة بين الشرق والغرب المسيحي ذي النزعة العلمانية. ويجب ان لا ينتابنا شعور بالغرابة بتوقيت الحملات وتتابعها المستهدفة قلعة الإسلام والمنافحة عن الشريعة الإسلامية المملكة العربية السعودية من منظمة حقوق الإنسان الغربية. اذا ما حقيقة المنظمة وأهدافها؟,, لماذا التركيز في الاتهام على العرب والمسلمين؟ أولا: المنظمة العالمية غربية النزعة صهيونية المنبع والمصب غايتها تحقيق احلام ومخططات اعداء الإسلام بالأساليب والوسائل المختلفة لتصل الى مبتغاها. 1, هدم الاسرة المسلمة وتفكيك عراها بدءا بالمرأة والشباب. 2, تعطيل حدود الله والاحتكام الى شرعه. 3, اشاعة الفحش والمنكرات بدعوى الحرية الشخصية المعاشرة المدنية للمرأة الشذوذ الجنسي . 4, تحريم تعدد الزوجات. 5, اباحة الاجهاض. 6, سلب كرامة الإنسان حقه واطلاق العنان للبوهيمية المقيتة. 7, طمس الهوية الثقافية والشخصية الإسلامية وتبني النموذج الغربي فكرا وسلوكا. هل تلكم هي حقوق الإنسان؟ حقوق الإنسان في صيانة كرامته كما حددها الإسلام ولقد كرمنا بني آدم . حقوق الإنسان في اقامة العدل وتحكيم شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ان الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ، أفحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون . حقوق الإنسان في اقامة الحدود وقطع دابر القتلة والمجرمين وقطاع الطرق ومروجي المخدرات انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم . شرع الله في بسط الأمن والاستقرار وصيانة كرامة المواطن وحفظ حقوقه واتاحة فرص التعليم والعناية بصحته واتاحة الفرصة للعمل المثمر والابداع والمساهمة في البناء الوطني والدفاع عن قيمه وطاعة ولاة الأمر في الميسر والمعسر وحماية وطنه من كل حاقد او ظالم. ولنا ان نتساءل مرة أخرى. اين منظمة حقوق الإنسان ولجانها المتفرعة من الانتهاكات المبرمجة لحقوق الإنسان في فلسطين ولبنان من مشاهد القتل والتدمير الذي تمارسه الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين من النساء والاطفال الذين لا حول لهم ولا قوة؟. أين منظمات حقوق الإنسان من تجاوزات وهمجية الصرب والكروات في البوسنة والهرسك ضد المسلمين، ومجازر الصرب الوحشية في كوسوفو؟ لماذا التعتيم المتعمد للانتهاك الفظيع لحقوق الإنسان وكرامة الإنسان في الشيشان؟ ما رأي منظمات حقوق الإنسان بتجارة المخدرات التي يمارسها اباطرة المال وشركات تجارة استغلال الاطفال والقاصرات الآسيويات للشذوذ الجنسي وعرض الاجساد البريئة في فاترينات الدول الموقعة على وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948م. ماذا يقولون عن انتشار العنف والجريمة والاختطاف في الدول الغربية دون اي رادع خلقي او ديني. نحن في المملكة العربية السعودية لسنا معنيين بما تدعيه منظمة حقوق الإنسان ولجانها المتفرعة عنها للاسباب التالية: أولا: ان المملكة لها ثوابتها المتينة التي لا تحيد عنها والتي أرسى دعائمها موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز ورسخها ابناؤه من بعده تحكيم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . ثانيا: ان منظمة حقوق الإنسان تسلك مسار الانتقائية المفضوحة خدمة لاستراتيجيات واضحة الهدف والغاية. ثالثا: ان اولئك الرهط الذين درجوا على محاولة النيل من المملكة العربية السعودية الذين يطلون علينا بين الفترة والاخرى من قناة مشبوهة معروفون في انتمائهم ومآربهم فإما حاقد أو موتور او مرتزق باع ضميره وقناعاته لمن يدفع أكثر. نحن بعون الله سائرون على نهج قوي قويم ولن نلتفت لاولئك الذين يودون ان ينالنا السوء وتسود فينا الفرقة وتغشانا الفتن لا سمح الله. * كاتب وإعلامي