سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: قرأت الخبر المنشور في جريدتكم في الصفحة 48 يوم الثلاثاء 18 من ذي القعدة 1426ه العدد 12136 عن الزوجة التي ضربها زوجها في محافظة الطائف وساءني ذلك جداً وأقول لهذا الزوج ولأمثاله: أبعد العشرة الطويلة معها والاستمتاع بها وخدمتها لك مدة من الزمن وتربيتها لأولادك أن تعاملها بهذه المعاملة السيئة، ليس هذا من الأخلاق الفاضلة، ولا من صفات الكرام وقد قيل: إن الكريم إذا أكرمته ملكته وان الليئم إذا أكرمته تمردا، وفي المثل: ما جزاء ناقة الحج ذبحها. وقال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (19) سورة النساء. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع وان أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء)، رواه البخاري ومسلم. وفي رواية في الصحيحين: (المرأة كالضلع ان أقمتها كسرتها وان استمتعت بها استمتعت وفيها عوج).. وفي رواية لمسلم: (ان المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها). وعن عبدالله بن زمعة رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه). رواه البخاري ومسلم. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله. وفي مسلم عنها رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقاً رضي منها آخر أو قال غيره. رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكمل المؤمنين إيمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم. رواه ابن حبان في صحيحه والترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الألباني. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الألباني. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينزل في قلوب عباده المؤمنين الرحمة والشفقة على من ولاهم الله عليهم من زوجات وبنين وبنات واخوة وأخوات إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. عبدالرحمن بن صالح الدغيشم