تعد جمعية سند الخيرية لدعم أطفال مرض السرطان إطلالة إنسانية رائعة جديدة في وطن التكافل الاجتماعي تقودها باقتدار صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز وذلك لمساعدة المرضى من الأطفال المصابين بالسرطان. هذه الجمعية تعد نبتة خير في حدائق الأعمال الخيرية التي تزخر بها بلادنا الطاهرة. بعد اطلاعي على مهام وأهداف وخطوات الجمعية وبعد زيارتي للمعرض الذي أقيم في صالة نياره، خرجت بمفهومين مهمين لا بد أن أبينهما للقارئ: المفهوم الأول: هو حب العمل الخيري لدى الإنسان السعودي؛ فالخير مغروس به بالرغم من مشاغل الحياة إلا إن الإنسان السعودي لا ينسى دوره الاجتماعي في المساهمة في الأعمال الانسانية التي تحقق أبعاد هذا المجتمع المتماسك والمتمسك بدينه وعقيدته التي لن يخرج عنها. المفهوم الثاني: هو قدرة الإنسان السعودي على الإبداع والتميز وتطوير آليات ومفاهيم العمل الخيري وإيجاد نظريات جديدة تنسجم مع بيئة المجتمع وترابطه. ولعلي ذهلت وأنا أرى المشرفات والمدرسات في هذه الجمعية في هذا المستوى الراقي والرائع والمتميز الذي يعكس القدرة على الإبداع. في كل الأحوال لم يكن هذا العمل المتميز بغريب على صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز؛ فوالدها خادم الحرمين الشريفين هو الراعي الأول للمشاريع الإنسانية وهو الداعم الكبير لكل أعمال الخير في وطننا. وأود هنا أن أشير الى أن هذه الجمعية هي جمعية غير ربحية هدفها دعم مراكز سرطان الأطفال في المملكة بما تحتاج من موارد مالية أو عينية وتقديم خدمات اجتماعية وإيوائية للمرضى وذويهم المحتاجين بعد إجراء البحث الميداني، بالإضافة إلى إعداد برنامج التعليم والتثقيف للمرضى وذويهم عن مرض سرطان الأطفال وكيفية التعامل معه، كما تشجع الجمعية البحوث العلمية حول أمراض الأورام وتدعم إعداد البرامج التدريبية للعاملين في هذا المجال، كذلك تهدف الجمعية للقيام بأنشطة توعوية للمجتمع لارتقاء بالوعي الصحي المرتبط بالمرض وأهمية اكتشافه المبكر والمساهمة في تنظيم برامج للإرشاد النفسي والاجتماعي لصالح هذه الفئة الغالية علينا جميعاً، كما تسعى الجمعية للتنسيق الدائم مع الجمعيات واللجان والمنظمات الشبيهة بهدف التعاون بما يخدم الأطفال المصابين بداء السرطان. تدعم جمعية سند الخيرية المراكز المتخصصة في علاج سرطان الأطفال وذلك بتأمين أحدث ما توصلت إليه التقنية الطبية في مجال المعدات المتطورة للعلاج. وقد أثبتت الإحصائيات أن حوالي (1000) طفل ما بين سن الولادة و13 سنة يصابون سنوياً بأمراض الأورام الخبيثة وأهمها سرطان الدم، ورغم صعوبة علاج مرض السرطان غير أن تأمين المعدات الحديثة والسبل المتطورة للعلاج في المراكز المتخصصة يرفع نسبة الشفاء إلى 70%. تعتمد جمعية سند الخيرية لدعم أطفال مرض السرطان في مصادرها المالية على اشتراكات الأعضاء والعضوات الذين وهبوا أنفسهم وإمكاناتهم لخدمة هذه الفئة العزيزة من أفراد المجتمع، وكذلك تتقبل التبرعات المادية والعينية والزكوات والهبات التي تردها من أصحاب القلوب الرحيمة أو الميسورين من أبناء الوطن الكريم. ويوجد عدد من الخدمات والبرامج التي تقدمها الجمعية للمرضى وذويهم، وهي خدمات اجتماعية كصرف تذاكر سفر للمرضى وذويهم وتوفير اسكان لعائلات المرضى من خارج الرياض.. وكذلك تقدم الجمعية عددا من البرامج الترفيهية، وتقوم بإصدارات بعض الكتب التي توزعها على المرضى وذويهم، وهي كتب تثقيفية حول السرطان وطرق علاجه. إن جمعية سند هي عالم من الإنسانية التي نفخر بها كسعوديين.. وهنا لا بد أن أشيد بدور مديرة الجمعية الأخت الأستاذة سامية بنت عامر وكذلك دور الأستاذة حنان القائد مديرة مدارس نجد ومديرة البرنامج الإنساني، وكذلك الأخصائي الاجتماعي عبد الله الشهري في مستشفى الملك فهد للأورام. ولا يفوتني أن أبدي إعجابي بالأستاذة لينا ناصر العمير التي كان لاستقبالها لي في قاعة نيارة وأنا أتجول في معرض الجمعية الخيري أكبر الأثر في إيصال الرسالة لي. لقد كانت الأستاذة لينا العمير عنوانا لكل معاني الإنسانية، وأحس وهي تشرح لي أن هؤلاء الأطفال هم أبناؤها. لقد لفتت نظري لينا العمير مسؤولة الروضة والتمهيدي وشعرت أن مجتمعنا بخير وأمثال لينا العمير يعملون في هذا الحقل.. تحية خالصة وصادقة إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز صاحبة القلب الكبير، وكل فريق العمل الذي يعمل في هذه الجمعية على هذا الإنجاز. وهنا لا بد أن أوجه نداء خاصا إلى جميع رجال الأعمال الذين يتطلعون إلى أعمال الخير أن يبادروا في دعم هذه الجمعية الإنسانية الخيّرة. [email protected]