لقد خلق الله الكائنات وخص كل مخلوق بخصائص وصفات تميزه عن غيره، فالإنسان ما هو إلا مجموعة من الصفات قد تبلورت لتخرج هذا الكيان العظيم (الإنسان). وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: قسم مكتسب، يمكن للإنسان أن يكتسبها إذا لم يكن يتصف بها. وقسم فطري (جبلي) لا يمكن اكتسابه وهي الصفات الجبلية التي تميز كل إنسان عن غيره. وهنا تساؤل: هل قدرة الإنسان على التطوير تكون مقتصرة على المكتسب منها فقط. (بمعنى أنه لايستطيع إلا تطوير الصفات المكتسبة فقط) فإذا كان كذلك فما فائدة وصية النبي ؟عليه الصلاة والسلام؟ بعدم الغضب لذلك الرجل الذي أتاه يستوصيه، فقال له: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب)، ومع ذلك فلو أن هذا الشخص لا يستطيع تطوير نفسه بنفي هذه الصفة (الجبلية) عن نفسه لما أرشده النبي عليه الصلاة والسلام إلى عدم الغضب. فديننا يحث على اكتساب الصفات الحسنة التي تأتي بالتعلم، وفي الجانب الآخر تطوير الجبلي منها إلى الأحسن. إذن فبناء الفرد أخلاقياً ينبني على أساس الاكتساب والتطوير معاً.