عندما أتأملُ وصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “لا تغضب”. أجد فيها الكثير من المعاني، والكثير من المباني التي تبنى بها النفس القوية. إذا ذكر لي رجل لا يغضب تراءت لي الصفات الحسنة، وتذكرتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أتاهُ الأعرابي بعد إحدى الغزوات يقول: اعطني مما أعطاك الله، وما كان من النبي الكريم إلا اللين والعطف على ذاك الأعرابي مع كل ما أتى به من الغلظة والشدة. علينا أن نسيطر على الذات واندفاعاتها، ومن السيطرة على النفس ألا نغضب لأنفسنا ما استطعنا لذلك سبيلا إلا أن تنتهك محارم الله! وهذا الشهر الفضيل فرصة رائعة لمسك زمام النفس والسيطرة عليها بالصيام والتقرب إلى الله عز وجل بقراءة القرآن وتأمله، والذكر من سبل ردع النفس عن الغضب وبهِ يمتدُ أفق النفس فلا يغضب الإنسان، ويرى الأمور بتروٍ وحكمة، والتخلص من الغضب أمرٌ يسيرٌ خصوصا مع قدوم هذا الشهر الكريم فهو فرصة للتغير والتغير والتغير!، فكيف يأتي هذا الشهر ولا نتغير! إن للغضب مساوئ أولها على الغضوب ذاته!، وفيه تعدٍ على حقوق الآخرين وتجاوز لعدم الإمساك بزمام الأمور! وديننا يحثنا على الخصال الحميدة والصفات الكريمة، فليكن رمضان فرصة لأن لا نغضب!