مَنْ ينتزع مِنْ قلبه الرحمة والشفقة إنسان بلا إنسانية هكذا كان الكركاتير الذي أوصل الرسالة لنا فيها هاجد وهو يصور تلك اليد التي تمثل قسوة زوجة الأب ضد أبناء زوجها الصغار الذين قادهم القدر للوقوع تحت سلطة التجبر والظلم. فمن لا يخاف الله نتوقع منه كل شيء حتى وإن كان الضحية طفلاً أو طفلة أو يتيماً، أو يعاني من انفصال أبويه، لذا يكون مصيره عند زوجة أب تزيد من تعاسته غالباً، وخاصة عندما تغيب عيون الأب عن البيت فالبعض يجيد التمثيل ويدعي الاهتمام والحب وبمجرد خروجه تتحول الأمور رأساً على عقب. والإنسانة التي تمارس هذا الدور سواء كانت زوجة أب أو حتى أم أحياناً وفي حالات نادرة هي بلا شك تنتهج طريق القسوة لأسباب نفسية حتى وإن لم تكن واضحة على تصرفاتها بشكل دائم وبسبب التربية التي تبنى في البعض حسب السيطرة والقسوة والبعض منهن عشن طفولة بائسة نوعاً ما ويعتقدن في عقلهن الباطن أن غيرهن لا بد أن يقر بنفس تجربتهن الطفولية بدون أدنى إحساس ببراءة الأطفال من العقد النفسية التي تدمر العديد من الأسر وتفسد الود والحب في البيوت. كما يجب ألا تغفل الدور البغيض للغيرة التي تدمر القلوب والبيوت فبعض زوجات الأب تغار لحد الجنون من طفل أو طفلة زوجها وتعتبرها أحياناً شريكة لها، وبعض الأزواج أحياناً يساهم في ذلك سواء كان بشكل مباشر أو بالتلميح. فكل زوجة أب قاسية نقول: عندما ترضين أو تجبرك الظروف على الزواج من مطلق له أولاد، اتقِ الله فيهم وتذكري أن هؤلاء الصغار من الممكن أن يكونوا أولادك إن أنت أحسنت معاملتهم وكنت الأم والأخت التي تعاملهم بمنتهى الإنسانية والعقلانية بدون مبالغة ولا تفريط وكم نجد من زوجات الأب اللاتي بحق كنا أمهات بصدق وحب وعطاء لأبناء أزواجهن فكنا خير معين لهن في نهاية المشوار، فالنفس الإنسانية والأطفال بالتحديد تحتويهم المشاعر الصادقة والتوجيه الحاني والقدوة الحسنة التي توصل القيم والأخلاق بالتعامل الطيب وليس بالأوامر والنواهي. عندها نقول: نعم لزوجة الأب لدور الأم وبمساندة الزوج ودعم المجتمع لتغير تلك القسوة المرتبطة بمسمى زوجة الأب الظالمة.