قال مسؤولون طبيون فلسطينيون والجيش الاسرائيلي إن دورية للبحرية الاسرائيلية قتلت فلسطينياً واحداً على الأقل قبالة سواحل غزة أمس السبت. وقال مصدر فلسطيني إن الشهيد الفلسطيني كان على ما يبدو في رحلة صيد. وقال معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية لوكالة الأنباء الألمانية إن قوات البحرية الاسرائيلية أطلقت عدة صواريخ على مجموعة من الصيادين مما أدى إلى مقتل ناظر فرحات (37 عاماً) على الفور، فيما تواصل طواقم الإسعاف الفلسطينية البحث عن أشخاص يعتقد أنهم أصيبوا في نفس الحادث. وأوضح مصدر أمني فلسطيني أن القوات البحرية الاسرائيلية أطلقت كذلك النار بكثافة باتجاه الموقع البحري التابع للشرطة البحرية الفلسطينية بالقرب من القرية السويدية على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية مما أدى إلى إصابة أحد عناصر الأمن بجراح خطيرة نُقل على أثرها للمستشفى. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن الشهيد من مواطني رفح وكان صياداً على متن مركب صغير .. وزعمت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أن زورقاً تابعاً للبحرية رصد قبل الفجر رجلين يسبحان من مصر باتجاه غزة مربوط في ساق كل منهما كيس معدات .. وفتح الزورق النيران عليهما بعد أن تجاهلا أوامر بالتوقف. وقال مسعفون فلسطينيون إن صيادين محليين انتشلوا جثة ناظر فرحات من المياه وأن الصيادين ما زالوا يبحثون عن الثاني. وهذا هو الحادث الثاني خلال أقل من أسبوعين في تلك المنطقة حيث قتلت قوات الاحتلال صياداً فلسطينياً يبلغ من العمر (22 عاماً) زعمت إسرائيل أنه دخل منطقة محظورة. من جهة أخرى أطلقت المدفعية الاسرائيلية قذائف ليل الجمعة - السبت على قطاعات غير مأهولة بجنوب وشمال قطاع غزة أطلقت منها قذائف أخرى على اسرائيل بدون أن تسفر عن إصابات. وذكرت مصادر فلسطينية صباح أمس أن المدفعية الاسرائيلية أطلقت تسع قذائف مدفعية تجاه بلدة (خزاعة) في خانيونس جنوب قطاع غزة. وقالت المصادر إن القصف أدى إلى وقوع أضرار مادية، ولم يعرف بعد ما أسفرت عنه عملية القصف من إصابات. وفي المقابل أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى القيادة الموحدة المنبثقة عن حركة فتح في بيان مشترك أمس السبت قصف معبر كيرم شالوم جنوب شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقالت المجموعتان إن عناصرهما تمكنت من إطلاق أربعة صواريخ باتجاه المعبر. وهذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها المعبر الذي تنوي إسرائيل تشغيله كجزء من اتفاق المعابر مع السلطة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه برعاية أمريكية في تشرين ثاني - نوفمبر الماضي. كما تبنت المجموعتان قصف بلدة سديروت جنوب إسرائيل بصاروخين منتصف ليل الجمعة - السبت. وأوضحت في بيان لها أن القصف يأتي رداً على مواصلة اسرائيل لمسلسل الاغتيالات والتي كان آخره اغتيال اثنين من نشطاء الأقصى. وفي ذات الوقت واصلت قوات الاحتلال حملات الاعتقال واعتقلت ستة ناشطين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في شمال الضفة الغربية. كما اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس عدة مناطق من مدينة جنين شمال الضفة الغربية وسط إطلاق نار كثيف من أسلحتها الرشاشة. وأفادت مصادر أمنية أن عدداً من الآليات العسكرية الاسرائيلية اقتحمت المدينة في ساعة مبكرة من الفجر وانتشرت في عدة مناطق من المدينة وجابت شوارعها. وفي سياق آخر أدان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات مساء الجمعة تهديدات إسرائيل بفرض حصار اقتصادي على قطاع غزة إذا لم توقف السلطة الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه أراضيها. وكان شاؤول موفاز وزير الدفاع الاسرائيلي هدد في وقت سابق الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحصار قطاع غزة حصاراً مانعاً وإعلان معبري كارني وايرز معابر دولية ومناطق مغلقة يمنع استخدامها في نقل البضائع التموينية والحياتية اللازمة لسكان القطاع إذا ما تواصل إطلاق صواريخ القسام. ونقل التلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية عن موفاز قوله إنه (يمهل الرئيس عباس 48 ساعة لفعل ذلك وإلا فإنه سينفذ تهديده). وقال اقتصاديون فلسطينيون إن مثل هذه الإجراءات ستدمر الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة الذي يقطنه أكثر عن مليون ونصف المليون نسمة بعد أن أنعش انسحاب إسرائيل منه آمالاً بنموه. واعتبر عريقات أن مثل هذا التهديد يتعارض مع ما تنص عليه خطة خارطة الطريق و(غير مقبول لأحد). وأضاف (نرفض هذا التهديد والوعيد والذي يترافق أيضاً مع حملة التصعيد العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة من خلال الاغتيالات والقتل والاجتياحات والعقوبات الجماعية والاستيطان والجدار). وتابع (على إسرائيل أن تعلم أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى توسيع العنف والفوضى وإراقة الدماء). فيما اعتبرت مصادر صحفية إسرائيلية تهديدات موفاز بعزل قطاع غزة وحصاره اقتصادياً (مبالغاً فيها وإنها دعاية انتخابية لفوزه بزعامة الليكود). إلى ذلك انتقدت الولاياتالمتحدة قرار حركة حماس عدم تجديد اتفاق الهدنة الهش الذي ينتهي مع اسرائيل في نهاية 2005م. وأعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية آدم اريلي (قلنا دائما إن الهدنات جيدة طالما أنها لم تتوقف، وتوقفها يبدو قريبا). وقد أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اليوم الجمعة في دمشق أن الحركة لن تجدد التهدئة مع اسرائيل التي تنتهي في نهاية العام الحالي، مؤكداً (لن ندخل تهدئة جديدة وشعبنا محاصر) ويستعد لمواجهة مع اسرائيل.