أعلنت مصادر أمنية فلسطينية وعسكرية إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي شن أربع غارات جوية بعيد منتصف ليل الجمعة السبت على شمال قطاع غزة، من دون أن تسفر عن وقوع جرحى. وشنت الغارتان الأوليان على مناطق غير مأهولة، الأولى قرب جباليا والثانية قرب بيت لاهيا. ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، أكد الجيش الإسرائيلي شن هذه الاعتداءات الأربع التي استهدفت كما قال قطاعات تطلق منها المجموعات المسلحة الفلسطينية صواريخ على جنوب إسرائيل، وكذلك الطرقات التي تؤدي إلى هذه القطاعات. وقال الجيش في بيان إن (هذه العمليات تهدف إلى منع إطلاق الصواريخ على أهداف في الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من قطاع غزة). وأضاف الجيش الإسرائيلي إنه للأسباب نفسها، أطلقت المدفعية الإسرائيلية النار في الليل على (قطاعات غير مأهولة في قطاع غزة يستخدمها الفلسطينيون لإطلاق صواريخ قسام) على إسرائيل. وقال جيش الاحتلال إنه تم نشر بطاريتي مدفعية قبالة قطاع غزة بسبب إطلاق الصواريخ المستمر من الجهة الفلسطينية. والبطارية التي تدخلت ليلاً هي التي نشرت بالقرب من نحال عوز قبالة مدينة غزة. ونشرت إسرائيل يوم الجمعة بطارية ثانية جنوباً بالقرب من نير اسحق. وتحدث مراسل وكالة فرانس برس وشهود فلسطينيون عن مواصلة الطلعات الجوية المكثفة صباح أمس السبت فوق شمال قطاع غزة ومدينة غزة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت حتى الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس 18 قذيفة صاروخية من مقاتلات حربية من نوع أف 16 وقذيفتين من الدبابات ونحو 7 قذائف مدفعية.وأكدت المصادر الأمنية عدم وقوع أي إصابات جراء القصف المتواصل على منطقة شمال غزة إلا أنها أشارت إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في المواقع التى تم قصفها.وقالت مصادر أمنية فلسطينية أمس السبت إن الطيران الحربي الإسرائيلي من طراز أف 16 شن منذ ليل الأربعاء الماضي وحتى ساعات الفجر الأولى من صباح أمس السبت 30 غارة أطلق خلالها 30 صاروخاً على مناطق مفتوحة في شمال قطاع غزة. وأضافت المصادر أن معدل الغارات التي يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي بلغ عشر غارات بالصواريخ يومياً، معظم هذه الغارات تنفذها الطائرات الإسرائيلية في ساعات بعد منتصف الليل، مضيفة أن الصواريخ أطلقت باتجاه مناطق مفتوحة غير مأهولة بالسكان. وأشارت المصادر أن الصواريخ تحدث انفجارات ذات أصوات مخيفة وضخمة جدا، ثم تسقط على الأرض، وتترك حفراً عميقة وكبيرة قرب بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة، خاصة في المناطق القريبة من خط التماس بين حدود قطاع غزة الشمالية وقطاع غزة. وأكدت المصادر أن الهدف من إلقاء الصواريخ على مناطق مفتوحة تترك حفراً بعمق ثمانية أمتار وقطر حوالي أربعة أمتار، هو قطع الطريق على المسلحين الفلسطينيين الذين يصلون بسيارات محملة بالصواريخ محلية الصنع إلى هذه الأماكن. وقال شهود عيان إن طائرات أف 16 وطائرات الاستطلاع بدون طيار والمروحيات من نوع أباتشي لم تغادر أجواء قطاع غزة على الإطلاق منذ أن أعلنت إسرائيل منتصف الأسبوع المنصرم أنها ستنفذ خطة عسكرية إسرائيلية جوية ضد قطاع غزة وبرية ضد شمال الضفة الغربية. وأضاف الشهود أن إطلاق الصواريخ على شمال قطاع غزة، خلق حالة من الهلع والرعب لدى سكان المنطقة الشمالية من القطاع، وأسفر أيضا عن تدمير محولات الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي مرتين عن منطقة بيت لاهيا. وشملت الاعتداءت الإسرائيلية نابلس بالضفة، إذ قالت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان ان قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي معززة بالآليات والمركبات العسكرية اجتاحت أمس السبت وسط إطلاق نار كثيف البلدة القديمة وعدة أحياء في مدينة نابلس.. وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة وقعت في شوارع المدينة بين مسلحين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، مضيفين أن عدداً من الجنود الإسرائيليين اعتلوا أسطح المنازل المرتفعة في المدينة، وقام جنود آخرون بمداهمة وتفتيش عشرات البيوت في المدينة. وأضاف الشهود أن الجنود اعتقلوا عدداً غير محدد من الشبان الفلسطينيين في المدينة، مؤكدين أن سيارات عسكرية مصفحة جابت شوارع المدينة، وقام الجنود بإخراج أعداد كبيرة من المواطنين في الشوارع وقامت بالتدقيق في بطاقات هويتهم. إلى ذلك قالت مجموعتان عسكريتان فلسطينيتان إن الاغتيالات والاجتياحات الإسرائيلية لن توقف (جهادنا وملاحقتنا للجيش الإسرائيلي والمستوطنين)، وأكدتا أن الصواريخ محلية الصنع التي أطلقتها الليلة الماضية (رد أولي) على اغتيال أحد قادة سرايا القدس. وفي بيان تلقته وكالة فرانس برس قالت كتائب (شهداء الأقصى) المنبثقة من حركة فتح وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنهما أطلقتا الليلة قبل الماضية (مجموعة كبيرة من صواريخ قدس2 وشهاب2 باتجاه مغتصبة اسديروت (جنوب إسرائيل) ومعبر كيسوفيم (جنوب شرق قطاع غزة). وأوضح البيان أن هذه الهجمات (رد أولي على الجريمة الكبرى باغتيال شادي مهنا قائد سرايا القدس شمال قطاع غزة ورفيقه القائد محمد قنديل وستة من أبناء شعبنا).
