في فجر يوم الثلاثاء الماضي 27 شوال هجرية الموافق 29 من نوفمبر 2005 ميلادية وبعد صلاة الفجر بساعات قليلة في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض وبقصر الحكم، كان لكاتب هذه السطور لقاء مع قامة عظيمة، مع إنسان لم ينظر للخلف يوماً واحداً، بل كان ينظر لغد مشرق بتفاؤل وتسامح لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه وشعبه. إنه صاحب السمو الملكي الأمير الوالد سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- أمير الرياض، وعندما نتكلم عن هذا اللقاء، فهو لقاء ليس كأي لقاء، بل هو لقاء مع شخصية شغلت العالم الإسلامي والعربي أبحاثاً، لقاء مع قائد، مع إنسان عاصر عظماء وملوك الجزيرة العربية. ومن نعم الله سبحانه وتعالى أن شرّفني في حضرة رجل مهيب أكن له التقدير والاحترام والإجلال، حيث خفق القلب وسرت الأنفس بقرب لحظات اللقاء، وبوصول سموه لقيت من سموه نظرة الفرح والحبور وابتسامة مرحبة ومقدرة زيارة الابن لأبيه، وكأنني أعيد ذاكرة سموه إلى أكثر من 40 عاماً مضت هي عمر علاقة متميزة جمعت سموه مع عمي المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حاكم البحرين، وعمي العزيز صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ووالدي صاحب السمو الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة -شفاه الله-. وبعدما تصافحت الأيدي بكل حرارة وشوق حفظه الله، أول ما بادلني بالسؤال عن الشيوخ في البحرين ووالدي.. شفاه الله. وأبدى حبه واعتزازه بما يربط الشقيقتين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين من علاقات متميزة وثقها الآباء والأجداد، وتاريخ مشترك، وحرص سموه على تمتين وتطوير هذه العلاقة. ومما أثلج الصدر عندما خاطبني الأب لأبنه الناصح له لاعتلاء العلم، وتطوير النفس، وإثبات الوجود لخدمة الوطن والقيادة والشعب. كنت أمام تاريخ وقامة شامخة هذا هو الإنسان.. الأمير.. الوالد سلمان ابن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أدام الله عزه وأبقاه ذخراً لخدمة الإسلام والمسلمين.