* جدة - المكتب الإقليمي - سعد الشهري - علي العُمري: عقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس اللجنة العليا المشرفة على التحضير لقمة مكة الاستثنائية مؤتمراً صحفياً تناول الكثير من القضايا العربية والإسلامية، وأجاب على الاستفسارات المتعلقة بهذه القضايا. وقد أجاب سمو الأمير سعود الفيصل على سؤال (الجزيرة) حول المبادرات أو المقترحات التي ستقدمها المملكة كورقة في هذه القمة، حيث ذكر أن المملكة قد أعدت ما يسمى ب(بلاغ مكة)، وهي ورقة تحدد النظرة العامة للوضع الإسلامي ولكن ستعرضها على الاجتماع الوزاري وإن شاء الله تكون مقبولة لدى الجميع. ورداً على سؤال آخر ل(الجزيرة) حول وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حجر الأساس لمبنى منظمة المؤتمر الإسلامي بالمملكة، وهل هذا يعني استمرار انعقاد القمم المقبلة في المملكة؟.. قال سمو الأمير سعود الفيصل: أبداً هذه لا يعني استمرار انعقاد القمم المقبلة، لأنها في الأساس مجدولة من قبل، وإنما هذا المبنى سيكون المقر الدائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة.وقد تحدث سمو وزير الخارجية في بداية حديثه قائلاً: في جوار بيت الله الحرام تستضيف المملكة العربية السعودية الدورة الاستثنائية الثالثة للمؤتمر الإسلامي بمشيئة الله يوم الأربعاء المقبل، وتأتي هذه القمة في ظروف دقيقة تعيشها الأمة الإسلامية نتيجة للأزمات التي تواجهها، وأسفرت للأسف الشديد عن حالة إحباط تعيشها الأمة الإسلامية نتيجة لتفشي الظلم واستشراء الأوبئة والأمراض الاجتماعية وانتشار المفاهيم الخاطئة وانحراف الفكر والتي حالت دون تعامل الأمة بيجابية مع هذه الأزمات فوضعتها في حالة دفاع مستمر وتستهدف القمة إعادة روح الثقة بالنفس للأمة الإسلامية وإعادة بناء البيت الإسلامي بما يحفظ مصالح الأمة ويمكنها من مواجهة المخاطر التي تهددها ويدعم دورها في بناء الوطن والإنسان المسلم في ظل المبادئ الإسلامية الحقة المفعمة بالمحبة والمساواة والتعايش السلمي بين البشر كمثل عليا وقيّم سامية ومعانٍ نبيلة انتشرت من خلالها الحضارة الإسلامية لتشكل مصدراً للتنوير والعلم والمعرفة والأخلاق الحميدة.كأحد الروافد المهمة للحضارة الإسلامية على مر العصور وتنفرد هذه القمة بأسلوب جديد في التعامل مع قضايا الأمة الإسلامية إذ إن الجهة التي أعدت لها الموضوعات التي ستطرق إليها والتوصيات التي ستنظرها من نخبة مباركة من العلماء والفقهاء الذين يمثلون ضمير الأمة، وقاموا مشكورين بوضع تقرير متكامل بالتحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية ويحمل رؤية مستقبلية حول التعامل معها على كافة المحاور السياسية والتنموية والاجتماعية والثقافية والعلمية وتم تحويل ذلك التقرير إلى خطة عشرية لإعادة بناء البيت الإسلامي وتعزيز التضامن لتمكين الأمة من القيام بالدور الريادي وبالرسالة التي تحملها وبدون شك فإن التحديات التي تواجهنا تحتم نجاح القمة بإذن الله تعالى وكما أن الحماس الذي لمسناه من القادة والزعماء يدعو إلى التفاؤل خصوصاً في ظل ما تتمتع به الأمة من أسباب ومقومات التفاهم وعوامل التقدم والنهضة ودواعي العزة والرفاهية لتمسكها بكتاب الله وسنة رسوله كمنهج للحياة يرشدها إلى الحق والخير إضافة إلى ما تملكه من طاقات وتزخر به من إمكانات مادية وبشرية لتعود الأمة لممارسة دورها التنويري لإشاعة النور ونشر قيم الحق والعدل والإنصاف والدعوة للسلم ونشر المحبة والتعاون والإخاء بين البشر. وحول مشاركة ليبية في هذه القمة والمساعي نحو الإصلاح بين البلدين قال سمو وزير الخارجية: إن الصحافة تتحدث عن أشياء غير قائمة وليس هناك شيء محدد في هذا الإطار، وليبيا دولة عضوة في هذا المؤتمر، وقد دعيت لهذا المؤتمر وستحضر وهذا كل ما في الأمر. وعن وجود جيش يضم الدول الإسلامية على غرار ما هو موجود في دول مجلس التعاون قال سمو الأمير سعود الفيصل إن هناك قدرة إسلامية لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية التي تواجهها ولكن الإنسان يجب أن يسير قبل أن يجري فدعنا نحصن التضامن الإسلامي أما مسألة إنشاء جيش فهذا يتطلب الآليات القانونية وهو حلم عسكري وأعتقد أن المرحلة غير قادرة في التنفيذ في الفترة الحالية وإن شاء الله نتمكن من القيام بهذه الواجبات. وفيما يتعلق بدور مجمع الفقه الإسلامي في إعادة الوسطية الذي تحتاجه الأمة من خلال القيم والمبادئ التي قامت عليها الشريعة الإسلامية وهي المعايير التي يمكن أن تنظر إليها المملكة مثل هذا النوع من الإصلاح. رد سمو وزير الخارجية قائلاً: لا يتوقف ذلك على المملكة بطبيعة الحال، والأمر يتعلق بالأمة الإسلامية ومجمع الفقه الإسلامي له دور كبير في التقريب بين المذاهب الإسلامية وتنظيم الفتوى ومشروعيتها ورفع كفاءته في القيام بهذا الدور المهم لأن يكون العضوية لها شروطها وضوابطها من ناحية الفقه والسلوك والمركز الذي يجب أن يحصل عليه العضو من العلم والدراية والمعرفة وأيضاً النقاط التي ينتظرها ويتعامل معها وأن يكون جهازاً يحفظ للأمة إسلامها الصحيح وان يكون تحصيناً للأمة ضد الأفكار المنحرفة والمتطرفة التي أوصلتنا إلى ما وصلت إليه الأمة من خلافات ونزاعات وآخرها ما وصل به الحال من المفسدين في الأرض والمكفرين وهناك دور كبير للفقه الإسلامي ونأمل أن يكون هناك توجه في الخطة العشرية التي ستتفق عليها القمة إن شاء الله مما يدعو إلى تحسين الوضع في مجمع الفقه. ورداً على سؤال في إعادة النظر في تركيب الكيان الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهل وجدتم قبولا من خلال الاجتماعات الأولية لكبار الشخصيات بالدول الإسلامية حول النظر في وثيقة المؤتمر لكي تواكب الحدث في العالم الإسلامي قال سموه: إن ميثاق المنظمة ورفع كفاءة الأداء فيها أمر الكل أجمع عليه وبحث هذا في اجتماعات سابقة سواء اجتماعات القمة أو اجتماعات وزراء الخارجية وآخرها اجتماع صنعاء وهناك أفكار في نفس الإطار ومطلوب زيادة فعالية المنظمة لأنها هي التي عليها العبء لتقوم بكثير من الواجبات التي تكفل التضامن الإسلامي ودفع الحصص الرسمية أولاً وأيضاً رفع الإمكانيات المادية للمنظمة ومساندتها بالعاملين الأكفاء الذين يستطيعون أن يعينوا الأمين العام للقيام بواجباته والإصلاح المطلوب للمنظمة ضروري وبدون شك انه سيكون من أولويات الخطة العشرية التي ستطرح على القادة. وقال سموه رداً على سؤال أن هناك اجتماعات خارج نطاق القمة التي قد تحدث على شكل ثنائيات على هامش جدول الأعمال حول حل بعض المشاكل بين الدول الإسلامية.بطبيعة الحال تحدث هناك محادثات جانبية على مستوى الرؤساء والوفود الجانبية وهذه فرصة لا تتاح دائماً في اجتماع هذه الوفود تحت سقف واحد ولاشك أنه سيكون هناك لقاءات واجتماعات ثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية ولكن أن يكون هناك خطط محددة في هذا الأمر لا أعتقد ذلك. وفيما يتعلق بالاتفاق على جدول عمل تم طرحه في هذه القمة أجاب سمو وزير الخارجية: كما ذكرت في بداية الحديث أنه أعد لها بشكل استثنائي وأنها قمة استثنائية وعامة يكون تطرقها لموضوع واحد، والوضع الذي تطرقت إليه هو وضع الأمة. وهذا التفعيل من قبل العلماء والفقهاء وليست كما يجري عادة من وزراء الخارجية وهذا التقرير شمل نظرة شمولية للقضايا التي يعاني منها العالم الإسلامي والحلول المتوخاة لهذه المشاكل، وهذه النظرة وهذا التفعيل حول الى خطة عشرية ستقدم للقادة للنظر في موضوعها ويشمل القضايا المختلفة والحلول المقترحة، وهذا يشمل ما تواجهه الأمة، أما القضايا الانفرادية فإذا كان هناك بلد له قضية فمكان معالجتها في الاجتماعات الاعتيادية وليس في الدورة الاستثنائية وبطبيعة الحال قضية فلسطين كانت دائما على جدول أعمال المؤتمر للقمة وستعالج في هذا المضمار أما القضايا الأخرى فهناك البيان الختامي الذي سيعطي صورة عن المشاكل التي لدى بعض الدول العضوة بالمؤتمر وهذا سيصاغ من وزراء الخارجية. وفي رد حول سؤال المحاور التي ستتضمن جدول أعمال المؤتمر في الجانب الاقتصادي، قال سمو وزير الخارجية إن هناك خطة للعمل في الجانب الاقتصادي سواء قي زيادة التجارة بين الدول الأعضاء للتعاون والتكافل لمواجهة الكوارث أو التعامل مع المشاكل مثل الفقر والجهل وتطوير التعليم وبناء التجهيزات الأساسية للمجتمعات الإسلامية لرفع مستوى المعيشة. فهذه الأمور يتطرق لها، وهناك فقرة خاصة بالتعاون الاقتصادي. ورد سموه على سؤال حول ترتيب إعادة النظر في ترتيب البيت الإسلامي وحول الوضع الاقتصادي ومنظمة التجارة العالمية؟ قال نعم هناك إعادة ترتيب وفيما يتعلق بالتجارة والانضمام إلى منظمة التجارة العالمية يحدد مسؤوليات وبالتالي هناك حدود لها يمكن عمله في التعامل مع هذه النوعية من التعامل الاقتصادي لأعضاء منظمة التجارة العالمية. ومن الواضح أيضاً أن التجارة البينية مثلاً من دون التعارض مع منظمة التجارة العالمية ضئيلة جداً بين الدول الإسلامية وإزالة أي موانع ضريبية أو إدارية تحول بين التعامل التجاري بين الدول الإسلامية. وهناك بعض الأفكار المطروحة والتطلع لتحديد نسبة يجب أن يصل إليها العالم الإسلامي في فترة زمنية، ولكن هذا النقاش بين الدول سيحسم النقاش بها في اجتماع وزراء الخارجية وسيقدم كتوجيه للقمة، وهناك أفكار نعتقد أنها تؤدي إلى هذا الغرض ومن أهمها اصلاح الأمانة العامة في العالم الإسلامي والتنسيق بين الدول في توحيد الكلمة في المحافل الدولية حول القضايا المختلفة مثل اصلاح الأممالمتحدة والنظر في التعاون الاقتصادي، كل هذه العوامل تخدم نفس الغرض. وعن الظلم الذي تتعرض له بعض الدول الإسلامية والدور الإعلامي الذي يوضح صورة الإسلام العظيمة، قال سمو وزير الخارجية إن هناك من التوصيات دعوة للأجهزة الإعلامية للدفاع عن الوطن الإسلامي وقضاياه. وتحدث سموه عن الوضع في العراق وقال هو شغل شاغل للدول الإسلامية، وهناك حكومة عراقية موجودة في القمة ورئيسها كذلك وهناك جهد عربي لمتابعة الحوار للتنسيق بينها والمواءمة بينها وسيتعرض المؤتمر لموضوع العراق بشكل مباشر ودفع الأعمال والجهود القائمة لاستمرار السلام خاصة في العراق. وتطرق سموه إلى أن انعقاد المؤتمر يعيد صورة لبدء الرسالة الإسلامية في فترة كان العالم يعاني منها خاصة من الجهل وأتت الرسالة لتنشر العدل والتسامح وغزت الأبصار هذه الرسالة بالنور والهداية وأتى بالمثل والأخلاق التي تحلى بها المجتمع الإسلامي واعطاء كل ذي حق حقه، فالصورة واضحة أمام قادتنا ونحن نعيش في عصرنا الحاضر عصر ظلمات جديد بالرغم من التطور والتقنية والتقدم العلمي ونرى أن الجهل ما زال ينتشر والثقافة عموماً لم تتقدم بالشكل المطلوب وتفشي الأمراض والفقر وبنسبة لم تتغير منذ العصور الوسطى إلى الآن، ونسعى لدفعة جديدة تقوم بدورها لمعالجة هذه القضايا لتنشر الخير والتسامح والعدل، وهذا المطلوب كما أراد الله أن تكون وليس من باب المغالاة ولكن بمفاهيم الخير والتسامح بين البشر ونشر العدل للمسلم ولغيره وبتعامل مع الآخر بما يكفل الأمن والسلم وهي التي لا بد أن تكون في خاطر قادتنا في اجتماع يكاد أن يكون الاجتماع في وسط الحرم المكي الشريف. وعن دعم المملكة للمنظمة قال إن المملكة تدعم المؤتمر والمنظمة وليس من العدل أن نقول إن الداعم الوحيد هي المملكة ولكن هناك تقصير فأملنا أن تتجه النظرة في تحسين الأداء ويقوم الجميع بتسديد ما عليه ويكون هذا الاجتماع اجتماع مصداقية. وتطرق سموه إلى أن هناك آليات مقترحة وضعت لضمان متابعة التوصيات وتنفيذها وهذا إذا تم اجازتها من قبل القمة. وعن وجود قادة غير مسلمين ووضع مشاركتهم في المؤتمر قال سموه سوف يكون هناك مقران لانعقاد القمة في مكةالمكرمةوجدة وسوف تكون المشاركة والنقاش عن طريق الشاشات المتلفزة.