لعلكم تذكرون مقالة كتبتها قبل عامين أو أكثر عن شارع طويل في حي الروضة، أعرفه بهذا الشكل حينما بُشرت بولادة ولد لي، وتخرَّج الابن من الجامعة وصار رجلاً وسوف يتزوج وما زال إنكاس منكّساً كما هو، ومن لم يعرف إنكاس المذكور فإنه قد سُمي الآن باسم خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه، أي أن الشارع شجاع وصامد أمام نسيان أمانة مدينة الرياض له، وأمام عناد شركة الكهرباء ببقاء أعمدتها التي أكلت من وسط الشارع ثمانية أمتار ذهبت هدراً مقابل لا شيء، ويبدو لي (والله العالم) أن الشركة قد ملكت تلك الجزئية من الشارع، ولا أحد يستطيع أن ينازعها في ملكيتها التي دفعت فيها نقودها مقدَّماً أيام أن كان سعر المتر خمسة ريالات، أما وبعد أن أصبح سعر المتر في شارع إنكاس أربعة آلاف ريال، فلا يمكن أن تبيع بأقل من سعر التكلفة التي تشمل قيمة الأرض وقيمة الأسلاك والأعمدة وشغل العمال وضياع الجهد والوقت، وربما أن شركة الكهرباء إذا أرادت الأمانة أن تحسّن الشارع تقول: لا تقتربوا من جزيرتي التي في وسط الشارع.. فتقف الأمانة خوفاً من سعر المتر الباهظ الثمن، هذا الذي يبدو لي، لأن الأعمدة التي توزِّع الضغط العالي وتقف محروسة بأعمدة صلبة محيطة بها، ثم بسياج من رصيف تُوحي بأن إقامة تلك الأعمدة سوف تبقى إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، ولعل المواطن الذي يحس بخطر تلك الأعمدة وضغط الكهرباء وزحامها للشارع يهمس في أذن شركة الكهرباء بأن تتنازل عن بعض الشيء، هذا إذا كان هناك شيء بقي لم تستهلكه على مدى 30 عاماً أو أكثر، ثم إن الذي نعرفه أن الشركات مهما كانت، عليها مسؤولية المشاركة في تطوير وتحسين المدن والقرى، وهذا ما نتمناه من شركة الكهرباء التي تأخذ من أراضي المواطنين غرفاً لغرفها الكهربائية، حتى صار هذا مسلَّماً به عند العام والخاص. حديثي هنا أوجهه إلى معالي المهندس الحصين الذي أعرف جيداً أنه رجل مخلص ومجتهد في عمله منذ أن بدأ حتى أصبح وزيراً، فلعل معاليه شخصياً أن يحل موضوع تلك الأعمدة مع أمانة مدينة الرياض حتى يتم تحسين الشارع من قِبل الأمانة، لأن الأمر كما سمعت من كثيرين متوقف على تلك الأعمدة التي أصبحت مثل (وتد جحا).. وما نحن وأبو خالد الحصين - وفقه - الله إلا في خدمة مدينة كبيرة وعاصمة نرفع جباهنا حباً لها.. أستنهض همة معاليه في إيجاد حل سريع.