جاءت تجربة أمانة القصيم (خدمات بلدية بريدة) المتمثِّلة في اختيار منتزه الطرفية ليكون أحد المواقع المستهدفة في مهرجان عيد الفطر المبارك بمدينة بريدة لهذا العام ناجحة وبدرجة بلغت حدَّ الرضا، وذلك نظراً لما يشكِّله هذا الموقع من أهمية كبيرة في إطار خارطة التنزه لأبناء بريدة، فعلى الرغم من أن عيد الفطر لهذا العام جاء في الثلث الأول من الموسم الذي يعتبر في عرف الفلكيين (صيفاً) إلا أن الطرفية عاشت مع هذا العيد حركة غير مسبوقة في مثل هذا الوقت من السنة بسبب تنفيذ بعض فعاليات العيد هناك. وبما أن منتزه الطرفية يتحوَّل في فصل الشتاء إلى مدينة أخرى تعج بالحركة وبالمتنزهين وهواة الرحلات البرية من عائلات وشباب وتنتشر المخيمات المتنوّعة بشكل ربما يندر مثيلة لا سيما في إجازة عيد الأضحى المبارك وإجازة نهاية الأسبوع عطفاً على عدد السكان بمدينة بريدة التي تضم خمسمائة ألف نسمة وبناءً على ما يمتاز به منتزه الطرفية من مقومات طبيعية ومكونات جغرافية إضافة لكونه يقع قريباً من الناحية الشرقية للمدينة فسكان بريدة يعتبرونه المشتى الحقيقي والمنتزه البري بالنسبة لهم ويكفي أنه في فصل الشتاء يصل عدد المتنزهين فيه خلال إجازة العيد، وفي نهاية الأسبوع حينما تهطل الأمطار إلى أكثر من ثلاثين ألف متنزه يومياً، حيث تتقاطر المركبات إلى الموقع من كل الاتجاهات. من هنا فلا بد من التفاتة جادة فعلاً لهذا الموقع من قِبل جهات الاختصاص سواء وزارة الزراعة أو بلدية بريدة أو وزارة النقل، وكذا الهيئة العليا للسياحة التي يجب أن تقف على احتياجات المنتزه عن كثب وتقيّم حجم الحاجة إلى فعاليات وبرامج ترفيهية شتوية على مستوى يليق بالحضور، ويتواكب واهتمام المتنزهين بالطرفية وإشباع رغباتهم بمختلف شرائحهم العمرية وعلى الهيئة أن تدعم الجهات التي تنفذ فعاليات سياحية بكل ما تملك من إمكانات. ولأن فصل الشتاء بات وشيكاً فإن الإسراع في مثل هذه الإجراءات يفترض أن يكون عاجلاً. ثم إن الموقع بحاجة إلى حماية مشدَّدة كي لا يكون عرضة لاقتطاع ذوي الأنفس الضعيفة الذين يطمعون في التملُّك فيه، إلا أن أهم الأشياء التي يجب الإسراع في تنفيذها هو ازدواج الطريقين المؤديين إلى منتزه الطرفية (عسيلان - السويدة)، حيث الكثافة المرورية الهائلة ولا سيما أثناء العودة مساء، فالطريقان الحاليان لا يليقان أبداً بمنتزه شتوي يرتاده يومياً هذا العدد المهول. ثم إن تحويله وتخصيصه كمنتزه وطني لبريدة بات ضرورة حتمية، فمرتادوه من بريدة ويبقى المنتزه الواقع جنوب الجديدات منتزهاً وطنياً للقصيم نظراً لموقعه المتوسط. كما أن منتزه الطرفية يحتاج إلى بعض الخدمات كمياه الشرب وتخصيص مواقع استثمارية للباعة ووضع سياج خاص للسيارات حفاظاً على عذرية المنطقة، إلى جانب توزيع المخيمات وفقاً لنظام المربعات.. كل هذه الأشياء يحتاجها منتزه الطرفية كي يكون موقعاً حيوياً ومشتىً لائقاً يجد فيه الناس بغيتهم وما يحتاجونه سواء من خدمات أو فعاليات.