أعلنت الشرطة الفرنسية أن مثيري شغب أطلقوا أعيرة على الشرطة في الليلة الحادية عشرة من أعمال الشغب في فرنسا مما أدى إلى إصابة عشرة من رجال الشرطة منهم اثنان حالتهما خطيرة، في الوقت الذي سارع فيه زعماء المسلمين إلى تأكيد تحريم الدين لهذه الممارسات التي تعتدي على حياة الآخرين وممتلكاتهم. وكانت تقارير عديدة زعمت أن مدبري الشغب هم الشبان المسلمين، لكن المراقبين يتفقون بصورة عامة على أن الإحباط الذي يشعر به المهاجرون جراء الإهمال الذي يلاقونه هو وراء هذه الأعمال.. وقال متحدث باسم الشرطة إن نحو 200 شاب رشقوا الشرطة بالحجارة وأشياء أخرى في جريجني جنوبيباريس. وأضاف أن بعض مثيري الشغب أطلقوا أعيرة من بنادق رش على رجال الشرطة فأصابوا عشرة. ويعالج شرطيان في المستشفى أحدهما من جروح أصيب بها في حلقه بسبب طلقات رصاصية أما الآخر فأصيب في ساقه. وسئل عما إذا كان مثيرو الشغب كانوا يمكن أن يقتلوا أحداً فقال المتحدث (ربما يكون لا من هذه المسافة. ولكنهم قد يسببون إصابات خطيرة أو يجعلون أحد رجال الشرطة يصاب بالعمى). وجاءت أعمال العنف الجديدة بعد ساعات فقط من تعهد الرئيس جاك شيراك بإعادة النظام مدلياً بأول تصريحات علنية له منذ بدء أعمال الشغب في الضواحي الفقيرة بباريس في 27 أكتوبر - تشرين الأول. وقال شيراك عقب اجتماع مع مجلس للأمن الداخلي للرد على أعمال العنف والتي أحرقت خلالها آلاف السيارات (الجمهورية.. مصممة تماماً على أن تكون أقوى من هؤلاء الذين يريدون زرع العنف أو الخوف). القانون يجب أن تكون له الكلمة الأخيرة. وأشار إلى أهمية احترام الجميع والقانون وتكافؤ الفرص. وبدأت أحداث الشغب قبل عشرة أيام بعد مقتل شابين صعقاً بالكهرباء أثناء محاولتهما على ما يبدو الفرار من الشرطة، وفجَّر موتهما مشاعر الإحباط بين الأقليات العرقية تجاه العنصرية والبطالة ومعاملة الشرطة ووضعهم المهمش داخل المجتمع الفرنسي. وامتدت أعمال الشغب من ضواحي باريس الفقيرة إلى مدن فرنسية أخرى. وشهدت مدن مثل تولوز ونانت وستراسبورج أعمال عنف اليوم الأحد. وقد احترق ما لا يقل عن 839 سيارة واعتقل 186 شخصاً حتى الساعة الرابعة من صباح أمس الاثنين في فرنسا، وذلك حسب حصيلة غير نهائية أعلنتها القيادة العامة للشرطة الفرنسية عن أعمال الشغب التي حصلت ليلة الأحد الاثنين. وقال المصدر إن 34 شرطياً جرحوا اثنان منهم بالخردق في غرينيي، مقاطعة ايسون (جنوب). وكانت الحصيلة النهائية التي سجلت في نفس الوقت يوم الأحد احتراق 918 سيارة واعتقال 193 شخصاً. وارتفعت الحصيلة النهائية منذ بدء الأحداث إلى احتراق 1295 سيارة واعتقال 312 شخصاً. هذا وقد أصدرت إحدى أكبر الجماعات الإسلامية في فرنسا يوم الأحد فتوى ضد أعمال الشغب بعد أن أشار مسؤولون إلى أن متشددين قد ينحى باللائمة عليهم جزئياً في الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها الأحياء الفقيرة في شتى أنحاء فرنسا. واستشهد اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لدعم الفتوى الدينية التي تحرم الإخلال بالنظام والتدمير الذي سببته تلك القلاقل. وينحدر كثيرون من مثيري أعمال الشغب من أصول عربية شمال إفريقية أو إفريقيا السوداء ويظن أن الكثيرين منهم مسلمون. ولمح نيكولاي ساركوزي وزير الداخلية الفرنسي ومسؤولون آخرون إلى احتمال أن يكون متشددون يؤثرون على شبان غاضبين لتحدي الدولة الفرنسية. ويؤكد سكان مسلمون في تلك الضواحي المنهكة أن غضب مثيري الشغب يتعلق بالبطالة والتفرقة في المعاملة أكثر من كونه متعلقاً بالدين. ويشكل مسلمو فرنسا البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة ثمانية في المئة من سكان فرنسا وكثيرون منهم يعتبرون أنفسهم مواطنين من الدرجة الثانية. وقالت الفتوى إنه ممنوع شرعاً على أي مسلم يسعى إلى مغفرة الله ورضاه أن يشارك في أي عمل يصيب بشكل أعمى الممتلكات الخاصة أو العامة أو قد يشكل اعتداء على حياة الآخرين. وأضافت الفتوى أن هذا ينطبق على أي مسلم يعيش في فرنسا سواء كان مواطناً أو ضيفاً على فرنسا. واستقبل دومينيك دو فيلبان رئيس وزراء فرنسا دليل بو بكر رئيس مجلس مسلمي فرنسا وأمام مسجد باريس الكبير يوم السبت ولكنه لم يلتق علانية مع زعماء مسلمين آخرين.