سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ساركوزي يؤكد العمل "من أجل السكان وليس ضدهم" ... وفتوى إسلامية تدين العنف . إطلاق نار على الشرطة في ضواحي باريس وشيراك يتعهد الحزم ودوفيلبان يدرس حلاً للأزمة
أطلق مثيرو شغب النار على الشرطة وأضرموا النار في 1400 سيارة في الضواحي الفقيرة في فرنسا، مع امتداد الاضطرابات واحتدامها في الليلة الحادية عشرة من العنف الذي تعهّد الرئيس الفرنسي جاك شيراك بهزمه. واندلعت الموجة الجديدة من الاضطرابات فيما خرج الرئيس جاك شيراك عن صمته الذي سبب له انتقادات، وأكد في كلمة وجهها عقب اجتماع المجلس الأمني المصغّر الذي عقد في قصر الرئاسة وضم عدداً من الوزراء ليل اول من امس، أن"الأولوية الآن هي لإحلال الأمن والنظام"، تاركاً المجال مفتوحاً للعمل لاحقاً على إحلال العدالة والمساواة. ولفت إلى أنه يتفهم"أن تطور الأمور يفترض احترام الكل للعدالة والمساواة في الفرص"، مشيراً إلى عزمه العمل في هذا الاتجاه. لكنه شدّد على أن الأولوية"تبقى لإحلال الأمن والنظام"، ما يعني أن أي حوار أو مساعٍ لمعالجة أوضاع الضواحي ينبغي أن تسبقها العودة إلى الهدوء ووقف أعمال الشغب. وأكد شيراك أنه ورئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان والوزراء السبعة الذين حضروا الاجتماع اتخذوا قرارات لتعزيز عمل الشرطة والقضاء. وفي أخطر حادث، نصب شبان في منطقة سكنية في جريجني جنوب العاصمة باريس مكمناً للشرطة ورشقوهم بالحجارة والقنابل الحارقة كما أطلقوا عليهم الرصاص. وأصيب 34 شرطياً بجروح، بينهم اثنان حالتهما خطرة. وقال برنار فرانيو رئيس شرطة ايسون بعدما هاجم نحو 200 شاب زملاءه:"إنها أعمال عنف حقيقية وخطرة، وهي ليست كالليالي السابقة. الاكيد ان الأزمة تتصاعد". وأطلق مثيرو الشغب طلقات حية على الشرطة وفرق إطفاء الحريق، ولم ترد تقارير عن إصابات. وزار وزير الداخلية نيكولا ساركوزي الضابطين المصابين في المستشفى. وقال:"إذا لم يعد النظام، سيحلّ إما نظام العصابات وإما نظام المافيات وإما أي نظام آخر". وأضاف:"إذا لم تحصل اعتقالات، سيكون هناك شعور بعدم المعاقبة. وإذا ساد هذا الشعور، فإن أعمال الشغب لن تتوقف". وبعدما دعا رجال الشرطة إلى"التقيد بأخلاقيات الشرطة الجمهورية تقيداً تاماً"، قال:"نعمل من اجل المواطنين في الأحياء والمدن وليس ضدهم". وأشاد بمساعدة"مواطنين الشرطة على توقيف أنذال"خلال أعمال العنف. وأوضح"شاهدت بكل سرور أن الشعب يتضامن اكثر واكثر معكم". وأعلنت الشرطة أن مثيري الشغب أضرموا النار الليلة الماضية في 1408 سيارات واعتقلت 395 شخصاً، ما يجعلها الليلة الأكثر عنفاً منذ اندلاع القلاقل في 27 تشرين أول أكتوبر الماضي. وأضرمت النيران في خمسة آلاف سيارة تقريباً، واعتقل 1200 شخص منذ أن بدأت القلاقل. ودفعت الشرطة بنحو 2300 ضابط إضافي لإخماد أعمال عنف. وكان مقرراً أن يعلن رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان في وقت لاحق وفي التلفزيون الرسمي كيف يخطط للخروج من هذه الأزمة. وقال دو فيلبان بعد لقاء شيراك:"لن نقبل بوجود مناطق خارج نطاق القانون". وأضاف أن الحكومة ستكثف الإجراءات الأمنية في البلاد حيثما تدعو الحاجة لذلك. في غضون ذلك، أفاد ناطق باسم وزارة الداخلية الفرنسية أن رجلاً تعرض للضرب خلال أعمال العنف في حي في شمال باريس توفي أمس متأثراً بجراحه. ولم تذكر الوزارة تفاصيل ولكن صحيفة"لوباريزيان"أكدت أن الرجل يبلغ من العمر 60 سنة وهاجمه شاب خارج منزله. إسلاميو فرنسا وفي ردّ على تلميحات رسمية بأن نشطاء إسلاميين يقفون خلف بعض الاحتجاجات، أصدر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا"فتوى"تدين أعمال العنف"بأشد العبارات"ودعا الشباب المسلم إلى"تهدئة غضبهم". وحظرت الفتوى على"أي مسلم يسعى إلى رضا الله المشاركة في أي تحرك يضر بشكل أعمى الممتلكات الخاصة أو العامة أو يمس بحياة الآخرين". وتابع بيان الاتحاد أن"الاشتراك في هذه الممارسات أمر غير شرعي. كل مسلم يقيم في فرنسا سواء كان مواطنا فرنسياً أو ضيفاً على فرنسا يجب أن يطالب باحترام شخصه وكرامته ومعتقداته وأن يعمل من أجل مساواة وعدالة اجتماعية أكبر". ودعا اتحاد الشرطة الحكومة أمس إلى فرض حظر تجول في المناطق التي تشهد أحداث شغب، واستدعاء الجيش للسيطرة على الشبان الغاضبين، وغالبيتهم مواطنون فرنسيون من أصول عربية وأفريقية. وأعلن الاتحاد في بيان"لا يبدو أن هناك شيئاً قادراً على وقف الحرب الأهلية التي تتسع أكثر كل يوم في شتى البلاد". وعبّر لورانس باريسو رئيس مجموعة لأصحاب الأعمال في فرنسا عن قلقه من تأثير العنف على السياحة والاستثمار. وقال:"صورة فرنسا تضرّرت إلى حد كبير". بريطانيا تحذر رعاياها وأوصت وزارة الخارجية البريطانية البريطانيين الموجودين في القطاعات التي تشهد أعمال عنف في باريس بتوخي"أقصى درجات الحيطة والحذر". وأوضحت وزارة الخارجية في موقعها على شبكة الإنترنت:"إذا كان عليكم التوجه إلى تلك المناطق أو عبورها، يجب توخي أقصى درجات الحذر والابتعاد عن أي تظاهرات يمكن أن تجرى". وأضافت أن"هذا العنف يطاول مناطق فرنسية أخرى إلى جانب معلومات عن اضطرابات في عدة مدن من بينها ديجون وليل ومرسيليا وتولوز".