ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) قالها ثلاثاً، قال رجل: وما كرامة الضيف يا رسول الله؟! قال: (ثلاثة أيام، فما زاد بعد ذلك فهو صدقة). والكرم هو: الجود، وهو: السخاء وجميعهم بمعنى: الإنفاق أو بذل المال في سبيل من سبل الخير والبر. وفرق بعض العلماء بين الجود والكرم فجعلوا الكرم: الإنفاق بطيب النفس، وسموه حرية، وأن السخاء سهولة الإنفاق، وتجنب اكتساب ما لا يحمد، وهو الجود. ولكن المعاجم اللغوية لا تقر هذه التفرقة، فهي تتفق على أنها أي: الكرم والجود والسخاء معانيها واحدة. وقد حث القرآن الكريم على الإنفاق والكرم، فقال عز وجل: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ).. (سورة آل عمران: 92). وقوله عز وجل: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).. (سورة البقرة: 245). فيا باغي الخير أقبل إلى الأجر العظيم.