للمرة الثانية على التوالي يلتقي الهلال والشباب على نهائي كأس ولي العهد,, الشباب حامل اللقب والهلال وصيفه,, ويطمح الشباب الى تكرار فوزه السابق,, في حين يحاول الهلال رد اعتباره من الهزيمة السابقة,, والنواحي الفنية للفريقين معروفة ولا تحتاج لاعادة وتكرار فالفريقان من فرق العيار الثقيل فهذا بطل العرب والآخر بطل آسيا. ولكن سنتحدث عن الظروف الآنية المصاحبة لهذا اللقاء,, وأشرنا الى الظرف الاول وهو ما سيمنح الشباب ارتياحا نفسيا اكبر,, والظرف الآخر وهو اقامة اللقاء في استاد جدة,, وللفريقين سابق لقاء على نهائي كأس الدوري على هذا الاستاد وقد انتهى لمصلحة الشباب بالترجيحية رغم افضلية الهلال الواضحة في تلك المباراة ولعل هذا يمنح الشبابيين تفاؤلا اكثر بتكرار ذلك الفوز,, كما ان الهلال بعيد عن اجواء المباريات منذ ثلاثة اسابيع,, في حين ان الشباب لعب مباراتين خلال تلك الفترة,, واخذ راحة كافية لا تقل عن 8 ايام الى النهائي,, العوامل السابقة ستمنح الشباب ارتياحاً نفسيا,, الا انها قد تزيد من حافز الاصرار لدى الهلاليين لكسر حاجز الوصافة,, ولكل فريق طموحه وآماله,, ولعل لدى الشبابيين تفاؤلا كبيرا بهذا اللقاء حتى ان رد فعلهم على الخروج من كأس الدوري كان عاديا,, ربما شعوراً منهم بالقدرة على التعويض بكأس ولي العهد,, وهو الطموح ايضا لدى الهلاليين للخروج من عباءة الوصيف. فكرة العسل جيدة ولكن؟! كالمعتاد خرج النصر من منافسات البطولات المحلية,, ليدخل الموسم السادس ببطولة محلية وحيدة (كأس الاتحاد),, يا ترى ما السبب الذي يجعل فريقا مدعوما بتسعة لاعبين من خارج اسوار النادي في موسم واحد يخرج صفر اليدين؟ للاجابة على هذا السؤال وقبل التطرق للمشكلة الفنية في النصر,, سوف نشير الى سبب هام وجوهري في مسألة الاخفاق النصراوي ولانه سبب حساس قد يغضب البعض من الاشارة اليه,, لذا سنمسه مساً خفيفاً بدون التوسع فيه. نشير الى ان من اهم اسباب الفشل النصراوي المزمن,, هو اعتقاد مسيري الفريق ان البطولات والمباريات تحسم خارج الملعب وليس داخله,, وتابعوا الصحافة خلال الاسبوع السابق لمباراة الاتحاد,, تابعوا كثرة المقابلات والتصريحات والتحديات,, اعتقادا منهم ان هذا سيدفع العوامل الخارجية كالتحكيم الى محاباة الفريق,, وانها ستحدث ضغطا نفسيا على الفريق الخصم,, حتى عيد الصغير مدير الفريق وبدلا من التفرغ لتجهيز واعداد الفريق,, تفرغ للصحافة مقابلات وتصريحات وتحديات وفي الاخير كافأ هذه الصحف بمقولة (الصحافة سخافة),, في هذه الأثناء كان الاتحاديون مشغولين بتحضير فرقهم فنيا,, واكتفوا بالتصريحات الروتينية المعتادة المصاحبة لتلك المباريات. كما ان التركيز على التحكيم وإكثار الحديث حوله افقد لاعبي النصر الثقة بأنفسهم لانهم شعروا ان استجداء العوامل الخارجية يعني ان الثقة فيهم وبقدرتهم على الفوز ضعيفة,, وهذا سبب انحدارا معنويا لافراد الفريق,, وكذلك ربما اعتقد اللاعبون ان هذا من باب (ولم العصابة قبل الفلقة) كتبرير جاهز للخروج نتيجة عدم الثقة بقدرة الفريق على الاستمرار,, وهذا ما زاد في إحباط اللاعبين. وحكاية العسل ايضا,, وبغض النظر عن مكوناته!,, وهي مبدئيا فكرة وجيهة ومبتكرة!! الا انها اتت في وقت حساس,, وربما اثرت سلبا على اعتقاد اللاعب الذي سيظن ان المهارات والمواهب تكتسب بملاعق من العسل,, وان كل ملعقة عسل بديل عن تمرين!!,, في حين ان الموهبة فطرية وتصقل بالتدريبات الشاقة والتمارين,. اما السبب الفني للخروج,, فقد لخص المدرب يوسف خميس مشكلة النصر الفنية بقوله مقارنا بين لاعبي النصر ولاعبي فرق المربع الاخرى: (لاعبو النصر لا يملكون خبرة النهائيات وليس لديهم خبرة في المنتخبات فالشباب والاتحاد والاهلي معظم لاعبيهم في المنتخب السعودي الاول او الاولمبي او الشباب) وهو تشخيص واع ودقيق لمشكلة النصر منذ اعوام طويلة وهي نضوب المواهب بالفريق وافتقاده للنجوم الحقيقية,, وهذا ما جعل قائمة المنتخب ومنذ ما يزيد عن العشرة اعوام تكاد تخلو من لاعبي النصر,, وبالكاد تضم لاعباً او لاعبين,, وهذا افقد النصر الخبرة الدولية المترتبة على اللعب بالمنتخبات,, ومن ثم افقده القدرة على المنافسة على البطولات ففقد ايضا خبرة النهائيات. فالفرق التي تقدم اكبر عدد ممكن من لاعبيها للمنتخب صحيح ان حظوظها قد تقل في المنافسة على البطولات بغياب الدوليين,, الا انها تستفيد على المدى البعيد من جهتين,, اكتساب خبرة لهؤلاء اللاعبين,, وتكوين صف بديل في غياب الدوليين,, و(الهلال يعتبر اكثر الفرق استفادة من هذه الناحية). حتى هيبة النصر ذهبت,, ففرق المربع تنافست بشدة ايها يحظى بمقابلة النصر لانها رأته انه الاسهل حقيقة وليس ادعاء,, الا انه لا يجب تفسير وقوع النصر تحت سطوة الشباب او تسلط ثنائي جدة عليه انه يعاني من عقدة او ضحية تخصص,, لان التخصص والعقدة تأتي من فريق او اثنين وليس من ثلاثة او اربعة,, والدليل هنا ان عدة فرق تناوبت على إخراجه من البطولات فالهلال اخرجه من كأس المؤسس والاتحاد اخرجه من كأس الامير فيصل بن فهد والمربع والشباب اخرجه من كأس ولي العهد. فالنصر يعاني من تدهور فني واضح لنضوب المواهب,, فهو مع فرق الكبار اسماً ومع فرق الوسط مستوى ولعباً,, وليس مشكلته فقط في عدم القدرة على الحصول على البطولات,, بل ويعاني ايضا من عدم القدرة على الوصول للمباريات النهائية فهو لم يصل خلال خمسة مواسم سوى مرتين خسر واحدة وهي نهائي كأس ولي العهد من الشباب بالثلاثة (الا انه حظي بالمشاركة العالمية من هذا النهائي),, وكسب النهائي الآخر ب(غياب الدوليين) وهو كأس الاتحاد, فالنصر يستطيع المرور من فرق الوسط,, الا انه يغادر المسابقة حال مقابلته لأي ناد كبير,, فأصبح اقصى مرحلة يصلها هي الدور نصف النهائي,, والتي يغادرها عادة لان هذا الدور لا توجد به سوى الفرق الكبيرة. ولم يحرص النصراويون فقط على البطولة بل كان الوصول للنهائي يمثل طموحاً كبيراً ليحظى الفريق بفرصة التمثيل الخارجي,, لان النصر يمر حاليا بمشكلة انعدام المشاركات الخارجية له للموسمين المقبلين,, باستثناء بطولة الكؤوس العربية,, والتي كانت اصلا من نصيب الهلال الا انه ولاختياره لتنظيم البطولة,, تم ترشيح النصر كبديل له (اي الهلال) بصفته (اي النصر) صاحب المركز الثالث بمشاركة النجمة!!,, فالنصر إذن يحتاج لبناء جذري من الاساس,, للعودة لمنافسة الفرق الكبيرة والمشاركات الخارجية,, والا فإن جمهوره سيردد موسميا,, لا (عسل) ينفع ولا (مربى) يفيد. فواصل * لو كان الهلاليون يحولون اعلاميا خسارة الهلال الى نصر وفوزه الى بطولة,, لما وصل الهلالي الى هذه النجاحات الباهرة وانفرد بالزعامة حتى اصبح ينافس نفسه بحصد البطولات,, بل ان ما سبق هي احدى اسباب فشل بعض الفرق. * فاز النصر بمباراة دورية وبضربة جزاء فتسابق لاعبوه الى المدرجات وخلعوا فانلاتهم ورموا بها نحو الجماهير احتفالا,, وتأهل الاتحاد الى النهائي فاقاموا الافراح والليالي الملاح بالملعب,, وتبعهم الاهلي فتحول الملعب الى افراح وتهانٍ,, وهذه مشكلة فرقنا انهم يستبقون الاحداث ويفرحون قبل الاوان,, وكانهم غير مصدقين وصولهم لتلك المرحلة,, بإستثناء الهلال الذي تأهل لأربع نهائيات,, من خلال النصر والاتحاد (مرتين) وسامسونج,, وكان تعاملهم مع التأهل عاديا جدا لاعتياده,, الوصول للنهائيات,, ولانه فريق محترف يعرف متى يفرح. * احدى اهم سمات الفرق الكبيرة,, انها تتعاطف وتحتضن الفرق الصغيرة المكافحة,, وتترفع عن ابتزازها وامتصاص دمائها,, وتسقط كثيرا من الحقوق تجاهها شفقة عليها ومراعاة لظروفها,, والا ما الفرق بين الفريق الكبير والصغير,, فمن يضع رأسه برأس الفرق الصغيرة فهو صغير مثلهم. * برنامج الرياضة خصص عشر دقائق كاملة لتأهل الاتحاد لنهائي الدوري,, ولم يخصص لتأهل الهلال لنهائي كأس ولي العهد سوى اقل من نصف دقيقة عرض فيها الاهداف بشكل خاطف. * سيحقق النصر المركز الثالث لان الشباب سيلعب بالرديف ولان النصر حريص على المركز الثالث فلربما يحظى بفائض البطولات الخارجية. * التهاون مع مشاغبات (عبري) جعل المشجعين الذين هم ضحايا الصحافة البليدة تقلده. * منع إقامة نهائيات الطائرة لموسم او موسمين على ملعب الاهلي هو العقاب المناسب. * معلق الطائرة العدوان جامل الاهلي على حساب الهلال,, ومن استضافهم ازعجونا بحكاية افتقاد الاهلي لعبده يامي رغم اننا نرى عبده يلعب المباراة,, ولم يترك العدوان احدا الا سأله لماذا خسر الاهلي؟,, وكأن فوز الهلال غريب,, وللتغطية على شغب الجمهور ومن دون احترام للمشاهد زعم ان المباراة توقفت لاعطال فنية بالصالة,, واثناء الشغب الجماهيري كان عماد نجار يثني على الحضور الكبير وعلى حماسه و(فاعليته) ويتمنى استمراره,,!! * الاخ عبدالعزيز المهنا,, لم اتوسع في موضوع الفصل بين الجماهير,, لان المساحة محدودة وغير كافية,, لكن لعل الرسالة وصلت للاخ مدير الاستاد.