كيف نرثيك أيها الفارس النبيل؟ يا من ظللت على صهوة جوادك منذ عرفناك فارساً وحتى آخر رمق,, لم تثنك الآلام عن احتضان سيفك الوادع تضمه إلى صدرك ليظل يستمد مداده من نبضات قلبك المسكون بحب هذا الوطن وأناس هذا الوطن,, فأحبوك في كل إبداعاتك وسكناتك,, وكنت رائداً لعشقهم,, لفرحهم,, لحزنهم,, لكل صور الإنسانية منذ أن كتب الله عليك ان تمنح الصبر ومقاومة ألمك، وأنا أزورك في رفقة كل احبائك,, نحمل لك أزهاراً لا تحتاج إلى بطاقات كما يفعل الناس عندما يزورون مرضاهم بباقات ورودهم,, فكل زهرة تدرك أنها كانت بطاقة منا جميعاً ومنهم جميعاً لتقول لك أعادك الله معافى إلى رياض العالم الذي أحببناه فيك لنشم رائحة بلدنا الطيبة,, قريتك بترابها واشجار اللوز والورد,, بمياهها الصافية العذبة رواء من قمم جبالها الى عمق تهاماتها تتناغم مع ضحكات شبابها,, وحداة رعاتها,, وأحلام فتياتها، وكنا نخشى في كل زيارة ان تكون هي الزيارة الأخيرة فيختطفك الموت منا ولا راد لقضائه المحتوم. وكانت زيارة السبت هي الأخيرة,, وباقة الزهور التي حملناها لنشم عبيرها هي أيضاً الأخيرة. واليوم وعبق تلك الأزهار مازالت أنفاسها تمتزج بدموع محبيك الذين سيفتقدون حضورك وإبداعاتك ليس لنا إلاّ الصبر والاحتساب,, والدعاء أن يتغمدك الله برحمته وان يسكنك الفردوس الأعلى من الجنة ويلهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان وسنظل نبحث بين غصون الاشجار التي كنت تستظل وارفها والأزهار التي كنت تناجيها وتسمع لغتها العذبة,, سنظل نبحث في الغدير والبحر,, فربما وجدنا شيئاً مما ناجيتها بها ولم تطع وجدانك فتكتبها إلينا,, وسنكتب نحن ماتبوح لنا به من سر رفعتك وعشقك,, من سر توحدك وتميزك في أسلوب السرد الرائع الذي ينساب من عناء قلبك فينساب غناء في قلب من يقرؤونك,, قصصاً وروايات,, ومقالات,, وبوح مشاعر يقرؤونك مشاعر تبني بها قصوراً في عوالم الإنسانية الشفافة فلا تجد أي عناء في أن تفهمك وتدرك سموك وسمو العالم الذي تعيش فيه,, عالم صنعته من أطياف أبطالك ورجفة قلوبهم لتحول تصحرهم إلى رفيف اغصان ينبت العشب حتى في ثناياها. أعذرنا أيها الأديب الفارس إن بكيناك ونحن نتمنى,, وندعو الله ان تكون راضيا هانئاً مع الابرار الأخيار في جنات النعيم,, اعذرنا ان بكيناك ونحن ندرك ان الفارس لايحب ان يبكيه احد,, فالبكاء ضعف والفارس قوي حتى في موته,, لكن الحزن يلبسنا بخسارتك,, ولا عزاء لنا إلا ما أورثتنا من حب الوطن,, وعشق الخير بدءاً من موت على الماء,, حتى الجاردينيا,, ومقالاتك ولقاءاتك وحفلات تكريمك التي تنفست معك آلامك,. *كاتبة قصصية