ليس عيباً أن تجد شخصاً ينتقد موضوعاً ما بذكر السلبيات أو الملاحظات على هذا الموضوع ولكن العيب هو أن تجد ذلك الشخص لا يلتزم بنقده وتنظيره حينما يجيء جانب التطبيق. خذ - على سبيل المثال - هذين الموقفين من مجتمعنا وواقعنا: - الموقف الأول: يتكلم أحدهم في جمع من الناس أو يكتب في صحيفة معروفة عن الزواجات في مجتمعنا فتراه يسرد لك ملاحظاته في بعض تلك الزوجات كغلاء المهور، والإسراف في حفل العشاء وملحقاته، وقاعة الزواج الفاخرة، وتكاليف السفر أيام ما يسمى ب(شهر العسل).. إلخ. وفي المقابل تجد أخانا هذا - هداه الله - ينقض جميع ملاحظاته تلك عندما يتزوج أحد أبنائه أو بناته وكأنه - بتصرفه هذا - يستثني نفسه من هذا المجتمع كله! - الموقف الثاني: الأب المبتلى بالتدخين - مثلا - الذي يدّعي المثالية أمام أبنائه ويقوم بتوجيههم ونصحهم وحثهم على مصاحبة الأخيار واجتناب رفقاء السوء كي لا يؤثروا في أبنائه ويوقعونهم في هذا الداء الخطير. وفي مقابل ذلك تجده يرسل أحد أبنائه ليشتري له علبة سجائر بل وربما بلغ فيه الأمر أن يدخن أمامهم. لا أنكر أن الأب - مهما كانت أخلاقياته - حق عليه توجيه أبنائه وحثهم على التحلي بالأخلاق الحسنة والصفات الفاضلة، ولكن عندما يتوافق كلامه وفعله فإنه يكون أجدر وأحق بالاحترام وتطبيق توجيهاته ونصائحه ليس من أولاده فحسب بل من أفراد المجتمع كلهم. أعزائي القراء ان أجيالنا القادمة لا يصلح ولا يستقيم أمرها إلا إن قمنا نحن على إصلاح أنفسنا وإقامة شؤون حياتنا قولاً وعملاً كما أمر بذلك ربنا - عز وجل - ومعلم البشرية نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.