وفقاً لجريدة الجزيرة بتاريخ 17 شعبان الماضي فقد قام وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون المختبرات وبنوك الدم الدكتور عبدالله الدريس بزيارة عمل إلى منطقة القصيم اجتمع خلالها بالأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم وتم في الاجتماع مناقشة الاحتياجات الصحية للمنطقة والمشاريع التطويرية التي قيد التنفيذ والمشاريع المزمع تنفيذها في الفترة المقبلة، وقد شملت زيارته للمنطقة زيارة مستشفى الرس الجديد والمستشفى القديم لتقصي الحقائق حول الوضع الصحي في المحافظة في ضوء ما وصل إليه المسؤولون في الوزارة من مطالب الأهالي وما كتب عنه في وسائل النشر من أجل تحسين هذا الوضع غير الجيد الذي يعايشونه منذ انتقال الخدمة إلى المستشفى الجديد، ويرون أن الحل هو في تشغيل ما تدعو الحاجة إلى تشغيله من أقسام وعيادات المستشفى القديم الذي تسبب إغلاقه فيما يعانونه من نقص الخدمة وطول المواعيد، فقد تبين بعد أشهر من تشغيل المستشفى الجديد أنه صغير وغير كاف بمفرده على خدمة المرضى في كافة أرجاء المحافظة وهو ما أراد المواطنون قوله للوكيل أثناء زيارته للمستشفى، لكن بعض الشخصيات النافذة فاجأوا المسؤولين بقولهم إن الوضع الصحي ممتاز وأن من يكتبون أو يطالبون بتحسينه لا يمثلون البلد ولا قيمة لكتاباتهم.. يقولون هذا دون أن يذكروا أي إثبات، أما من يشتكون تردي الخدمة فإنهم يبررون ذلك بانخفاض مستوى الأشغال إلى نحو 60-65% ويشيرون بشكل خاص إلى سببين: - نظام الحجز والمواعيد الطويلة بسبب قلة العيادات التي لا يزيد عددها في المستشفى الجديد عن 15 عيادة صغيرة لا تتسع الواحدة منها لأكثر من طبيب معالج فقط بينما يوجد في المستشفى القديم 18 عيادة كبيرة تتسع الواحدة منها لثلاثة أطباء. - من حيث جودة الخدمة فلم يطرأ تغير يذكر ولا غرابة، فالقائمون عليها هم نفسهم الأطباء المنقولون من المستشفى القديم، وهناك تخصصات لا يتوفر لها متخصصون وأخرى يوجد لها متخصصون لكن مهاراتهم لا تمكنهم من علاج الكثير من الحالات، ولذلك فإن الإجراء المعتاد والمفضل لدى الطبيب وأهل المريض هو تحويله إلى المستشفى التخصصي في بريدة، كما كان الحال عليه في المستشفى القديم. ولا يزال المستشفى بعد أشهر من تشغيله ينتظر تزويده بما اعتمد له من وظائف الإخصائيين والاستشاريين في مختلف التخصصات الذين يمكن أن يوفر وجودهم الخدمة الطبية المتطورة التي ينشدها الأهالي من وجود المستشفى الجديد الذي ظلوا ينتظرون تنفيذه منذ أكثر من ربع قرن. لكن المشكلة أين سيعمل هؤلاء الأطباء في حال توفيرهم، والعيادات الحالية قليلة العدد صغيرة المساحة عاجزة عن استيعاب بعض الأطباء الحاليين، كما أن المسؤولين لا يزالون يصرفون النظر عن مطالبة الأهالي بتشغيل ولو بعض عيادات المستشفى القديم لتوفير مجال أوسع لخدمة المرضى من سكان المدينة والمراكز الصحية في القرى والهجر المرتبطة بالمستشفى حسب نظام القطاعات الصحية الذي لا تزال صحة القصيم تتمنع في تطبيقه إضافة إلى علاج غير السعوديين على حسابهم الذي اضاف عبئاً جديداً على المرافق الصحية وضيق مجال الخدمة بشكل أفضل وأسرع على المرضى السعوديين خاصة وأن المسؤولين في قطاع الصحة لم يعملوا على توسيع مرافقهم الصحية لمواجهة ذلك، بل بالعكس نجدهم يعمدون إلى إغلاق بعض المرافق كما في حال مستشفى الرس القديم الذي تم إغلاقه قبل أن تنتهي الحاجة الفعلية إليه فكان رد الفعل المتوقع من جانب الأهالي هو هذا الكم الوفير من المطالب والالتماسات الملحة الموجهة إلى المسؤولين بإعادة تشغيل ما تدعو الحاجة إلى تشغيله من أقسام المستشفى القديم وبخاصة العيادات لأن الوضع الحالي تسبب في عزوف الكثيرين عن مراجعة المستشفى الجديد بسبب المواعيد البعيدة أو بسبب رداءة الخدمة واضطرهم إلى اللجوء مباشرة إلى العيادات والمستوصفات والمستشفيات الخاصة أو الحكومية التي بسبب رداءة الخدمة واضطرهم إلى اللجوء مباشرة إلى العيادات والمستوصفات والمستشفيات الخاصة أو الحكومية التي يستطيع البعض الوصول إليها عن طريق معارفهم أو أقاربهم فيها ولذلك فإن من أراد من المسؤولين أن يتعرف على حقيقة عدد مرضى الرس وتوابعها في أكثر من 60 مركزاً صحياً فما ينبغي أن يأخذ العدد من واقع مستشفى الرس أو نسبة الاشغال فيه لأن هذا لا يمثل إلا نسبة قليلة يمكن تقديرها بنحو 30% أو قريباً من ذلك، ولك أن تتعجب كيف يتساوى مستشفى الرس سعة 200 سرير مع مستشفى سعة 30 سريراً في كونه لا يتوفر لكل تخصص إلا عيادة صغيرة واحدة يعمل بها طبيب واحد يعالج في اليوم 28 مريضاً قد لا يراجعه منهم إلا النصف، فإذا تقرر تنويم واحد من هؤلاء المراجعين تم في اليوم التالي أو الذي يليه تحوله إلى بريدة ولا ندري حقيقة ما جدوى تكدس الأطباء إذا لم يكن هناك عيادات تستوعبهم وتجعل الوزارة والمواطنين يستفيدون منهم ولا يكونون مجرد عبء مالي على الوزارة وأجزم لو أن المسؤولين أحسنوا التصرف في الإمكانات الطبية المتوفرة في هذا المستشفى لأمكن بواسطتها تشغيل مستشفى آخر بحجم المستشفى الجديد وقد يتوفر زيادة يمكن بها دعم المستوصفات التي تعاني من شح الأطباء وكثرة المراجعين. أرجو أن يتفهم المسؤولون وجهة نظر المواطنين في الخدمة الصحية المقدمة لهم ويحققوا رغبتهم في توسيع مجال هذه الخدمة في هذه المحافظة الذي يتعذر توسعته في الوقت الحاضر إلا من طريق واحد وهو تشغيل بعض أجزاء المستشفى القديم لأن الاحتياجات الصحية الحالية للمحافظة وتوابعها تتطلب ذلك ونحن على ثقة من حسن اهتمام المسؤولين بالوضع الصحي في هذه المحافظة بدليل هذه الزيارات المتتابعة للمسؤولين الكبار في مقام الوزارة إلى هذه المحافظة والله الموفق. محمد حزاب الغفيلي