يقول أحد الشعراء: إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس خليقا ان يقال له شعر وقد قرأت مرة محاولة تعريف جميل للشعر رغم تحفظي على أي تعريف له يقول: (إن الشعر هو سماع ما لا يسمع ورؤية ما لا يرى) ومن أكبر ما يبتلى به الشعر الاستهانة به واستبساطه واستسهال كتابته وتعاطيه ممن يعتقد ان الشعر ليس سوى وزن وقافية و(صف كلام)!وشاعر سدير المعروف ابراهيم بن جعيثن - رحمه الله1260- 1363ه في ديوانه (ديوان من الشعر الشعبي) للمؤلف عبدالعزيز الاحيدب له أبيات جميلة حول الشعر حيث يقول: الشعر رياضٍ ماسومة يلقاه الواعي من نومه من نباته شيح وعرعر والجثجاثة والقيصومة والكتادة والعرادة والعوشز في روس حزومه والحوذانه والبسباسة والشفلّح والتنومة فيه العالم مثل الوردة والريحانة واليشمومة يفيد اللي يجلس عنده من حديثه وبمفهومه العاقل يفكر ويجرب عسى يربح من تعلومه والجاهل خله في دربه لا يفزع عليك بشومه ضد العالم مثل الشرية وشجرة الغلقة مسمومة هذا كله خلقٍ لله كل يعرف من تسلومه وللصديق الرائع خلقاً وشعراً الراحل عاقل الزيد - رحمه الله - وهو من يكتب الشعر كما يعرفه الكثير من القراء والشاعر الذي كان يقتات الشعر من راحته ونومه والذي عرفته عن قرب ذلك القلق بالشعر والذي كنت معه دائما في حالة انتظار قصيدة فقد يفاجئني بقصيدة رائعة تكتب كعادة عاقل بدم القلب، حيث يقول عن الشعر بصدق الشاعر الحقيقي: عسى القصيد ان ما زرع بين الألباب دهشة.. وحرك قلب واطلق حجاجه يموت في مهده قبل شقة الناب يحرق فتيله ثم يكسر سراجه يموت قبل يسولف لعصم الاشناب ماله لزوم.. ومالهم فيه حاجة ان ما كسر قلب ولوى يمه ارقاب ترثيه لو موته سبايب علاجه ان ما تحوّل غلّ عدوانه اعجاب وش عاد لاحبابه بكثر اللجاجة بينه وبين أهل الشعر ستر وحجاب وطرياه عند أهل القصايد سماجة بعض من لم يؤرقهم الشعر ويبعثر اوراقهم ويقلب دواخلهم ويعيد ترتيب اوردتهم لتتوافق مع مناخاته الخاصة، ويتحكم بساعات نومهم وجداولهم ومواعيدهم وحسابات اعمارهم ويفتك بهم وهم مسرورون بكل ذلك كما قال احد الشعراء عن الحب والشعر غير بعيد منه.!! هو هذه الكف التي تغتالنا ونقبّل الكف التي تغتال والبعض الذين اتحدث عنهم اعلاه يقتلون الشاعر من الوريد إلى الوريد.!! حينما يظنون انه يملك ان يكتب الشعر وقتما يشاء.. وكأن الشاعر - مع احترامي لكل المهن - نجار أو حداد أو مصفف شعر أو معلم ديكور ينفذ ما يريده (الزبون)! ويأتي من يطلب منه ان يكتب في الموضوع الفلاني. وبسرعة!! (ترانا مستعجلين!) وكأنه يقف أمام (عربة آيس كريم) وقبل أن يعي البعض من هو الشاعر وماذا نريد منه سيقتل كل الشرفاء من الشعراء تحت ذريعة (الجمهور عايز كذا). إشارة.. الشيح والجثجاث والقيصوم: نباتات برية مرة الطعم طيبة الرائحة. الكتاد والعراد والعوشز والشّفلح: أشجار برية شائكة. الحوذان والبسباس: نباتات ربيعية برية صغيرة وقد تؤكل. الشرية: الحنظلة. اليشموم والريحان: نباتات ذات رائحة طيبة [email protected]