على الرغم من انسحاب الجيش السوفييتي من أفغانستان منذ أكثر 15 عاما دون تحقيق أية اهداف تُذكر, فإن الجروح الدامية التي خلفتها هذه الحرب الأفغانية المكلفة في الجسد السوفييتي عامة, والروسي خاصة, لم تندمل بعد, وهي ما زالت تنزف وجعا ولوعة وآهات في طول البلاد وعرضها, وربما هذا ما يفسر تهافت المشاهدين من مختلف الجمهوريات السوفييتية السابقة على مشاهدة عروض فيلم جديد يروي وقائع بعض المعارك التي خاضها الجيش الأحمر هناك. فقد ضرب فيلم جديد للمخرج الروسي فيودور بوندارتشوك يحمل تسمية (السرية التاسعة) رقما قياسيا من حيث عدد المشاهدين منذ بداية عرضه قبل أسبوعين, حيث شاهده خلال هذه الفترة في روسيا وأوكرانيا وكازاخستان 3.8 مليون مشاهد، وجمع حوالي 15.5 مليون دولار. ويجسد الفيلم وقائع فعلية من تاريخ العمليات العسكرية للجيش الاحمر في أفغانستان, ويركز بشكل خاص على أحداث يناير كانون الثاني عام 1988 حين دارت على ارتفاع 3234 مترا معركة ضارية بين (السرية التاسعة) ومجموعة من (المجاهدين) الأفغان والعرب استمرت يومين وقُتِل في سياقها ستة جنود حمر وجرح اثنا عشر آخرون من هذه السرية. ويسرد الفيلم المصائر المأساوية التي انتهى إليها عدد من الشبان السوفييت السابقين الذين جمعتهم الحرب في أفغانستان. وكرس فيودور بوندارتشوك فيلمه (السرية التاسعة) لوالده المخرج المشهور عالميا سيرغي بوندارتشوك الذي كانت ملحمة (الحرب والسلام) للكاتب العظيم ليف تولستوي من أبرز أفلامه.