يروي الفيلم الروسي “ستالينغراد” بالأبعاد الثلاثية أحداث المعركة الطاحنة الحاسمة التي شهدتها هذه المدينة أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك في الذكرى السبعين لوقوعها. ويتناول هذا الفيلم، في خلفية من الدمار الهائل، قصة حب تخيلها المخرج الروسي فيدور بوندارتشوك. وقد بلغت ميزانيته 30 مليون دولار، جرى تمويل جزء كبير منها عبر الأموال العامة. وشهدت مدينة ستالينغراد بين العامين 1942 و1943 معارك طاحنة بعدما هاجمتها قوات الرايخ الثالث الألمانية. وشنت القوات السوفياتية هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على هذه المدينة الواقعة على ضفاف نهر الفولغا. ودارت في هذه المدينة معارك هي الأعنف في الحرب العالمية الثانية، ومن الأعنف في تاريخ الحروب، ومواجهات عنيفة من شارع إلى شارع، ومن مبنى إلى آخر. وما زالت روسيا تحتفل حتى اليوم بهذه المعركة التي أنقذت أوروبا من النازية. تدور أحداث الفيلم في مبنى يمثل “بيت بافلوف”، الموقع العسكري الذي صمد شهرين تحت ضربات العدو، بقيادة السرجنت ياكوف بافلوف. ويقول مخرج الفيلم فيدور بوندارتشوك، وهو نجل المخرج الكبير في الحقبة السوفياتية سيرغي بوندارتشوك إن معركة ستالينغراد كانت “نقطة توتر قصوى”، مشيراً إلى أن الفيلم يروي “العلاقات بين فتاة وخمسة جنود علقوا معاً في مبنى واحد”. وجرى تشييد ساحة المعركة بالكامل على أرض عسكرية غير مستخدمة تمتد على بضعة هكتارات في كولبينو، الواقعة على بعد نحو ثلاثين كيلومتراً من سانت بطرسبورغ (شمال غرب روسيا). وجرى بناء كل ما يلزم لتصوير المعركة، المباني ذات القرميد المصابة من جراء القصف، والجدران المتفحمة، والجثث المغطاة بالرماد، وحطام طائرة تعلوها شارة الصليب المعقوف النازية، وجدار يحمل صورة لستالين. ويقول منتج الفيلم ألكسندر رودنيانسكي “لقد صممنا الديكور خلال ستة أشهر ليكون أقرب ما يكون إلى الحقيقة”. ويشارك في هذا الفيلم ما يقارب ثلاث مائة شخص، وهم يعملون باستمرار في منصات التصوير، وقد بات العمل في مراحله الأخيرة. ويمثل نحو ألف شخص في مشاهد المعارك مزودين بالعشرات من الآليات العسكرية والمدافع. ويؤدي الممثل توماس كريتشمان الذي اشتهر في فيلم “ذي بيانيست” دور ضابط ألماني يقع في حب فتاة روسية. ويقول رودنيانسكي “إنها قصة حب وعلاقات إنسانية وأحداث كبيرة، إن هذا تماماً هو ما يهم المشاهدين”. وجرت الاستعانة بسينمائيين أمريكيين لينتج هذا الفيلم في تقنية الأبعاد الثلاثية. ويقول المخرج الأمريكي ماثيو بلوت في حديث لوكالة فرانس برس “أعتقد أننا في هذا الفيلم أمام شيء لم يره الجمهور من قبل في تقنية الأبعاد الثلاثية”. ويضيف “المهم في هذه القصة هي العلاقات بين هؤلاء الأشخاص، وأظن أن تقنية الأبعاد الثلاثية تعزز هذا الجانب، لأننا نراقب هذه المشاعر والانفعالات عن كثب”. ويرى المنتج ألكسندر رودنينسكي أن “الفكرة هي أن نعمل بشكل وثيق مع الموزعين الدوليين الذين يحرصون على استكشاف إمكانيات فيلم روسي خارج عن المألوف في ما يتعلق بتقنية الأبعاد الثلاثية”. ومن المقرر أن يبدأ عرض “ستالينغراد” في صالات السينما الروسية في العام 2013، بمناسبة الذكرى السبعين للمعركة. أ ف ب | كولبينو