تأوّب عيني في دُجى لَيْلها سُهدُ تكادُ له الأوداجُ والقلبُ ينْقدُّ لكِ الله من نفسٍ تأوّبَها الأسى وقلْبٍ دهاه الحزنُ والبثُّ والوجدُ يقولُ خلي البالِ مالكَ واجمٌ أراكَ شجي القلبِ جسمُكَ مُنهدٌ أمِن بين سُعْدى صِرت صبَّا مُتيَّما؟ فعينكَ تقلى النوم إذ صَرمتْ هِندُ فقلتُ لك الويلاتُ مالِي والهوى أجادتْ بوصلِ أم جفتَ هِندُ أو دَعْدُ ألم تدر ما خطبٌ ألمَّ فهاجني تكادُ لهُ الأطوادُ والأرضُ تنهدُّ لقد فُجعت أرضُ الجزيرة كلها بموتِ مليكِ هل سمعت له نِدُ؟! بكته بلادُ المسلمين بأسرِها وناحَ عليه الشرقُ والغربُ والهندُ إمامٌ متى يأتي الزمانُ بمثله له الوقفاتُ الغُرُّ ليس لها عدُّ مواقفُ شتَّى لا يقوم بحصْرها كتاٌب ولا يُحصى لها في الورى عدُّ ففي كلِّ صقْع موقفٌ ثمَّ خالدٌ شهيدٌ على الإيثارِ يتبعه الرفْدُ نهضتَ بأعباء البلاد وحكمها فهانَ لديك المالُ والوقتُ والجهدُ تقولُ لك البيتان فعلك شاهِدٌ على خدمة البيتين والوفدِ يا فهْدُ غرست غراس الخير آتت ثمارَها وقد كان منها الأمنُ والعلمُ والمجدُ وصيَّرتَ من صحراءِ نجد خمائلا فباتت حقولُ القمحِ في الأرض تمتدُ وأوجدت في شتى البلاد مصانعاً فصرنا بما نِلْنا من العلم نعْتدُ مليكٌ حكيم الرأي في كل موقفٍ إذا ما دهى خطبٌ تهيَّبه النِّدُ حكيمٌ كريمٌ طبعه الجودُ والندى وفي البأسِ إن صادمته جبلٌ صلْدُ سل المعتدي ما نالَ جرَّاء ظلمهِ ولم يجدِ فيه النصحُ والأخذُ والرَّدُ ولما بغى الباغي وأجمع غدْرَه وأرسل جيشاً باغياً ما له عدُّ وإن فئة زاغت وضلت طريقها إلى الخير وأغواها عن الحق مرتدُ قعدنا لهم في كل درب ومرصدٍ وكل طريق يسلكون سينسدُّ وأنتَ المفدَّى قائد الشعب كلِّه ولم تلف تلهو إنما دأبك الجِدُّ وحمداً لربي ليس يحصر عدّه وصلَّى على المختار ما سُمِعَ الرعدُ