من الأنباء أم قد مات (فهد) أرى قمم الحجاز تطول هولا ويطرق واجما سهلٌ ونجد ويبكي فقده يمنٌ وشامٌ ويندب موته فخرٌ ومجد فقيد الشعب حسبك أن خطباً تفزَّع والدٌ منه وَوَلد ومدَّ على العروبة ليل حزنٍ وأنت لصبحها شمسٌ ورأد فعهدك كلُه علمٌ وفضلُ وعمرك كلُّه رُشدٌ وزُهْد إذا ما حَلَّ في بلدٍ مصابٌ تلفَّت نحوه جمعٌ وفرد فهبَّ لنصرة المظلوم مهما تناءت داره واشتطَّ بُعد فسل عنه (الكويت) يُجبك شعب له بلسانهم شكرٌ وحمد رما عنه الغزاة بكل حزم له من عزمه سيفٌ وغِمْد رحيل (الفهد) للأمجاد أضحى رحيلاً ما له يوماً مردُّ يمد على الحجيج ظلال أمنٍ لهم في عهده خير وسعد سيذكره الحجيج بكل فضلٍ فتجري أدمع ويطول سهد إذا وقفوا على عرفات يوما وكبَّر فوقها لله (وفد) يضوع شذاه للحجاج طيباً فيغمر جمعهم مسكٌ وَنَد فيا آل السعود عزاء شعبٍ يماني به حزن وفقد بكت صنعاء وانهارت دموعاً وناح عليه أشياخُ ومُرْد وظل الشعب مكلوماً حزيناً ثوى في كل بيتٍ منه لحد توارى في الثرى فبكاه شرق وجاء الغرب بالأحزان يحدو وأرسل فيه (عبدالله) دمعاً ودمع الملك ليس سواه مجد ستندبه العروبة كل يوم إذا ما هزها جودٌ ورفد تشيعه الملوك بكل صمت ويحدو خطوها قرب وبعد وجاء يطير من يمن (رئيس) بأجنحة هما حبٌ وود إذا اخترق الفضاء بلا جناح وسار وراءه ركب ووفد فقد سبق الوفود له فؤاد حزين ظل في الآفاق يعدو أعبدالله دُم في الملك دهرا فعهدك كله عيش ورغد يحوطك فتية غرٌ أُباةٌ كماة في مواقفهم وأُسد يبايعهُ الجموعُ بكل حب وفي أيمانها قسمٌ وعهدُ تموج أمامه بحراً فسيحاً له في موجه جزرٌ ومد تكاد قلوبهم تهفو إليه إذا انفتحا لها نحرٌ وجلدُ أرى (آل السعود) نجوم أفق يدير مسارها عز ومجد إذا ما غاب في الآفاق نجم أطل بأفقهم نجم وسعد (إمام المسلمين) وخير راع إذا الأحداث بالخطوات تعدو فقد كللت (عبدالله) تاجاً يرصع دره فضل ورشد يبايعه بقصر الحكم شعب وليس له سوى الإيمان قصد فسر يا (خادم الحرمين) فيهم كما قد سار بالإصلاح (فهد) وعاش اليوم (سلطان ولياً) لعهدك ما بقي في الدهر عهدُ يشد خطاك في أزرٍ منيعٍ له كف يطول به وزَنْدُ محمد أحمد منصور - شاعر من اليمن