لا بد من إعداد العدة لشهر الصوم قبل دخول رمضان بمدة. ورد في صحيح البخاري رحمه الله: حدثنا عبدالملك بن عمرو حدثنا كثير بن زيد حدثني عمرو بن تميم أخبرني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مر بالمسلمين شهر قط خير لهم منه، وما مر بالمنافقين شهر قط أشر لهم منه بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليكتب أجره ونوافله ويكتب إصره وشقاءه من قبل أن يدخله وذاك لأن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة ويعد فيه المنافق ابتغاء غفلات المؤمنين وعوراتهم فهو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر). ومن الأمور المستحبة في ذلك الاستعداد لرمضان بصيام أكثر شعبان، حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان. وفي الباب عن عائشة قال أبو عيسى حديث أم سلمة حديث حسن وقد روي هذا الحديث أيضا عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا بل كان يصومه كله. حدثنا هناد حدثنا عبدة عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وروي عن ابن المبارك انه قال في هذا الحديث هو جائز في كلام العرب اذا صام أكثر الشهر ان يقال صام الشهر كله ويقال قام فلان ليله اجمع ولعله تعشى واشتغل ببعض امره.. كأن ابن المبارك قد رأى كلا الحديثين متفقين.. يقول انما معنى هذا الحديث انه كان يصوم أكثر الشهر. حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا عمران ابو العوام عن قتادة عن ابي المليح عن واثلة بن الاسقع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أُنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأُنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان). وصيام رمضان وفطره يكون برؤية الهلال.. حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رمضان فقال (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غُمّ عليكم فاقدروا له). في رمضان تغلق ابواب النار وتفتح ابواب الرحمة والخير والبركة وتصفد فيه الشياطين.. حدثني حرملة بن يحيى اخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب عن ابن أنس ان اباه حدثه انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان رمضان فتحت ابواب الرحمة وغلقت ابواب جهنم وسلسلت الشياطين). حدثنا عبيدة بن حميد أبو عبدالرحمن حدثني عطاء بن السائب عن عرفجة قال: كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدث عن رمضان قال فدخل علينا رجل من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلما رآه عتبة هابه فسكت، قال فحدث عن رمضان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في رمضان (تغلق فيه أبواب النار وتفتح فيه ابواب الجنة وتصفد فيه الشياطين قال وينادي فيه ملك: يا باغي الخير أبشر يا باغي الشر أقصر حتى ينقضي رمضان). ويستحب الاعتكاف في رمضان، وأعمال البر والإحسان والصدقة والاعتمار وقيام الليل والتهجد، وفيه ليلة خير من ألف شهر يفرح بها البر والفاجر.. حدثني محمد بن عبدالأعلى حدثنا المعتمر حدثنا عمارة بن غزية الأنصاري قال سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال (إني اعتكفت العشر الأول التمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف) فاعتكف الناس معه قال (وإني أريتها ليلة وتر وإني أسجد صبيحتها في طين وماء) فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر. حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف ازواجه من بعده. وقبل انقضاء رمضان بليلة أو ليلتين ينبغي إخراج زكاة الفطر. تقبل الله الصيام والقيام والأعمال الصالحة، وكل عام والجميع بخير.