لا اعتقد اطلاقا ان الكتابة عن قدرة ما تواجه الضوء تعتبر في حد ذاتها منطقا لتحطيم تلك القدرة وغرز ابر الفشل في طريقها.. لا لشيء.. لأن الشعور بالتفوق في الانسان ليس كله مكتسباً بل واحيانا يكون بالاصالة.. ولكنه يختفي تحت ركامات معينة حتى تأتي الفرصة لأن يباشر مهمته.. بدون ان يدعو احدا الى ذلك.. او ينتظر من شخص ما اخراجه الى حيز الوجود.. وكم من لاعب وجد ان الطريق الى الغرور امامه والنهاية اسرع وأسهل من الطريق الى كسب مهارة او التفوق في اداء.. ولم يكن لاحد يد في هذا الموضوع غير تكوينه (السيكولجي) وشعوره الشخصي هو.. ومع ذلك فإن هذا اللاعب يجد من يضع فشله وتوقفه على ان الاضواء التي سلطت عليه كانت اكبر من حجمه.. هذا الكلام اضعه مقدمة لكلام عن لاعبين رأيتهم في الدوري اما من خلال مباريات الدرجة الاولى او الثانية او الاشبال.. فتوسمت فيهم الاستعداد.. وان كنت لا ازال اعطي تحفظات على مدى بقائهم وقدرتهم حتى يأتي الزمن الذي يبدعون فيه ويعطون العطاء الذي يؤهلهم لأن يكونوا لاعبين حقا وأتيت بهذه المقدمة لأقول.. ان تسليط الاضواء.. هو سلاح ربما كان ذا حدين.. ولكنه على أي حال يأتي لمصلحة اللاعب دائما ويعطيه الشعور بأنه شيء.. وان هذا الشيء لابد ان يكون شيئا اكثر.. حتى ينمو ويكبر.. اما اللاعبون الذين يتوقفون في البداية فليس ذنبهم انهم اعطوا من الاضواء.. ولكن لأن ذنبهم يكمن في تكوينهم وفي الاسلوب الحياتي الذي يختصون به قبل ان يكونوا لاعبين والآن.أرى بعد ذلك ان اللاعبين الاربعة الذين اخذتهم من اندية اربعة يمثلون واجهة طيبة وان كانوا يختلفون سنا وبقاء في الملاعب وقدرات واستعدادا ومراكز.. ولكنهم كما قلت يمثلون واجهة طيبة تملك الاستعداد للبقاء.. والقدرة على الاستمرار. * فلاعب كالصفيان.. كان حتى وقت قريب ينتظر الفرصة للقفز إلى الصفوف الاولى وكنت شخصيا اتوقع له ذلك لولا انه اصطدم بعاملين. - انه لم يستطيع ان يوفر على نفسه المتاعب ويجد مكانه الطبيعي في أي خانة او مركز.. - ولأن فريقه يعج بالعديد من اللاعبين الذين تتوفر فيهم الثقة أكبر.. - ولانه رغم استعداده لم ينضج النضوج الكامل وجاء هذا العام ليؤدي مباريات في الدرجة الاولى أكد رغبته في الاستمرار والبقاء بل وخلفه لبعض الاقدام التي تستعد لوداع الملاعب في فريقه ولهذا فهو قدرة يكفي ان نقول: له لكي تنجح فممنوع الغرور. * وسلطان النصيب لاعب بقي بالاشبال كواحد من الصغار الذين عرفتهم الجماهير الهلالية.. واحتضنتهم لشعورها ان ما يقدمونه من لعبات.. تبشر بالخير.. ورغم ان النصيب صغير السن.. ولم يصل الى مرحلة زمنية تؤهله لكي يقف جنباً إلى جنب مع زملائه الا انه وجد امامه فرصا هذا العام كلها ودية كما ادى مباريات فريق الاشبال والدرجة الثانية ونجح في بعضها وفشل في بعضها الاخر.. ولكنه على أي حال لازال يحاول.. عليه فقط الا يشعر انه اصبح شيئا ما!! لكي لا يسقط في حفرة اللاشيء.. * وتحسين لاعب شبابي برز في العام الماضي كمدافع بعد ان كان المهاجم الذي لم يحقق كل النجاح.. هو الآن احد الاعمدة الفقرية لفريقه الشباب في خط دفاع، جرب الفشل.. ومن ثم واجه النجاح دفعة واحدة.. هو اكثرهم خبرة وتجربة ومعرفة بالملاعب.. ولكنه ايضا لا يزال اللاعب الذي يحتاج إلى الكثير والكثير حتى يتعملق.. رغم ما يقدمه من مواقف وما يؤديه من لعبات جيدة. * لم يكن بروز حسن شريم.. من واقع مسبق بقدر ما جاء بالصدفة وكأي لاعب يختزن حتى تأتي الظروف فيكون لاعبها.. ويكون قادراً على اجتيازها والشريم لا اعرف عن بدايته الكثير بل ان القليل ايضا لا اعرفه عنه ولكنني متأكد أن بدايته كانت بسيطة جدا.. وأمله في الصعود الى الدرجة الاولى كان ضعيفا. ولكنني اجزم ان مطامحه تؤكد ان لديه معينا من الرغبة في الاستمرار.. والبقاء.. خاصة ان الظهر اليمامي يحتاج إلى كثير من الدماء الحارة. فعليه بالاستمرار والاستمرار وممنوع الغرور.