أبحرت في ملكوت الحب لأنسج من معانيه الصادقة وحروفه النابضة كلمات وافية معبّرة عن حبنا لهذا الوطن المعطاء.. حروفاً متوجة بالحب والوفاء ومفعمة بالإخلاص والهناء لأنه وطن الخير والبطولات ونبراس يضيء لكل الأجيال القادمة. وفي خضم الاحتفاء بهذه المناسبة مناسبة يوم الوطن أكتب قافلة كلماتي أصوغها بماء تبر بل أصوغها أصداء فرح وأغنيات عشق لهذا الكيان العظيم لهذا الوطن الذي ارتوت بحبه كل النفوس بل شربت منه حتى الثمالة ولا غرو في ذلك فقد حقق وطننا ما لم تحققه الأوطان وهذا يشعرنا بالحب لهذا الكيان الشامخ.. إن صورة الماضي وصورة الحاضر لا مقارنة بينهما البتة بعد اكتمال العقد اللؤلؤي واكتمال عناصر التطور والحضارة في شتى المجالات.. إننا مطالبون ونحن في عبق الذكرى العطرة وتلك المناسبة العظيمة أن نعلّم الأجيال حب الوطن والانتماء له والإخلاص وبذل مزيد من العطاء من أجله.. إننا مطالبون بأن تلتحم أقلامنا للوقوف معه والدفاع من أجله وبذل الغالي والنفيس له.. إننا مطالبون بزراعة حب الوطن في نفوس الصغار والكبار حتى يكون هذا الحب مستمراً ومعيناً لا ينضب يرسخ في ذاكرتهم ما عاشوا!!! إن هذا اليوم يذكّرنا بوحدة الوطن بعد الشتات وترابطه بعد الضياع إنها ذكرى جميلة وعطرة كيف لا وهي للوطن وبالوطن ومن أجل الوطن!!! فما زلت يا وطني قصيدة عشق أتمتم بها وأرددها صباح مساء وما زال الحديث عنك يسعدني ويطربني.. حبك يا وطني لا يعادل بكنوز الدنيا.. حبك يعني الانتماء لك.. والسعي في رقيك.. والوقوف معك.. والقتال المستميت في سبيلك والدفاع من أجلك.. إن هذا اليوم هو يوم التلاحم بين القيادة والشعب فلا بد من انتظاره بشغف لأنه يوم يربط الماضي بالحاضر في رباط وثيق منيع.. آه يا وطني كم أفرح وأفتخر كلما رأيتك تصعد منصة تتويج داخلية أو خارجية حينها تصعد أبراج قلبي برجاً برجاً وتتربع داخله.. فأنت يا وطني نبتة عظيمة تثمر حباً وعطاء لكل أبنائك بل لكل من حولك.. إنني عندما أبحث عن مرفأ وعن أمل وعن حياة حقيقية وعن أحلام وردية لا أجدها إلا فيك وبين أحضانك..يخيّل لي من عشقي لك وهيامي بك ألا وجود لك إلا في الخيال فحبي لك يدفعني إلى أن أكتشف خفاياك واستدفئ بدفء زواياك وأستلقي في حضن حناياك لذلك سجلت كلماتي تلك على هذه الورقة البيضاء النقية كنقاوتك من شوائب الغدر والخيانة فالورقة ما هي إلا مرآة تعكس الحقيقة بداخلي وها أنا ذي أشيد بك فالإشادة حق لمن يستحق وأنت تستحق ذلك يا وطني.لقد اقتحمت صحراء عواطفي فجعلتها خضراء يانعة بعد أن كانت جافة قاحلة.. قلبي يقاوم الشوق والحنين سوى شوقك، وحبي يحلق إليك رغم البعاد ويعود إليك رغم الفراق حتى لو كان ذلك في صقيع ليل الغربة الموحش.. أحبك يا وطني حباً لا يعرف المداهنة ويجهل أساليب الخداع والالتواء فأنت نبع الخيرات فخيراتك تتدفق كما تتدفق عيون السحاب بفيض من ماء السماء لك يا وطني تتفتّح حواسي وتلتهب مشاعري.. وتضطرم روحي.. ويتأجج وجداني فلا تشرق شمس ذاتي.. ولا يذوب صقيع حيرتي.. ولا يزهر ربيعي إلا فيك وبك ومنك.. وطني!! ها أنا ذي أقطف لك من بستان الحروف وروض الكلم زهرة يانعة مغلّفة بدعوة صادقة أن يحفظك الله أبد الدهر.. فلو كتبت الكثير عنك لن أوفيك حقك فاللسان يعجز عن الشكر واليد تعجز عن رد الجميل تحاول تقديم أقل القليل.. كل ذلك اجتمع في قلب تليد تراكمت فيه العبارات ولم تخرج، ليس ذلك نكراناً لجميلك، وإنما لينظم لك أحلى عقد تجعله باقياً حولك إلى الأبد لتبقى رمز الوفاء يا أغلى وطن!!