من كل عام تتجدد ذكرى اليوم الوطني المجيد، الذي توحدت فيه هذه البلاد"المملكة العربية السعودية"، فهي مناسبة كريمة أثيرة وضاءة مشرقة، لما لها من عمق وجذور، واليوم الوطني فرصة لاستعراض الإنجاز والتاريخ الضخم الحافل بالأمجاد والمعاني السامية، فهو يجعل في نفوسنا الفخر والاعتزاز بما حققته بلادنا من صفحات ناصعة مشرقة ثمرة جهاد بطولي مديد. فلقد أسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، هذه الدولة وحقق بما وهبه الله من فضائل ومكارم أدواراً تاريخية عظيمة تستحق الوقوف والإشادة بها، إذ كرس التلاحم وعزز معاني الإخوة الواحدة، وإنني أبحرت في ملكوت الحب لأنسج من معانيه الصادقة وحروفه النابضة كلمات وافية معبرة عن حبنا لهذا الوطن المعطاء، حروفاً متوجة بالحب والوفاء ومفعمة بالإخلاص والهناء، لأنه وطن الخير والبطولات ونبراس يضيء لكل الأجيال المقبلة. وفي خضم الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، أكتب قافلة كلماتي أصوغها بماء الذهب بل أصوغها أصداء فرح وعشق، هذا الكيان العظيم لهذا الوطن الذي تتوق بحبه كل النفوس، إن صورة الماضي وصورة الحاضر لا مقارنة بينهما البتة بعد اكتمال العقد اللؤلؤي واكتمال عناصر التطور والحضارة في شتى المجالات، إننا مطالبون ونحن في عبق الذكرى العطرة وتلك المناسبة العظيمة، أن نعلم الأجيال حب الوطن والانتماء له والإخلاص وبذل مزيد من العطاء من أجله. فمازلت يا وطني قصيدة عشق أتمتم بها وأرددها صباح مساء، وما زال الحديث عنك يسعدني ويطربني، حبك يا وطني لا يعادل بكنوز الدنيا، حبك يعني الانتماء لك والسعي في رقيك والوقوف معك والقتال المستميت في الدفاع من أجلك، أن هذا اليوم هو يوم التلاحم بين القيادة والشعب، فلا بد من انتظاره بشغف، لأنه يوم يربط الماضي بالحاضر في رباط وثيق منيع وطني!! ها أنا ذا أقطف لك من بستان الحروف وروض الكلم زهرة يانعة مغلفة بدعوة صادقة أن يحفظك أبد الدهر، فلو كتبت الكثير عنك لن أوفيك حقك، فاللسان يعجز عن الشكر واليد تعجز عن رد الجميل تحاول تقديم أقل القليل، واستشهد بقول الشاعر: للبقاء يا موطن وجه السحايب قاعة وللعلا يا راية طول المدى مرفوعة باقية يا موطني حتى تقوم الساعة لو بيحكيها الزمن ما سدته موسوعة الفخر والمجد والتاريخ بك منباعه والصباح اللي بنور العز فيك طلوعه إن حب الوطن غرسة تُغرس في وجدان الطفل من أسرته، وتُنمى في مدرسته، وتتعهد في مجتمعه، فيشب للوطن محباً، وبالمواطن شغوفاً، وأي وطن أحق بالحب من وطن المقدسات، وطن له قامة وقيمة في معتقده وثوابته، وقامة في مكتسباته ومنجزاته التي أخذت بكل جديد يتماشى مع قيمه الروحية والاجتماعية، وقدمت للعالم أسلوباً إسلامياً ناجحاً للحكم الرشيد الراشد، سنبقى نحب وطن الآباء والأجداد الذين عاشوا وماتوا وهم راضون وفخورون بهذا الانتماء العظيم لهذا الوطن الكبير الذي يجمع شمل هذه الأمة المترامية الأطراف بكل قوة ومحبة واعتزاز، هكذا هم أبناء موحد الجزيرة، رحمه الله، يسيرون على نهجه العظيم في جمع شمل الشعب الكبير تحت راية الشهادة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وفي الختام أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين وحكومتهم الرشيدة التهنئة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، راجياً أن يكون 23 أيلول سبتمبر يوماً نلتقي فيه على الخير وبه نتعاهد على البر والتقوى، يوماً نودعكم فيه على أمل في يوم وطني جديد، والبلاد من نعمة إلى نعمة، والله لا يغير علينا ما نتمتع به من الأمن والأمان في الأوطان والصحة في الأبدان، إنه نعم المسؤول والمستعان. إبراهيم بن راشد الهذيلي [email protected]