اختاره الله إلى جواره ساعة أجله الذي كتب له فالآجال محدودة والأنفاس معدودة لكل واحد من الناس فلا يتقدم عنها المرء ولا يتأخر، ولكن صفة المؤمن الرضا، والتسليم بالقضاء والقدر، ها هي يد المنون تأخذ روح فقيد آل الوشمي في مدينة بريدة الشيخ صالح بن إبراهيم الوشمي يوم الاثنين 24- 7-1426ه والذي عمل طوال حياته في حقل التعليم معلماً ومربياً ومحتسباً في كافة أعمال الخير، قريباً من كل من يعرفه حريصاً على تنشئة أسرته على الدين والخلق الحسن فكان له ما أراد. لقد سعى جاهداً إلى مساعدة الآخرين وخصوصاً الفقراء والمساكين فكان لهم نصيب وافر من عطائه وبذله وكرمه.. زرته في مرضه فكان راضياً بقدر الله عليه صابراً محتسباً لما أصابه. لقد عانى منذ سنين قساوة الألم ومرارة المرض ولكن صبره واحتسابه جعلاه يتغلب على ذلك بقوة الإيمان واليقين، فرحمك الله أيها الرجل الفاضل فلقد آلمنا فراقك وأحزننا انتقالك ولكنها الدنيا لا تبقي على أحد ففيها من المصائب والرزايا والمحن والبلايا ما تضيق بها النفوس وما يورث الخوف والجزع، ولكن المؤمن الصابر يعلم أن ذلك مع الاحتساب هو رفعة للدرجات وتكفيراً للسئيات والمرء الصالح هو الذي يعرف حقيقة ذلك فيوطن نفسه على احتمال المكاره ويواجه المصائب والأعباء مهما ثقلت بنفس راضية وقلب مطمئن مؤملاً من ربه (سبحانه) جميل العواقب وكريم العوائد. فغفر الله لك أيها الشيخ وأسكنك فسيح جنته وأحسن الله عزاء أسرتك وعظم الله أجرهم وجعلهم من الداعين لك في حياتهم إنه سميع مجيب و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.