يتحتم على المرء أن يفكر للغد لكن بشرط ألا يهتم كثيراً، لأن الإنسان في حياته واقع بين ثلاثة أمور (الأمس واليوم والغد) الأمس يوم مضى لا رجعة فيه مهما عمل فيه من خير أو عكسه إن كان خيراً، وهذا المطلوب ترتاح النفس له وعكسها يكون الشر، وهذا هو الخطأ، وسوف يؤنبك ضميرك لما عملت، وغداً علمه عند الله، فلماذا لا نترك الماضي والغد وأعيش في حدود يومي الذي أنا فيه، وهذه هي السعادة في محبة وإخاء، فديننا دين سماحة وخير لا دين شر وعنف وتشدد، مستحيل أن يجري في هذا الكون شيء لا يريده الله سبحانه أو ينقص من رزق ابن آدم شيء كتبه الله له، أو يزيد في عمر ابن آدم، أو ينقص من لحظة، فلماذا الحزن والتخبط والهمجية. نحن جميعاً بفضل قيادتنا الرشيدة في أمن وخير وعدل وعطاء، وهذا أكبر نعمة على الإنسان فجزاهم الله خيراً وحفظ الله أمتنا من كل مكروه، قال- عليه الصلاة والسلام- (لعن الله من أوى على مسلم بحديدة) واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولو كان مزاحاً، وهذا بالتخويف فقط فكيف من أجاز قتل مسلم أو ترويعه فقولهم يرد عليهم، وفي الحديث قال- عليه الصلاة والسلام- (خيركم أنفعكم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على قلب مسلم.. إلى آخر الحديث) لم يقل عليه الصلاة والسلام خيركم من قتل وروع. فلماذا لا نوجد في نفوس وقلوب أولادنا الردع الداخلي ونعلمهم أن المحبة والصدق والتسامح والخير واحترام الكبير والتقيد بالنظام هو الصواب، وأن الشر هو الخطأ والضياع ونحمد الله أن جميع أمتنا على هذا المنهج. قال الشاعر العامي... إليا شفت ظول بالك تعسه إليا عقبك شر المخاليق خله لو عندنا من علم الأيام رسه الآدمي مصلوح نفسه يدله نسأل الله عز وجل أن يبقينا جيلاً بعد جيل سمعاً وطاعة لولاة أمرنا وأن يطول الله في أعمارهم.