العام الثقافي السعودي الصيني 2025    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    الإعلام السعودي.. أدوار متقدمة    المريد ماذا يريد؟    234.92 مليار ريال قيمة ترسية المشاريع    طرح سوق الحراج بالدمام للاستثمار بالمشاركة في الدخل    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    إيلون ماسك: خطط خارقة للمستقبل    مستقبل رقمي واعد    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    القبض على مخالفين ومقيم روجوا 8.6 كيلو كوكايين في جدة    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    قصص مرعبة بسبب المقالي الهوائية تثير قلق بريطانيا    «البيئة» تحذّر من بيع مخططات على الأراضي الزراعية    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    السينما السعودية.. شغف الماضي وأفق المستقبل    اللسان العربي في خطر    الدولار يقفز.. والذهب يتراجع إلى 2,683 دولاراً    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    الجلوس المطوّل.. خطر جديد على صحة جيل الألفية    الثقة والصلاحيات    القابلة الأجنبية في برامج الواقع العربية    "صناعة الدواء".. والطريق الطويل    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ليل عروس الشمال    «متمم» يناقش التحوُّط المالي في المنشآت التجارية    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    «الجناح السعودي في اليونسكو» يتيح للعالم فرصة التعرف على ثقافة الإبل    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التعاطي مع الواقع    التعاون يتغلب على ألتين أسير    العين الإماراتي يقيل كريسبو    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    ترمب.. عودة تاريخية إلى البيت الأبيض    خفض وفيات الطرق    وزير الحرس يحضر عرضًا عسكريًا لأنظمة وأسلحة وزارة الدفاع الكورية    إحباط تهريب 259 كلج من القات    قوافل المساعدات السعودية تصل إلى شمال غزة    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    محافظ الطائف يعقد اجتماع مجلس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم    أمير تبوك يستقبل القنصل الإندونيسي    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    نائب أمير الرياض يؤدي الصلاة على والدة مضاوي بنت تركي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    الاحتلال يواصل قصف المستشفيات شمال قطاع غزة    دشنها رئيس هيئة الترفيه في الرياض.. استديوهات جديدة لتعزيز صناعة الإنتاج السينمائي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اجتهادي خاطئ من كل وجه.. وليس مطابقاً للصواب
أتراجع عن فتواي تجاه رجال «المباحث»، والدماء والأموال «معصومة»
نشر في الجزيرة يوم 15 - 12 - 2003

بث تلفزيون المملكة العربية السعودية في قناته الأولى مساء امس الاول السبت 19شوال 1424ه مقابلة مع الشيخ أحمد بن حمود الخالدي أجراها معه الشيخ الدكتورعايض بن عبدالله القرني، وفيما يلى نص المقابلة:
..بدأ الشيخ الدكتور عايض القرني المقابلة بما يلى..الحمد لله والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أيها المشاهدون الكرام، الحق بين بيان الشمس ساطع سطوع الفجر وقد قال إمامنا وأسوتنا سيد ولد آدم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم (تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك)، وما مات صلى الله عليه وسلم حتى بين لنا البيان المبين وأكمل لنا الدين واستشهد من حضره من المسلمين صلى الله عليه وسلم بين لنا صلى الله عليه وسلم صغار المسائل فضلا عن كبارها ويستحيل في العقل والنقل أن يبين صلى الله عليه وسلم مسائل الطهارة وآداب المشي إلى المسجد والغسل من الجنابة ويترك بأبي وأمي هو مسائل الدماء والأعراض والأموال والتكفير والجهاد ومسائل الإيمان هذا لا يكون أبدا، وقد نبه صلى الله عليه وسلم أن كل الطرق غير طريقه ضالة فقال عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضُّوا عليها بالنواجذ) وحذرنا صلى الله عليه وسلم من محدثات الأمور ونبهنا صلى الله عليه وسلم إلى الصراط المستقيم صراط الذين أنعم عليهم ربنا سبحانه وتعالى من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ونحن نسأل الله -عز وجل- أن يثبتنا على الصراط المستقيم لا نضل ولا نضل لا نزل ولا نزل لا نجهل ولا يجهل علينا لا نظلم ولا نظلم ونحن أمة الوسط إن شاء الله، ومعنا هذه الليلة الشيخ أحمد بن حمود الخالدي نحاوره ونسمع منه في مراجعاته نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين الثبات في الدين والهداية والرشد والسداد، حياكم الله يا شيخ أحمد وأهلا وسهلا، حياكم الله وبارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
الخالدي متحدثاً للقناة الأولى
القرني يحاور الخالدي
* ها أنتم علمتم بلقاء الشيخ الخضير والشيخ الفهد ولكم مراجعات في هذا الباب، لكن قبل هذا أسمع منكم ماذا استفدتم من هذه التجربة التي مرت بكم تجربة الخطأ ثم الهداية إلى الصواب
- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد.. فلا شك أن الإنسان عرضة للخطأ ومحل للزلل إلا من رحم الله عز وجل لأن الإنسان قد ركب من مادتين مادة الظلم والجهل إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
ولا شك أنه تبين من بعض الفتاوى التي قد صدرت وخصوصا فتوى دفع الصائل بيان الخطأ والزلل فيها ومجانبتها للواقع والحقيقة وهي كانت في مسألة جزئية ولكن قد توسع فيها وقد تبين لنا في هذه التجربة أن هذا اجتهاد خاطئ وليس مطابقا للصواب من كل وجه ثم الفائدة التي ذكرت وهي أصل للسؤال لا شك الإنسان إذا جلس مع نفسه وحاسب نفسه يعلم علم اليقين ما صنع وما قدم من قبل وبذلك أمر الله عز وجل الإنسان ينظر ما قدمت يداه فيحاسب نفسه فكانت فترة السجن فترة محاسبة للنفس وأيضا ما توالت من الأحداث التي داهمت المسلمين جعلت الإنسان يراجع نفسه ويحقق في أمره وحقيقة أمره ومبدئه وآخره فتبين لنا في هذه التجربة أن هنالك خطأ وزللاً ارتكب نسأل الله العفو والعافية ونسأل الله أن يجنبنا وسائر المسلمين سوءالفتن ماظهر منها وما بطن فاستفدنا منها أن الإنسان لا يقوم على شيء حتى ينظرما فيه من الخير والشر ، أيضا يناصح أو يطلب النصح من المشايخ الفضلاء والعلماء الكبار حتى لا يقع في مثل هذا.
* أحسنت، الآن يا شيخ مسألة دفع الصائل لكم فتوى فيها هل تشمل مثلا رجل الأمن والعسكر عموما؟
- نعم هي كانت عائمة نوعا ما وشملت أيضا استطرادا رجل المباحث.
* ومن باب المذاكرة يعني أنت ترى الآن أنه معصوم الدم وأنه مسلم.
- هذا لا شك حتى نحن من قبل ولكن قلت مسألة جزئية هي دفع الصائل هي مسألة مطروقة في كتب الفقه ولكن نحن نتراجع في هذه الجزئية وهي مسألة دفع الصائل المراد به رجال المباحث أو غيرهم.
* الآن يا شيخ أما تشاهد النفوس التي تزهق والدماء التي تسفك في بلاد الإسلام بحجة الجهاد يسمون قتيلهم شهيدا والقتيل من الصف الآخر محاربا ما موقفك الآن تفصيلا في مثل ما جرى في مجمع المحيا وغيره في بلادنا - لا شك أن الدماء والأموال والأعراض معصومة، وهذا أمر دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وقام عليه الإجماع، ولا يخالف في ذلك عاقل فضلا عن كونه مسلماً هذا كأصل عام حتى انه قال شيخ الإسلام رحمة الله عليه(إن الأصل أن دم الآدمي معصوم بالعصمة الأصلية وبمنع الله المؤمنين من قتله في بداية الإسلام حتى عد موسى عليه الصلاة والسلام قتل القبطي ذنبا في الدنيا والآخرة (هذا ذكره في الصارم رحمة الله عليه، فلا شك أن الدماء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في خطبته في حجة الوداع حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في عامكم هذا )وأيضا قال النبي عليه الصلاة والسلام( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها (فهذا الأصل لا تزهق الأنفس إلا بحقها ثم جاء في الحديث (لا يحد المسلم إلا في إحدى ثلاث ) فلا شك أن هذه الدماء معصومة والأموال محترمة شرعا وأيضا محرمة علينا، وكذلك الأعراض فلا شك أن هذا أمر قام عليه الإجماع واستند إلى نصوص الكتاب والسنة ما يخالف في هذا مسلم فضلا عن عاقل ولله الحمد أو طالب علم
* أحسنت، الباطل لا تغيره الأسماء والغي لا يصبح رشدا بألفاظ تهال عليه مثلا ما وقع في بلادنا سماه البعض جهادا وكما ذكرت وهناك شهادة وهناك محاربون.. أنا أريد أنت تبين لي علميا كطالب علم ماذا ترى الآن.
- نعم لا شك أن الجهاد له شروط لا يقوم إلا عليها وبها قد قرر الفقهاء رحمة الله عليهم في كتب الفقه كما جاء في عبارة صاحب الزاد لما ذكر الجهاد قال ( هو فرض كفاية ويتعين على من حضر أي حضر صف القتال أو حصر بلده عدو أو إذا استنفره الإمام ) هذه مواضعه أيضا لا يكون إلا بعد المفاصلة والممايزة النبي عليه الصلاة والسلام لم يقاتل قريشا إلا بعد المفاصلة والهجرة ولذلك أتت الهجرة مربوطة بالجهاد (لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو ) وفي رواية (ما بقي الجهاد) في سند سعيد بن منصور رحمة الله عليه.. فلا بد من المفاصلة، أيضا الجهاد يجاهد من، يجاهد المسلمين أو يجاهد من ، الأنفس التي أزهقت هذه مسلمة أو مستأمنة أو معاهدة والمستأمن أيضا إذا كان حربياً فضلا عن كونه معاهداً إذا كان مستأمناً والكلام في الاستئمان وليس في العهد أو الذمة أو الجزية عقد الجزية عقد الذمة الكلام في المستأمن الحربي ذكر العلماء ومنهم ابن قدامة رحمة الله عليه قال في كتاب الجهاد باب الأمان قال (ومن قال لحربي قد أمنتك أو أجرتك أو لابأس عليك فقد أمنه)حتى انه جاء في آخر عبارته رحمة الله عليه (ومن دخل دارهم بأمانهم فقد أمنه الناس )
* والتأشيرة الآن الذي يدخل بتأشيرة أو للعمل أو لشأن دبلوماسي أليس هذا أمانا.
- ولا شك أن استقدام العمالة والعمال والأيدي العاملة أو ما أشبه ذلك بفيزة أو بأمان أو بلفظ بل حتى إن العلماء أجازوا أمان الطفل المميز، كما في مذهب الامام أحمد فالإمام أحمد رحمة الله عليه، واختلفوا في قول (الق سلاحك أو قف أو لا بأس عليك) حتى انه في الحديث الذي ذكره سعيد بن منصور رحمة الله عليه عن أنس رضي الله عنه أن عمر قال للهرمز ان قال (تكلم لا بأس عليك) فلما تكلم أراد أن يقتله فقال (قد أمنته وليس لك عليه سبيل) وشهد بذلك الزبير فحقن دمه ولا شك أن شبهة الأمان يعصم فيه دم الكافر ويرجع إلى مأمنه {وّإنً أّحّدِ مٌَنّ المشًرٌكٌينّ اسًتّجّارّكّ فّأّجٌرًهٍ حّتَّى" يّسًمّعّ كّلامّ اللهٌ} هذا هو الأصل فالأصل أن المرأة تجير كما في حديث أم هانئ (قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ وأمنا من أمنت يا أم هانئ ) والطفل الصغير يجير وتتعلق فيه ذمم كثيرة وتترتب عليها أمانات كثيرة كذلك فلا شك أن هذا يكون أشد حرمة وأعظم جرماً أن يرتكب الإنسان ويقتل من استأمنه المسلمون.
* الآن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار، وقد أجمع ولاتنا وعلماؤنا وعقلاؤنا على نبذ هذه التصرفات من تكفير وتفجير اين انت من هذا الاجماع واين انت من هذا الشذوذ في التصرفات.
- لاشك ان التكفير بغير موجب وبغير حق هذا من القول على الله بغير علم ومن التعدي على حدوده لان التكفير حد من حدود الله ليس بأن نرجع إلى الرأي والعقل، وانما أسماء شرعية علقت بأوصاف وبأفعال واقوال واعتقادات متى قام المقتضي لذلك كان الاسم الشرعي مطابقا لذلك الوصف، اما كون الإنسان يعني يكفر هكذا مجرد لهوى أو لعصبية او ما أشبه ذلك فهذا لايجوز شرعا، ايضا كما قال شيخ الاسلام رحمة الله عليه انه ذكر انه حد من حدود الله ليس ان من زنى بأهله ان يزني بأهل الآخر فكذلك التكفير حد من حدود الله سبحانه وتعالى وايضا إجماع المسلمين على امر بانه خطأ او صواب لا شك ان اجماعهم حجة.
* الآن رخصت عقائد المسلمين عند بعض الناس ورخصت دماؤهم لهم أن يكفروا من شاؤوا وأن يسفكوا دم من شاؤوا فوقع فساد عظيم في الارض ودمار وخراب وحكم على عقائد الناس واصبح البريء متهما كما تشاهد وأصبح هناك فتن ماهو الموقف الصحيح مما ترى من هذه الفتن التي نعيشها وتعصف بنا جميعا.
- لاشك الاستمساك بالكتاب والسنة هو الاصل ثم بأقوال العلماء الراسخين في العلم والمشايخ الفضلاء، الحمد لله البلاد مليئة من هذا الصنف فضلا عن طلبة العلم المنتشرين في كل مكان ايضا الاصل ان الإنسان لا يتبع كل من قال قولا ان يتبع وإنما كما قال علي ( اعرف الحق تعرف اهله) هذا هو الاصل وان كنا لا ندعي العصمة لأحد بعينه والخطأ جائز على كل إنسان الا الرسول صلى الله عليه وسلم.. ايضا قول ابن عباس (كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب القبر) والمراد به النبي عليه الصلاة والسلام أما ما سواه فهو عرضة للخطأ.
* لكن العلماء الراسخين هم أولى بالاصابة خاصة اذا اجتمع رأيهم من ناس لم يكن عندهم علم ولا فقه وضعيف في عقله وضعيف في رشده لا توكل إليه مسائل العقائد والدماء ألست معي في هذا؟
- لاشك هذا لا أحد يخالف فيه عقلا وشرعا.
* لكن الذي حصل من ممارسات وجد ان فيه من الناشئة ومن حديثي السن ومن الشباب من يكفر ومن يسفك الدم فهما مسألتان كما تعرف مسألة الفتية في التكفير لأهل العلم مسألة إقامة الحد لولاة أمر المسلمين هذا هو الذي تراه؟
- نعم لاشك هذا ما يحتاج مني تقريرا أو خلافه لأنه أظهر من أن يستدل فيه.
* نعم من باب المذاكرة أنه يتضح للعام او قد يبين حتى البين حتى ممن لم يبرأوا البيان.
- نعم لا شك وهذا لا يتسلط عليه الجهال مسائل التكفير وهي مسالك ضيقة عويصة وذكر الشيخ البابطين رحمة الله عليه في رسالة (العذر والجهل) قال: ان احدهم لو سئل عن مسألة في الطهارة لم يحسنها وهو يتكلم في مسائل عظيمة لأنها تترتب عليها دماء واموال واعراض واشياء لان الاسماء والاحكام هي التي ينبني عليها الدين وهو اول نزاع حدث في الأمة كما ذكره شيخ الاسلام رحمة الله عليه في الخيلانية حدثت من الخوارج ثم حدثت من المرجئة ثم المعتزلة ثم الجهمية ثم توسعوا في مسائل الاسماء والاحكام.
* الآن مثلا في بلاد التوحيد بلاد الحرمين مهبط الوحي مهد الرسالة سمعت بما حصل مثل كأقربها حادث مجمع المحيا ماهو شعورك؟
- والله كان بمثابة الصاعقة وهذا امر لا يكاد الإنسان ان يتصوره وانه يعمل الإنسان وهو يعتقد هذا حرمة دماء المسلمين الا إنسان يستحل ولا أظن ان إنساناً يستحل دماء المسلمين وهو على طريق صحيح ابدا ما يستحل الا احد رجلين إما من الخوارج الذين يكفرون الناس عموما فلا يبالي من قتل ولا من سفك، ولا من أخذ مال وإما ان يكون إنسانا متأولا ظهر تأوله كما فعل خالد رضي الله عنه عندما قتل بني جذيمة فتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من صنيعه، ولكن هذا الامر لاشك انه معيب ومشين.
* لكن المتأول هذا يتأول في الدماء وفي عقائد المسلمين؟
- لا انا اقول يعني ان من اخطأ في هذا الأمر هو لا يخرج من هذين الصنفين لاعذر له والله يحاسبه وحتى التأويل النبي صلى الله عليه وسلم قال (اللهم إني أبرأ اليك مما صنع ).
* نعم فقد اجمع العلماء على تخطئة وعلى ضلال من فعل ذلك؟
- هذا لا شك وانا اقول الان من قتل مسلمين لاشك انه مائة في المائة ارتكب جرما عظيما ولايخرج عن هذين الصنفين.
* الآن الذين يقومون بهذه العمليات يحتجون بحديث (اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) هل هم معنيون بإخراجهم وهل هؤلاء ينطبق عليهم الحديث وهل قام عليهم الواجب الشرعي حتى قاموا بهذه التصرفات؟
- لاشك اولا ان هذه دماء معصومة منهم المسلم ومنهم المستأمن وهذه كلها قام الإجماع بحقن دماء هؤلاء من المستأمنين أو المسلمين في الحرمة وان كان حرمة المسلم اعظم من حرمة المستأمن لكن كلهم سواء في التحريم كما في احد الادلة (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة) هذا هو الاصل.
* يعني هل توقف عليهم الواجب يقوموا بأنفسهم؟
- نعم لا شك هذا لا يمكن ان يقوم فيه إنسان.. لان هذا الامر يحتاج اولا هل هؤلاء قدموا بأمان او بغير امان.. ثانيا الحكم هذا لا يرجئ لأفراد الناس وعامتهم انما هذه الامور ترجع للولاة وولاة الأمور هذا هو الاصل ولا ترجع للأشخاص ولا فرق.
* الآن فريضة الجهاد هي ذروة سنام الإسلام وهي باقية ما بقي الاسلام لايبطلها عدل عادل ولا جور جائر، ولكن اناس هم يقومون بعمليات وبتصرفات يسمونها جهادا.. الجهاد أليس موكلا لولي الامر من ولاه الله امر المسلمين له القضايا العامة المصيرية ويفتي فيها العلماء الراسخون اين نحن من هذه المسألة امام هذه الفتن التي تحصل؟
- ابن قدامة رحمة الله عليه في المغني يقول: (ان الجهاد منقول للامام واجتهاده) لانه ينظر إلى قلة المسلمين وكثرتهم وقوتهم وضعفهم والنبي صلى الله عليه وسلم تراه يهادن وتراه يقاتل وتارة يضرب الجزية وتارة يأخذ خراجا ويعامل بعض الكفار وحتى انه في غزوة الخندق اراد ان يعامل بعض الكفار بشيء مما يخرجون من تمور المدينة وهذا ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية في مجلد 28 في الجهاد والدعوة.. ولا شك ان دفع المال اهون من دفع الانفس.
* من استهزاء بالله او آياته او رسوله صلى الله عليه وسلم كفر لكن من يطلق الحكم هذا بشيء وهم فئة محددة لأهل العلم الراسخين ومن يقوم الحد عليه وإلى أمرالمسلمين لكن اتت نابتة يطلقون هم الحكم وينفذون هم الحكم أليس هذا من الضلال؟
- لاشك ان هذا الإنسان اذا قتل إنسان بحجة انه كافر فقد يدعيها إنسان في كل احد يكره مثل يدعي ان الرجل في زوجته والزوجة في زوجها والعدو في عدوه.. ولكن في الاصل انه يرجع للضوابط الشرعية ان كانت قامت عليه البينة فيه قضاة شرعيون ومحاكم شرعية ينظر في هذا الأمر وان كان هنالك احد يطبق عليه بعد قيام البينة فيطبق عليه بلا شك.. وقد يدعيها إنسان وقد يكون كاذب عليه.. ولكن ان ثبت الاستهزاء الصريح فالاستهزاء ينقسم الى قسمين استهزاء صريح واستهزاء خفي والخفي يدخل في النفاق.
* لكن أليس من عافية الله على الناشئة او الشباب ان يوكلوا هذه المسائل إلى من تولى الأمر من اهل العلم واهل الدراية واهل القرار ويحمد الله -عز وجل- على النعمة لانهم خاضوا في هذه فوقعت الفتن ووقع الضلال ووقعت هذه التصرفات التي ما حمدت عقباها؟
- لاشك ان التجرؤ على الفتية هذا هو الاصل والاصل عدم تحمل هذا.
* الا ترى ان طالب العلم يجتهد في المسائل الصغيرة والجزئيات والفروع حتى يتبين له الراجح من الدليل لكن في مسائل الدماء ومسائل الانفس ومسائل التكفير ومسائل الجهاد ومسائل عويصة يعني توقف فيها الجهابذة والعلماء والفقهاء اما ترى ان الشباب منهم من تسرع في هذه حتى وصل به إلى طريق مسدود.
نعم لا شك ان هذا هو الاصل ان مسالك التكفير التي يترتب عليها احكام شرعية في الدنيا او في الآخرة فتناموا في امر الدنيا.. مسائل لا توكل إلى طلبة العلم المبتدئين لا للعامة وانما توكل للعلماء الكبار ولا شك ان الانسان ينظر في حال الصحابة كانوا يتدافعون في الفتية فيما بينهم حتى ترجع إلى الأمرفتنتهي.
* نحن الآن عندنا لسنا في بلادنا جميعا على كافة المستويات والطبقات وعلى التخصصات عقيدتنا عقيدة اهل الكتاب والسنة عقيدة وسطية والحمد لله في المدارس والمعاهد والجامعات من اين اتانا هذا الصوت الناشز وهذا الصوت المستورد في التكفير والتفجير والتضليل وتتوقع من أين؟
لاشك مسألة الخطأ لايمكن حصره في اسباب معينة قد يكون عدة اسباب قد يكون لسبب معين بحسب الشخص فالناس متفاوتون في هذا الامر ولكن غالبا من تقصير في العلم او قصور في طلب الحق يعني ما يخرج عن هذين السببين اما قصور في العلم اوتقصير في طلب الحق.. وفي وقت النبي صلى الله عليه وسلم خرجت رؤوس الخوارج والمنافقين وفي زمن عثمان رضي الله عنه ثم خرجت الرافضة وهكذا.. ولا شك ان هذه ليست خاصة ببلد حتى نقول ان هذه البلد لا يمكن ان يدخلها شي بالعكس في المدينة ومكة وفي الكثير من البلدان حدثت فيها اشياء نحو هذا ولا زالت.
* يعني هل ترى انه من الاسباب الرئيسية سفر الشباب إلى بلدان اخرى غيرالمملكة وتشربهم تلك الافكار الغريبة لانه مثلا علماء الآن المرجعيات عندنا القضاة، الاساتذة الدعاة كلهم على المنهج الوسط منهج الكتاب والسنة؟
قد يكون هذا وقد يكون خلاف ذلك.. وفيه ناس واجهناهم لم يخرجو من البلاد أو من الانترنت وما شابه ذلك.
* الآن ماذا ترى من الحلول في نظرك امام مثل هذه الزوبعة وهذه العواصف؟
الواجب على طلبة العلم بيان الحق في هذه المسائل خصوصا واظهار المسائل والاحكام الشرعية.. ايضا كذلك اظهار الحدود الشرعية واحكامها واقامتها في عباد الله عز وجل هذا هو الاصل لايمكن ان تستقيم الامور الا بتحكيم شرع الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة ورد الامور إلى اهلها ويرجع الشي إلى نصابه وهكذا تستقيم الامور.
* هل لكم كتاب او رسالة او فتيا سابقة تتراجع عنها؟
نعم ذكرنا الفتيا وهي دفع الصائم إلتي ذكرت قبل قليل ولا شك ان هذه رجعنا عنها من أول الأيام ولكن لم يتسن لنا الكتابة لظروف المكان.
* الآن بعض الناس يتساءلون حتى من اهل العلم يقولون ماهي الاسباب التي ادت إلى هذا المنعطف الخطير وماهي الاسباب التي جعلت الإنسان يقتنع إلى مثل ما وصلتم إليه انتم الآن؟
أمر الهداية هو منحة إلهية بلا شك والانسان قد يرى اليوم الرأي ثم يعود والنبي عليه الصلاة والسلم كان يحلف على اليمين واذا رأى غيرها خيرا منها كفرعن يمينه عليه الصلاة والسلام واتى بالتي هي خير.. لكن انا ما اضرب مثالاً فيه قياس.
* هذه مسألة آداب عامة لكن في مسألة دماء وأنفس وتكفير وعقائد؟
لا شك ولكن هذه وقع فيها الخطأ والانسان طبعا خطاء.
* تعرف ان الإنسان يبحث في مسائل عند الأئمة مسائل خلافية مثل التصوير والقيام للقادم ولكن هنا مسائل مصيرية تؤدي بالامة والبلاد والشعب كله إلى الداهية.
نعم هذا كلام صحيح و هذا هو الذي جاء عليه المراجعة أول الأيام وكما ذكرت لم يتسن الكتابة.. اما مثل ما ذكرت السبب لعله الإنسان احيانا قد يرصد خيراً فلا يصيبه ولا يوفق للصواب او يكون نظره في مسائله في جانب مع اغفال الجانب الاخر.. فلذلك لها ضوابط ذكره ابن المنذر رحمة الله عليه وهو باستثناء السلطان يعني مثل هذا الضابط قد غاب في اثناء تسجيل الفتيا ثم صدورها بعجلة.
* لكنك هل ترى ان هناك سبباً حملك على هذا التراجع ومراجعة النفس والعودة للصواب وتحقيق القول الراجح يعني فيه سبب محدد يستفيد منه الناس.
- بلا شك هو محاسبة النفس وهل هذه فعلا موافق عليها الجميع الفتيا هذه اما صدرت من اشخاص معدودين.. وهذا الذي جعل الامر لم يوافق عليه اهل العلم في الجانب الآخر فجاء نوع ردة فعل.. الآن الذي يحاسب نفسه على هذه الفتيا هل هي فعلا صحيحة ومستقيمة.
* شعرت يعني بألم وندم ولمت نفسك؟
لاشك.. كما قلت من أول الأيام ولكن اردنا الكتابة ولم يتسن لنا.
* يعني هذه التجربة التي مررت فيها انت لعلهم يستفيدون قبل أن يقع لانه لايلزم ان الإنسان يصل إلى قناعة فيمر بنفس التجربة ويقول خلني اصل إلى القناعة ولابد اُمُّر بالتجربة لا يكفي.. يعني مصائب قوم عند قوم فوائد.. وماذا تريد انت تقول للاخوان ان يستفيدوا من هذا اللقاء؟
ان لا يبتدئ من حيث انتهى غيره نحن انتهينا لا يبتدئ.
* يعني في مسائل محددة مثل الرجوع إلى العلماء؟
لا شك هو الرجوع إلى العلماء والاخذ من العلماء والطلب على العلماء لا شك ان هذا هو الامر المطلوب والأصل حتى لا يقع اشياء تترتب عليها مفاسد واشياء اكبر منها واعظم.. ولا شك هذا الأمور لابد ان يكون لهم الاصل وهذا هوالاصل للمؤمن في هذه البلد خصوصا وهو الرجوع للمشايخ وطلبة العلم لكن قد خرج.. نحن لا نعمم خطأ على كل الناس.. نحصر الخطأ في من أخطأ وليس الكلام على آخرين.. ولكن من وقع منه هذا الخطأ والشذوذ والسبب هو الخروج عن الطريق ولذلك لا يمكن ان نصف جميع شباب المسلمين بأنه خرج عن الطريق ويكون هذا من الإجحاف.. ولكن الذين وقعوا في هذا الخطأ هم الذين حادوا عن الطريق والطريق ما زالت سالكة والحمدلله.
* الآن تعرف أن الخوارج استدلوا لما خرجوا على السلطان ونبذوه وحملوا عليه السيف إنما بمعاصي رأوها والرسول صلى الله عليه وسلم منع من ذلك فبعض الناس يتأول في هذه المسائل الخطيرة ويرى بعض المعاصي التي لا يخلو منها المجتمع والتقصير في حمله على ذلك على التكفير ثم يبدأ بسفك الدم ما القول في هذا؟
لاشك الخوارج لا بد أن تعرف أصولهم.. الخوارج هم يكفِّرون بالكبائر والمعاصي وهناك رابط بين الخوارج المتقدمين والمتأخرين هنا خرجت أصول جديده وهي تعميم الكفر على جميع الناس أيضا قاعدة من لم يكفرالكافر على الإطلاق..لا يفرقون بين الكافر الذي لا ينتسب إلى الاسلام وهو الكافر الأصلي والذي ينتسب إلى الإسلام وتعميم هذه القاعدة من غير استثناء ضوابط أو قيد أيضا كل من عمل عند الكافر فهو كافر عندهم هذا أصل كل من لم يكن منهم أو خالف أصولهم فهوكذلك كافر هذه أصول الخوارج وأما بناء الأمورعلى هذه الأصول فلا شك أنه يقع عليه الدماء والأموال كما فعل الخوراج فهم اتفقوا في عدة أصول ولكن هؤلاء المعاصرين زادوا أشياء.
* تعرف أننا والحمد لله ننعم ببلد فيه اسلام وشعائر الدين والأمن ولكن وجد من يخرق في السفينة دون أن يفكر في العواقب ويحمل هذا فوق مركب الغيرة.. أي غيرة على الاسلام وهو شوَّه بعمله الإسلام الذي يدعو إليه؟
لا شك أنه أفسد ولم يصلح.
* وترى أن هذا تشويه للإسلام؟
لاشك وخاصة أهل الدين هم أهل الالتزام والتدين وهذا هو الذي يكون فيه صد عن سبيل الله عز وجل.
* لكن أنت لو تدبرت هذه الأحداث بعد ما تمت في الفترة هذه ظهرت لك سلبيات ومخاطر في الأحداث التي وقعت في التفجيرات؟
لاشك هذا أمره واضح سفك للدماء وانتهاك حرامات المسلمين وترويع المسلمين وتشويه صورة الإسلام عموما والمجاهدين خصوصا والجهاد المشروع الذي شرعه الله سبحانه وتعالى في كتابه وقام به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو باق إلى قيام الساعة أيضا كذلك ما ترتب عليه من المفاسد من الصد عن سبيل الله فإذا نظر الكافر إلى هذه الأمور وما يحدث في المسلمين لاشك انه سوف يقول إذا كانوا يقتلون كل من يأتي ويرونه غير مسلم فيقتلونه فهو لا يظن ان هناك دعوى وأصول بتقدم الجهاد قد يترتب عليها مفاسد كثيرة من الصد عن سبيل الله وكذلك تحجيم الامور الخيرية إلى غير ذلك من الأشياء التي يعجز الإنسان عن حصرها.
* نحن ندعو غير المسلمين للاسلام ونحببهم للإسلام وهم يشاهدون بعض بني جلدتنا يذبحون أخوانهم كيف يعتنق الإسلام وهو يرى أخاه يُذبح كما تذبح الشاة أليس هذا من الصد؟
نعم لا شك أنه واضح الأمر.
* نحن نعيش في مجتمع والحمد لله مجتمع وسط لكن الذي يخرج عن هذا الوسط هل ضلاله بسب هوى وجهل أو أنه استورد فكرا من غير هذه البلاد وعرفنا أنه خرج عن هذا الوسط لكن ما هو الحيلة في نظرك في إعادته إلى هذا الوسط الذي أمرنا؟ {وّكّذّلٌكّ جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا}.
لاشك مقابلة هؤلاء الأشخاص إن كان يمكن مقابلتهم أو مراسلتهم أو أظهارالأمر وتفنيد الشبه إذا علمت عندهم شبه أو مظلمه أو يريدون شيئاً يبين أمرهم أمام الناس وتذكر أمورهم ثم تُفنَّد ويذكر الدليل عليه.
* هل ترى أنهم قد يقتنعون بمثل هذا الكلام؟
لاشك إن كان مراده وقصده اتباع النبي صلى الله عليه وسلم والتزام هذاالدين لاشك انه يلتزم بالدين والا يكون صاحبها.
* لو قيل لك فيه شباب متمترسون ما ندري اين هم يحملون السلاح في بلاد الاسلام قل لهم كلاما ونصيحه تبرأ فيها ذمتك امام الله؟
لاشك نقول لهم ان يتقوا الله سبحانه وتعالى في انفسهم وان يلقوا السلاح وان ينخرطوا في المجتمع ويعودوا إلى اخوانهم واهلهم ولسنا باعداء لهم ولا يوجد لهم اعداء حتى يحملوا السلاح ولا هنا جهاد ولا محاربين ولا يوجد عندنا أمامستأمن وأما مسلم معصوم الدم والمال والعرض.. فإن كان اخطأ الإنسان يعود إلى رشده والانسان ان يعود ويكلم نفسه ويحدث أو يخاطب من يستطيع ان يصل إليه من المشايخ وطلبة العلم ان كان عنده هناك شبه يطرحها ويناقشها ومافيه اي اشكال.
* العلماء عندنا يقولون ان من يقوم بهذه الاعمال يرتكب من المعاصي التي لايحصيها الا الله عز وجل كترك الجماعة والخروج على الطاعة وعقوق الوالدين ومنابذة المسلمين وسفك الدم هذه الخطورات من أجل أن يعمل عملا متأولا عنده.. يعني الا ترى انه هؤلاء الشباب بحاجة إلى رسائل من العلماء اكثر مما هو حاصل؟
لاشك ذكرتم قبل قليل ان واجب طلبة العلم والمشايخ مناصحة هؤلاء ومراسلتهم أو ايصال الحق بأي طريقة سواء بشريط أو بمحاضرة أو برسالة أو بما تقوم به أوتتم به الحاجة إلى المناصحة.
* بعض الناس يظن ان مسألة الأمن هي على طائفة محددة من الناس هي تقوم بالأمن بينما هو الأمن تعرف نعمة من نعم الله الجليلة وهو مسؤولية الجميع.. كيف نستطيع أن نسهم في حفظ هذا الأمن والنعمة؟
لاشك أولا باللجوء إلى الله عز وجل والتوبة والاستغفار كما ذكرت واقامة حدود الله عز وجل وشرعه في العباد والبلاد لاشك ان هذا يحفظ الأمن وأساسه التوحيد كما أمتن الله عز وجل على كل شيء هذا هو الاصل فالمساهمة هي أولا ترك الامور المتشابهة التي قد تلتمس على الإنسان واذا وقعت عنده شبه طلب كشفها لان الشبهة أمراض كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية هذا هو الاصل الذي يعمل فيه ومسألة الامن كما قلت هي مسألة اشمل وأعم من كلمة او كلمتين اقولها فهي امر عام وكل انسان في موقعة سواء رجل أمن او شيخ أو طالب العلم أو المدرس وكل إنسان في موضعة.
* ثم أن الخطر لا يقع على صنف من الاصناف وكلنا نحن نركب سفينة واحده ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم ان نترك من يريد ان يخرق هذه السفينة؟
لا شك والكلام هو اخص وادهى في كونه يسيء للاسلام وهذا هو الأعظم.
* لما تقرأ سيرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم ويزعم هؤلاء انهم يتبعونه في كل شي وهو يرى منهم ما يسعون إلى سفك الدم وازهاق الانفس مع العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حرم سفك الدماء واموال المسلمين واعراضهم ونادى في يوم عرفة في يوم الحج الأكبر عليه الصلاة والسلام قال؟ كل ما في الجاهلية تحت قدمي وكذلك اموال الجاهلية؟ كيف يستدل هؤلاء باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وهم خالفوا محمد رسول الله؟
- بلا شك الله امتحن الكفار لما ادعوا محبة الله سبحانه وتعالى
{قٍلً إن كٍنتٍمً تٍحٌبٍَونّ اللهّ فّاتَّبٌعٍونٌي} فمن كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم يتبعه بلاشك في السلم والحرب وفي كل شي وفي الاداب والاخلاق فلاشك ان من ادعى محبة انسان لابد ان يتبعه، ومن محبة النبي صلى الله عليه وسلم اتباع سنته ظاهراً وباطنا وتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى على انفسهم وان يحكموا شرع الله في انفسهم ابتداء.
* أليس المقصود إدخال الناس في الاسلام من غير المسلمين لا ذبحهم يعني لا يدخل رجل واحد إلى الاسلام وإلى الجنة أحسن من أذبح ألف كافر؟
لاشك.. ان هذه من المفاسد التي ترتبت على هذه الاعمال التي وقعت انه من الصد عن سبيل الله يكون اذا رأى المسلم يقتل المسلم.
* بعض الكتاب يقول لابد ان نحلل الاسباب التي حملت الشباب لكي يكونوا كذلك مثل بطانة او فقر او فاقة هل هذه تبلغ بالمسلم مهما بلغ فيه الجوع من فقر والبطالة إلى ان يحمل السلاح ويقاتل في بلاد الاسلام؟
كان الآباء والاجداد اشد فقرا منه.. المعاصر الحمد لله ليس هناك فقر حسبما يتصور ولكن هم يبررون ويفسرون ويحللون حالاته شأن الحالات النفسية وأنهم يظهرون الدين والالتزام بالفقر وما اشبه ذلك واللجواء إلى الجهاد وهذا ليس صحيحا والنبي صلى الله عليه وسلم كان امام المجاهدين ولكن هم يبررون هذا بالاشياء النفسية ولكن هذا ليس لإنسان اذا جاء يقتل غيره وفي الحقيقة انا لا اتصور ان يقول هذا إنسان عاقل او يعي ما يخرج من رأسه ابدا.
* نحن الآن في اشكالية هؤلاء يشاهدون عندنا ولاية قائمة دولة.. هيئة كبارالعلماء تصدر الفتاوى بالاجماع على تحريم هذه الافعال ثم تكرر هذه الافعال هل هم شاكون في علم هؤلاء العلماء أو ان العلماء عندنا اجمعوا كلهم على ضلاله وان هذا الشاب على الطريق الصواب؟
لاشك ان هذا خطأ واضح جدا ان يخالف المشايخ وكبار العلماء ويرى الأمر عيانا ويرى ما حدث ومع ذلك يقر هذه الاحداث هذا لا شك انه ليس عنده شي من العلم.
* هل ترى أن السبب في ذلك يمكن أنه لا يرى أهلية هؤلاء العلماء او أن العلماء سلطة ودنيا عنده.
قد يكون هذا أو قد يكون أنه يرى أنه على صواب ولا شك أن الإنسان إذا خيرله أمر وسلكه ولم يلتفت يميناً أو يساراً.. لا يلتفت إلى كلام الناس ولا شك أنه يقال عنه نوع تلبيس.
* الفراغ الذي يعيشه الشباب هل له سبب في تلقي هذه الأفكار واستشرابها أوعدم التلقي على شيخ لأن بعضهم يقرأ الكتاب ثم ينفرد برأيه في سبب، يعني أحد من اسباب الفراغ وتلقى على غير شيخ أو على كتاب.
والله هذا ذكرناه قبل قليل قد يكون لأمر من هذه الأمور أو قد يكون في اجتماع أكثر من أمر في الشخص الواحد أو لعدة أسباب ومنهم من لا يقرأ على أهل العلم يأخذ أقوال مجردة وهذا هو التقليد وليس الإتباع الإتباع هو ذكر الدليل ثم إتباع الدليل مع معرفة الحق ومنهم من يكون قد لا تعني له أشياء يضطر إلى أشياء معاكسة.
* في نظرك ماهو المنهج الوسط الذي نحن نرى بلادنا وأمتنا على هذا المنهج الوسط هل يحدد كيف تحدده؟
اتباع طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وماكان عليه السلف..
* من خلال تجربتك هذه هل مر بك مثلاً كتب أو مذكرات أو مقالات تدفع هؤلاء الشباب أو يُخشى منها أو تريد أن تحذر أنت منها حتى نكون على بصيرة والأخوة.
لا شك هناك كتب والله ما أذكر لكن تذكر بأسماء مستعارة لكن الغالب عليها تكفير الجيش والشرطة وتكفير كل من يعمل عند الدولة أو من يستخرج وثيقة أو من لم يكفر الكافر مطلقاً من غير قيد أو شرط وهو الأصل في الناس الكفر.
* أو الهجرة من البلاد.
الهجرة وين يعني.
* بعضهم يرى الهجرة التكفير والهجرة التي ذكرت فرض مسمى الكافر هاجر منه.
خرجت الجماعة في مصر قديما وانتشرت ولكن الحمد لله هؤلاء ليسوا موجودين عندنا في خانات العشرات وإنما هم احاد ومنهم من رجع الحمد لله لكن أنا أذكر هذه الرسائل أنها طرحت بأسماء مستعارة ولا شك اني أحذر من هذه كلها كل ما يدعو إلى هذه الأصول التي ذكرتها قبل قليل تكفير الناس بالعموم تكفير من لم يكفر كافراً مطلقاً من غير قيد أو شرط الأصل في الناس الكفر والجيش والشرطة كفار أو من عمل عند الكافر بأنه كافر مطلقاً لا شك أننا نحذرمنهم هذه أصول الخوارج وهذه من المعاصي أو من استخرج وثيقة أنه كافر لا شك أن هذه كلها كفر نحذر منها.
* تعرف أبا الطيب يقول «مصائب قوم عند قوم فوائد» يعني وقع في البلاد الاسلامية مواجهات أكثر مما حصل في بلادنا وذهبت دماء وازهقت أنفس وأموال وتعطلت التنمية والتعليم والصناعة والتجاره وكل أنحاء حركة الحياة.. هل ينتظر هؤلاء أن نصل إلى تجربة حتى نقتنع بأن هذا الطريق خطأ؟
- الإنسان العاقل بعد ما حدث هذا يزن الأمور ويقيسها على ميزان الشرع وينظر فيما حدث وما سيحدث من الأمور. نحن لا نقول وان كرهناه في ظاهر الأمر قد يكون خيراً لنا لا شك انه ولله الحمد والمنة ظهرت مسائل عزيزه ما كان يعلمها كثير من الناس واحكام شرعية وظهرت اشياء كثيره استفاد منها الخاصة قبل العامة.
كثير من طلبة العلم استفادوا منها وظهرت مسائل ظهر فيها الحق ولاشك أن الحق لا يظهر الا عند المعارضه ولا شك أن هؤلاء نقول لهم ان المفاسد قد ظهرت الآن وبانت ما فيها قولان.
* ألا ترى أن هذا الخط التكفيري على المسلم إذا ادعو أنهم سوف يتبعون بما رأوا وبما شاهدوا وما أبصروا بعد ما ظهرالحق لكم ولبعض الاخوه، يعني أنت تفاؤلك في هذه المسأله توقعك يعني.. يعني هؤلاء هل ترى أن لهم امتداداً ولهم الآن يعني انه سوف يقتنعون بالحق ويعودن كما عدتم.
- والله طبعاً احنا الحمد لله احنا ما نكفر الناس حتى يقاس علينا حتى يقال علينا وهذا خطأ نقر فيه وقع لا شك ولا نستتر في ذلك ولله الحمد والمنّة، ولكن نقول إن من وقع في هذه الأخطاء يجب عليه الرجوع وجوباً شرعياً لا يجوز تكفير المسلمين عموماً ولا يجوز تكفير من غير وجوب أو تكفير الجيش والشرطه أو قتالهم حتى هذا كله كما ذكرنا من أول الجزء إلى آخر الجزء هذا نقرره ونقوله من زمان والآن، ولكن الفتوى التي حدثت ذكرنا ما فيها من أخطاء والرجوع عنها.
* الآن نحن شرقنا وغربنا ومرينا البلدان ورأينا أن لا ندعي الكمال في بلادنا لا في شعائر الدين.. الصلوات والمحاكم الشرعيه، الهيئات، الجامعات، الدعاة العلماء، مظاهر الخير والفضل يعني لا تقارن بأي بلد، يجب علينا أن نحافظ على هذه المكاسب بما أوتينا من قوة ولا نسمح لأحد أن يضيع علينا، يعني صراحة أنا أريد ان الإنسان يفقه في هذه المسألة الإنسان لا يخلو من الخطأ ويراجع نفسه.
- الواقع خير شاهد يعني ولله الحمد والمنّة لا توجد محاكم شرعية حسب علمي إلا في بعض الدول وليست كلها، بعض الناس تهاجر إلى المحاكم الشرعية، ذكر الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله في فتاويه يهاجرون من الديار التي تحكم بالقوانين الوضعية اذهب إلى البلاد التي تحكم بالشريعة وهذا هو الأصل في الهجرة ذكره الشيخ رحمة الله في فتاويه، لا شك انه يلجا إلى الأحكام الشرعيه وإلى دين الله عزَّ وجلَّ ولله الحمد والمنّة الشعائر ظاهرة، لله الحمد والمنّة ولا يمنعون من العبادات.. لا شك أن هذا فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى ويجب المحافظة عليه بل الزياده في ثباته لأن قيد النعم بالشكر.
* يلاحظ أن الغالب ممن يقوم بهذا ينقصه علمه وانا اظن من الظواهر نقص العلم الشرعي ألا ترى انه ينبغي على هؤلاء الشباب ان يجلسوا عند المشايخ ويتواضعوا لهم ويحضروا الدروس وهذا هو الواجب الشرعي.
- كما ذكرنا قبل قليل الواجب عليهم وجوباً عينياً لأن هذه المسائل يتعلق بها أشياء عظيمه من واجبات الدين ومن أطهر شعائرالإسلام والدين، ولا شك انه يجب عليهم وجوبا عينيا هذا لأنهم تعدوا على المسائل ويفهموها.
* يعني هل الذي يحمل السلاح الآن في هذه اللحظة لو كنت قريباً منه ماذا تقول له.. تقول له رسالة؟
- اقول له ألق السلاح هذا هو الأصل وأقول له لا تبدأ من حيث انتهى غيرك وأقول السعيد من اتعظ بغيره والشقي من شقي بغيره.
* هل ترى انك دفعت إلى هذه المراجعات دفعاً أو أنت من نفسك؟
- لا اظن أن العاقل يستطيع أن يحكم بمجرد المشاهدة لأنك لو أقريت قال وكذب يمكن ولو قلت كذب لا أحد يصدقك لكن نجعل المشاهد يحكم بهذا الشيء.
* الآن في أدبيات هؤلاء يأخذون بعض الكلام المتشابه أو الجمل ويرسلون من كتب العلم مثل كتب أحمد بن حنبل أو ابن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب رحمهم ما لم ينتسب هؤلاء قرأنا كتبهم وتربى عليها الجيل وليس فيها شيء من التكفير ولا من الدعوة إلى التفجير والفساد في الارض لماذا وماهي الاشكالية التي حصلت لهم؟
- لا شك أن حمل كلام أهل العلم على غير الواقع أو حمل فتيه في وقت يعني لملابسات واشياء حدثت تحمل على زمن آخر في سبيل نفس الملابسات وقرائن لا شك أن هذه وقعت بفهم خاطئ وكذلك حمل النصوص الشرعيه على غير الواقع الذي عملت فيه واستعملها السلف لا شك انه هذا يوقعهم في خطأ كبير.
* جمع الشمل الآن اليس واجبا شرعيا لأن الناس الآن الذي يقدم على هذه الافعال ألا يظن أن هذا الكيان اجتمع بعد جهد جهيد وبعد جهاد وتضحيات فالواجب على المسلم أن يجمع الشمل ولا يشذ عن جماعة المسلمين لأنه يشمله والعياذ بالله اللعن والغضب من الله سبحانه عزَّ وجلَّ معنى ذلك انه سوف يغرق سفينة الناس.
- لا شك أن الواجب عليهم أن يرجعوا ويتوبوا إلى الله ويلتزموا بالكتاب والسنّة ويعملوا لبقاء الخير لتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقنينها هذا ما قامت عليه نصوص الكتاب والسنة كما ذكر شيخ الاسلام رحمة الله عليه، الإنسان بالعكس يحافظ على النعم ويشكر الله سبحانه وتعالى في الانابة والتوبة حتى يديم الله سبحانه وتعالى النعم ويدفع عنه النقم ليت الإنسان يستطيع أن يعمل كل ما في حديث سعيد الخدري القوة والقدرة بيد الامارة. - قصدك حديث «من رأى منكم منكرا فليغيرة بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان». على فكرة ابن خلدون ذكر هذا في المقدمة وقال خطأ الطوائف التي تخالف السلطان المسلم سواء كان عادلاً ام جائراً من هذا المبدأ وتكون الدائرة في الأخير عليهم ذكر ابن تيمية عدم الخروج للمفاسد العظيمة وهو مذهب اهل السلف.
-لا شك أن هذا خطأ كما ذكر شيخ الاسلام في القاعدة قبل قليل كذلك ذكر رحمةالله عليه، يفوت أدنى الخيرين لتحصيل اعلاهم ويتحمل أدنى المفسدتين لدفع أعلاهم لو كان هناك مفاسد يتحمل الإنسان لتدفع اعلى مفسده لا شك أن الإنسان يحافظ على الخير الموجود ويسأل الله أن يدفع عنه الشر.
* هل في ذهنك كلام تريد أن تقوله في هذا الحلقة؟.
* ومعلمنا صلى الله عليه وسلم يقول: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» ان الرجوع الى الحق فضيله وشرف وعز وهذا شأن بني آدم منذ خلق الله الخليقه لأن الإنسان مركب على النقص وعلى العيب وعلى الخطيئه وعلى الذنب فهنيئاً لمن راجع نفسه وتاب إلى الله سبحانه وتعالى وسعى في اصلاح العام والخاص.
أسأل الله أن يجمع كلمتنا على الحق وان يصلح ولاة امورنا وان يهديهم سواء السبيل وان يوفقنا واياكم إلى ما يحبه ويرضاه ونشكر الشيخ احمد بن حمود الخالدي على هذا اللقاء وصلى الله وسلم على نبينا المصطفى وآله وصحبه ومن والاه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.