رحماك ربي لقد فجعنا بهذا النبأ الأليم كما فجع العالم بأسره حتى كادت أنفاسنا تتوقف - على الرغم من إيماننا بقضاء الله وقدره. يعجز الأدباء عن وصف فضائله ويعجز المؤرخون عن حصر أعماله، مناقبه لا تحصى، شهم في أقواله، جسور في أعماله. يقف الإنسان مذهولاً أمام إنجازاته سواء على صعيد الداخل من إرساء دعائم علم وبناء فكر وأساس حضارة وخدمة لديننا الحنيف، فتوسعة الحرمين الشريفين ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والمؤسسات والطرق والمطارات والمصانع والجامعات وغيرها من الإنجازات تعد في ميزان حسناته. أما مواقفه الحكيمة على الصعيد الخارجي فلا تعد ولا تحصى فلقد ناصر القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين وقضية لبنان حيث أوقف نزيف الإخوة الأشقاء على أرض لبنان، ناهيك عن مساندته لكل المؤتمرات الإسلامية كما ساهم في بناء المساجد في معظم دول العالم وهذا قليلٌ من كثير. ويحق للعالم أجمع أن يحزن على فقدان عظيم من عظماء التاريخ. ومما يخفف من أحزاننا وجود كوكبة من إخوانه البررة الذين يواصلون مسيرة الحضارة والبناء وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده سلطان الخير. داعين لفقيدنا بالرحمة والمغفرة وجنة الرضوان، ولباقي أفراد الأسرة المالكة والمجتمع السعودي بالصبر والسلوان - حفظ الله خادم الحرمين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الأمير سلطان وبلادنا العزيزة.