في مثل هذا اليوم من عام 1978 بدأت محادثات السلام بين الوفدين المصري برئاسة الرئيس أنور السادات والإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء مناحم بيجن في منتجع كامب ديفيد الرئاسي الأمريكية برعاية الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر. وكانت هذه المفاوضات التي استمرت حتى السابع عشر من سبتمبر 1978 تهدف إلى قطع خطوات رئيسية نحو توقيع اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل بعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973 وانتهت المفاوضات بالتوقيع على وثيقتين حملتا اسم مبادرة كامب ديفيد لتحديد الأسس العامة للسلام بين مصر وإسرائيل من ناحية وتسوية القضية الفلسطينية من ناحية أخرى. وكانت مبادرة كامب ديفيد الأساس الذي عقدت مصر وإسرائيل على أساسه أول معاهدة سلام بين الكيان الصهيوني ودولة عربية في عام 1979 وهي المعاهدة التي جعلت من حرب أكتوبر آخر الحروب المصرية الإسرائيلية وأدت إلى تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس نتيجة رفض الدول العربية توقيع هذا السلام المنفرد بين مصر وإسرائيل. يقول بطرس غالي أحد أعضاء الوفد المصري المشارك في المفاوضات أنهم عقب وصولهم كامب ديفيد كانت المخاوف الرئيسية تأتي من الرئيس السادات وليس من إسرائيل أو الولاياتالمتحدة نتيجة موقفه المناور مع وفده: أدت بعثرة الأكواخ في كامب ديفيد إلى صعوبة الاتصالات بيننا. لكن لم تكن الترتيبات المادية مشكلتنا الرئيسية، إنما أسلوب السادات الذي أربكنا، فكلما التقى مع كارتر أو بيجن لم نكن نبلغ على الإطلاق بما قاله.. في حين كنا نلاحظ أن الزعيمين الأمريكي والإسرائيلي يحيطان وفديهما علماً بالأمر قبل كل اجتماع وبعده. وكنت أخشى من أن السادات بغرض استعادة سيناء قد يقدم تنازلات ضخمة. كان تكتيكه يقوم على إقناع وفدي الولاياتالمتحدة وإسرائيل بأنه معتدل بينما وفده غير مرن، اعتقاداً منه بأن ذلك من شأنه تدعيم موقفه التفاوضي، ولم تكن بقيتنا بمثل هذا اليقين. كان الرئيس السادات يستجيب تحت الضغوط لكل ما كان يطلبه منه الأمريكيون، والرئيس كارتر شخصياً (علشان خاطر كارتر) ذلك لأن كارتر وجد أن أنجح طريقة مؤثرة للضغط على السادات هي التلميح بأنه إذا لم يكتب له النجاح سوف يعني نهاية حياته السياسية.