صدر العدد الثاني من السنة الحادية والثلاثين من (الدارة) وهي مجلة فصيلة محكّمة تصدر عن دارة الملك عبدالعزيز وقد احتوى هذا العدد على مقالة علمية بعنوان (الشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد) حياته وجهوده في الدعوة والقضاء ودوره في الحياة العامة، دراسة تاريخية للدكتور عبدالله بن إبراهيم التركي، حيث تعد الوثائق، والصحف القديمة، وكتب التراجم والتاريخ، وبعض الأشخاص المعاصرين لابن بليهد من أهم المصادر التي وقفت على مراحل حياته العلمية والعملية، وسماته الشخصية. وقد تعمق الشيخ ابن بليهد في علوم الحديث والتفسير والعقيدة، وتمثلت جهوده العملية في منطقتين رئيستين (حائل والحجاز) بتوليه القضاء فيهما، وبرز دوره الفاعل في تصحيح بعض المفاهيم العقدية الخاطئة، والقضاء على كثير من الخرافات والبدع، كما ظهر نجاحه في تمثيل الملك عبدالعزيز في المؤتمر الإسلامي الأول، وفي إعداد بعض التنظيمات القضائية. وكتبت الدكتورة منيرة بنت عبدالرحمن الشرقي دراسة عن (ولاية العهد في إمارة بني أمية في الأندلس وأثرها في تثبيت البيت الأموي). تتبع هذه الدراسة نظام ولاية العهد في إمارة بني أمية في الأندلس، وقد تبين أنهم لم يضعوا شروطاً محددة لمن يتولى هذا المنصب، واكتفوا بجعل الكفاءة والتأييد شرطين أساسيين في اختيار ولي العهد، وثبت أن شرط التأييد كان بدرجات متفاوتة، فقد كان في بدء الإمارة يعنى بتأييد جلّ السكان، ثم تحول إلى تأييد الخاصة من رجال الدولة والجيش، ثم اكتفى بتأييد بني أمية وحسب. وعمل أمراء بني أمية على أخذ البيعة لواحد من أبنائهم ماعدا الحكم الربضي الذي أخذ البيعة بولاية العهد لاثنين من أبنائه. وقد أوضحت هذه الدراسة أن اختلاف النظرة لولاية العهد، وعدم وضع أسس لها كان من أسباب ضعف الدولة الأموية نتيجة حدوث الصراعات بين الأبناء واستعانتهم ببعض المعارضين أو الدول النصرانية المجاورة. وأشار الدكتور عامر بن ناصر المطير إلى الأبعاد الجغرافية للمجمعات السكنية وأثرها على درجة الرضا السكني؛ مجمع المعذر السكني بمدينة الرياض، ووقف الدكتور مسفر بن سعد الخثعمي عند الرسوم الصخرية في مدينة أبها وضواحيها، دراسة توثيقية لنماذج مختارة منها.. كما أشكر الدكتور سهيل صابان إلى شخصية عبدالله المغيرة في وثائق الأرشيف العثماني، حيث أشارت الوثائق التي اعتمد عليها الباحث إلى أن عبدالله المغيرة ذكر انتسابه إلى أشراف نجد، مبينة أن أسرته التي ينتمي إليها هي التي تدير شؤون بلاد الأفلاج، كما أبرزت تنقلاته بين البصرة وإستانبول، والمناصب التي حظي بها في الدولة العثمانية، كما أبرزت تنقلاته بين البصرة وإستانبول، والمناصب التي حظي بها في الدولة العثمانية، ومحاولة إصداره صحيفة أسبوعية عربية أثناء مكوثه في إستانبول، كما كشفت الوثاشق عن إسهامه بالاقتراحات؛ بغية زيادة موارد الدولة العثمانية، وكذلك إسهامه في إعداد التقارير حول الأوضاع السياسية في قلب الجزيرة مبيناً خطر الأجانب في استغلال هذه الأوضاع، وقد احتوت هذه الوثائق على صوفه الجغرافي لبعض المناطق والبلدان في نجد، واشتملت الدراسة على ترجمة لنماذج من تقارير عبدالله المغيرة. ترجم الدكتور محمد بن منصور أباحسين بحثاً بعنوان (في مهمة إلى مكة) بقلم القبطان المتقاعد جون. سي كيتنج. يصف البحث اللقاء الذي تم بين الملك عبدالعزيز آل سعود ورئيس أولايات المتحدةالأمريكية فرانكلين روزفلت، وذلك في البحيرات المرة في قناة السويس، وقد أشار الباحث إلى أن ابن سعود لم يطلب معونات مالية أو اقتصادية من الولاياتالمتحدة، كما تطرق إلى موقفه من اليهود الباقين في وسط أوروبا، واتضح إصراره على عدم موافقة الرئيس الأمريكي في منحه اليهود الحق في استيطان أرض فلسطين. وقد اعترف رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنه عرف من ابن سعود في هذا اللقاء عن الوضع العربي- اليهودي في خمس دقائق ما لم يكن يفهمه طيلة حياته.أما في باب (مراجعات الكتب) فقد قامت الدكتورة خيرية قاسمية بمراجعة كتاب (الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948م) رؤية وتوثيق محمد بن ناصر الأسمري. تتضمن هذه المراجعة عرضاً لكتاب الجيش السعودي في حرب فلسطين، حيث أوضحت أنه يعد وثيقة علمية أرخت لحقبة مهمة في تاريخ فلسطين؛ تتمثل في الدور الذي أدته القوى العسكرية السعودية بغية الحيلولة دون الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين. وقد عمد المؤلف إلى تسجيل شهادات حية مع بعض الضباط الذين مازالوا على قيد الحياة، ومثلت مذكرات اللواء سعيد الكردي قائد القوات السعودية النظامية العمود الفقري للكتاب، كما رجع المؤلف إلى بعض الوثائق المصرية والسعودية، إضافة إلى الصحف المصرية والسعودية الصادرة في ذلك الوقت.