تنطلق -بمشيئة الله تعالى- تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكةالمكرمة، وبحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ فعاليات الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة الذي تنظمه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة في المدة من 25 إلى 27-7- 1426ه تحت عنوان: (أساليب وتقنيات تحقيق الريادة) بمشاركة رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة، ونخبة من أهل الفكر والرأي. الأسس المكينة وفي أحاديث رصدتها (الجزيرة) عن هذه المناسبة المهمة، قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة الرئيس الفخري للجمعية: إن هذا القرآن الكريم لأمانة عظيمة وشرف كبير لهذه الأمة المسلمة التي اختصها الله - سبحانه وتعالى- دون سائر الأمم بخدمته قراءة وتعلماً وتدبراً، فمن نعم الله -سبحانه وتعالى- على هذه البلاد أنه هيأ حكامها لهذا الشرف العظيم والسؤدد المكين، وذلك من خلال كتابة ودينه ابتداء بجلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي بنى هذه البلاد على أسس مكينة من الديانة والصيانة جعلت لهذه الدولة، أعزها الله، شرفي الدنيا والآخرة حتى أصبحت شامة بين بقية دول العالم. وأضاف سمو أمير منطقة مكةالمكرمة يقول: إننا الآن ونحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أدامه الله، لنشهد رعاية كريمة واهتماماً منقطع النظير منه -يحفظه الله- متمثلاً بعدد كبير من الشواهد، ومنها اهتمامه بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والتي بلغ عددها أكثر من مائة وعشرين جمعية منتشرة بين المدن والقرى والهجر، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي صدر عنه ما يزيد على مائة وأربعين مليون نسخة بتراجمه المختلفة، وإني بهذه المناسبة أشكر رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس عبدالعزيز حنفي وكل القائمين على الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة على ما بذلوه من جهد عظيم للإعداد لهذا الملتقى الرائد الذي بلغت أوراق عمله ستاً وثلاثين ورقة علمية غطت جميع محاوره لإنجاح فعالياته. واختتم سموه حديثه بشكر كل الذين يدعمون الجمعيات الخيرية بالمملكة، طالباً منهم المزيد لدعمها مادياً ومعنوياً، سائلاً الله الكريم أن يوفقنا لخدمة كتابه الكريم. العناية الفائقة بالقرآن ومن جهته، قال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: لقد اختص الله -جل ثناؤه- هذه الأمة بخصائص متعددة، وأفاض عليها نعماً متجددة، قال تعالى: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}، ألا وإن من أجل هذه النعم، وأعظم تلك المنن هذا القرآن العظيم الذي أنزله الله حجة بالغة على العالمين، ومعجزة خالدة إلى يوم الدين، قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}. واستطرد معاليه يقول: ومن هنا جاءت العناية الفائقة بالقرآن الكريم في هذه البلاد المباركة -حرسها الله وأدام عزها- من خلال إنشاء معاهد وكليات متخصصة بالقرآن الكريم وعلومه في الجامعات، وإذاعة للقرآن الكريم، وتنظيم المسابقات المحلية والدولية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، وتطوير هذه المسابقات باستمرار، لكي تحقق غاياتها النبيلة في حث شباب المسلمين على حفظ القرآن الكريم، والإقبال عليه، وتدبر معانيه، والعمل بأحكامه، كما أن من أعظم ما أنجز لخدمة كتاب الله تعالى، إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية الذي يعد -بحق- أعظم صرح في مجال العناية بكتاب الله تعالى طباعة، وتصحيحاً، وترجمة لمعانيه، ونشراً له في جميع أرجاء المعمورة، وكذلك المكرمة السامية القاضية بتخفيف مدة السجن عمن يحفظ كتاب الله تعالى، تشجيعاً له على ذلك، ولتربيته عليه، وتوجيه اهتمامه إليه. ومضى معالي وزير الشؤون الإسلامية قائلاً: كما جاءت العناية بالقرآن الكريم أيضاً بإنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، واحتضانها، ورعايتها مادياً ومعنوياً، وتخصيص الإعانات السنوية لها، ومنحها الأراضي التي تقيم عليها مبانيها، رغبة في تقويتها وتحقيق مقاصدها الخيرة، مؤكداً -في السياق نفسه- أنه لا ريب أن لهذه الجمعيات آثاراً عميقة على شباب الأمة في تشجيعهم وحثهم على الإقبال على حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتدبر معانيه، والعمل به، فتبنى عقولهم على آداب القرآن وأخلاقه، وبذلك يتم حفظهم من الزيغ والانحراف، لا سيما في هذا الزمان الذي تنوعت فيه أساليب التشويه والدس على الإسلام وأهله. التناصح والمكاشفة وأبان معاليه في حديثه أن أوراق عمل الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة الذي تنظمه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة، حافلة بالمحاور المهمة، ولا يخفى أن مثل هذه المناشط يُسر بها كل مخلص، لأن من الأصول الشرعية التي يجب علينا الأخذ بها مبدأ التناصح والمكاشفة - كما يقال- ونقد الذات والنظر فيما مضى، والنظر فيما نستقبل على ضوء المستجدات والتحديات الكبيرة التي تمر بها الأمة عامة، وتمر بها هذه البلاد خاصة، وتمر بها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في هذه البلاد على وجه أخص. وفي ختام حديثه، عبر معاليه عن جزيل الشكر والتقدير لفضيلة رئيس فرع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة جدة، ولجميع الإخوة العاملين معه في اللجان التي أشرفت على تنظيم هذا الملتقى، لما بذلوه من جهود كبيرة، سائلاً الله للجميع التوفيق والسداد بما يعنيه على نجاح أعمال هذا الملتقى، والله جل وعلا المسؤول أن يوفق ولاة أمورنا إلى كل خير وسداد، وأن يبارك فيهم، وأن يجعلهم دائماً من المدافعين والمنافحين عن هذا القرآن العظيم وعن حملته، إنه سبحانه جواد كريم. دعم الدولة كما أعرب المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن في محافظة جدة رئيس الملتقى -في حديث له- عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز لرعايته الملتقى، وقال: إن هذه الرعاية هي امتداد لما يوليه سموه الكريم من عناية واهتمام ببرامج الجمعية المتنوعة لخدمة القرآن الكريم وأهله، مضيفاً أن رعاية سموه الكريم هي تجسيد لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من عناية واهتمام بكتاب الله الكريم وبحفظته. وقال: إن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لن تنسى أن ترد الفضل لأهله بعد الله -عز وجل- فهذه الدولة المباركة قدمت وتقدم من الدعم المادي والمعنوي ما مكن الجمعيات أن تتبوأ هذه المنزلة الرفيعة من الرقي والإنتاجية التي يشار إليها بالبنان والتي لم تصل إليها دولة من الدول، مؤكداً أن هذا الدعم ليس حديثاً ولا مستغرباً على دولة حارسة للعقيدة الإسلامية، فلقد أسس جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله- دولته على قواعد من الدين والعلم والأدب متينة، ثم جاء أبناؤه الغر الميامين من بعده فساروا على نهجه واقتفوا أثره إلى أن جاء خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- داعماً لكل فضيلة فمن مآثره دعمه الكبير للقرآن الكريم وجمعياته وحفظته وتأسيسه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً والذي لا تدخل مسجداً في شرق الأرض أو غربها إلا وتجد النسخة العربية والمترجمة تملأ كل زواياه. وأضاف المهندس عبدالعزيز حنفي يقول: كما نذكر مآثر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهما الله، في دعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المتناهي، وبذلهم السخي في جميع أوجه الخير التي يشهد لها القاصي والداني، مشيراً إلى أن الجمعية تثمن لرئيسها الفخري وراعي الملتقى الثاني لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، ما تلقاه من دعمه المستمر وسخائه المتواصل ومؤازرته لأنشطة الجمعية وبرامجها واحتفالاتها بتخريج حفاظ القرآن الكريم. زيادة الاقبال وأعرب حنفي عن شكره الجزيل وثنائه العريض لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لما تلقاه الجمعيات من اهتمام متواصل ومتابعة دائمة لأعمالها، والشكر لأهل الخير والمعروف الذين بذلوا أموالهم لاستمرارية جمعيات التحفيظ، حيث أثمرت تبرعاتهم بحمد الله، فمن خلال جهود العاملين في الجمعية والبذل من أهل الخير والعطاء وبعد توفيق الله عز وجل زادت نسبة الإقبال على حلقات تحفيظ القرآن الكريم وأصبحت نسبة النمو السنوي في أعداد الطلاب الملتحقين بجمعيات القرآن الكريم 11% سنوياً، وهي بذلك تفوق بكثير نسبة النمو السكاني للمملكة وذلك مؤشر إيجابي على مستوى الخدمات التي تقدمها الجمعيات وإدراكاً من أولياء الأمور بأهمية التربية على آداب القرآن الكريم التي توفرها حلق التحفيظ، حيث تكمل الدور التربوي لمؤسسات التعليم العام، وتكثف تدارس القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتجويدا وإدراكاً لأحكامه وأوامره ونواهيه. كما شكر المهندس حنفي جميع الإخوة الذي ساهموا في إعداد وتنظيم الملتقى والذين قدموا بحوثهم القيمة والتي سوف يكون لها بإذن الله بالغ الأثر في رفع مستوى جمعيات التحفيظ في المملكة حتى تبلغ الدرجة المأمولة، مؤملاً من الله تعالى أن يحقق الملتقى الثاني للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة أهدافه وغاياته المرجوة, لتعم الفائدة، وتثمر بالخير العميم على الجمعيات، والتي من أجلها سينظم هذا الملتقى المهم. وكانت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالطائف قد نظمت الملتقى الأول للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة في السابع والعشرين من شهر ربيع الآخر عام 1425ه تحت شعار (نحو عمل مؤسسي متميز).