تختلف مواقف الأزواج في تقبل ما كان طارئاً منها، أو جاء بصورة عفوية، أو ما كان منها متعمداً من الزواج، أو من أحدهما، فمن الأزواج من لا يتحكم في أعصابه فتكون له ردة فعل سريعة ومتعجلة فينتج عنها مشاكل كبيرة بين الأزواج، لذا ينبغي لكل زوج أن يتقبل من الطرف الآخر المواقف الطارئة، وأن يحسن التصرف. إن الحياة الزوجية منذ بدايتها مليئة بالطرائف المتعددة، وذلك من خلال المواقف العفوية التي تحصل بين الزوجين الكريمين، وبعض المواقف التي تحصل في الحياة الزوجية تحتاج لرحابة صدر وسعة بال من قبل الزوجين حتى لا تحصل مشكلة بسبب هذه المواقف، ولعل من المناسب أن نذكر بعض المواقف التي حصلت لبعض الأزواج من غير تخطيط مسبق من الزوجين أو أحدهما . ومن المواقف التي حصلت ذلك الموقف اللطيف الذي حصل بين زوجين كريمين حيث كان الزوج يشاهد حلقة مثيرة من المصارعة الحرة، وكانت الزوجة جالسة مع زوجها تراقب شغف زوجها بهذه المصارعة وهو متحمس جداً لحركات المصارعين، وبعد انتهاء هذه الحلقة قال ذلك الرجل لزوجته لعلك تقتربين مني فاقتربت (أم عبدالله) من زوجها فطبق عليها حركة إحدى المصارعين فقام بإدخال قدمها بين قدميه وأطبق عليها قدميه، وبدأت زوجته تظهر إشارة تفيد الاستسلام، وأراد زوجها فك ذلك الارتباط دون جدوى ومازالت زوجته تتألم من تلك الحركة، وهذا الاشتباك الخطير وزوجها يحاول ويحاول أن يخلص الأقدام ولم يتخلصا إلا بعد تدخل بعض الأبناء، وأخذت هذه الزوجة تتألم من هذه الحادثة أياماً عديدة لكنها لم تحمل على زوجها في خاطرها أي شيء لأنه أحسنت الظن في زوجها، وعلمت أن زوجها لم يتعمد ذلك. ومن المواقف التي فيها بعض الطرفة ما حصل لزوج تزوج بامرأة طبخت له الأكل عشرة أيام، وكانت تجعل هذا الأكل مالحاً ملوحة شديدة فتحمل الزوج وجامل زوجته حتى طفح به الكيل، وبلغ السيل الزبى، كما يقال ولما جاء اليوم الحادي عشر لم يستسغ الأكل فشكت الزوجة في الأمر وسألت زوجها قائلة: هل كان الأكل مالحاً؟ فأجاب الزوج: نعم الأكل مالح، فقالت الزوجة مداعبة زوجها سأعمل لك مساجاً أعوضك به فقال لها: لو عملتيه لأسكبه على رأسك! تحمل هذا الزوج عشرة أيام (كثر الله خيره ما قصر). ومن المواقف التي تذكر أن رجلاً كان يبخل على زوجته بعض الشيء فاستفتى أحد المشائخ فقال لها الشيخ تأخذين من ماله بدون علمه قدر حاجتك، فما كان منها إلا أن قامت بتفتيش محفظته، وأخذت جميع ما فيها من المال، ولما بحث الزوج عن ماله في المحفظة لم يجد أي شيء من المال فأصابته الحيرة من أمره، وبعد مدة اكتشف أن زوجته هي من قامت بأخذ ما في المحفظة، ولما سألها عن ذلك أخبرت أنها قد استفت شيخاً من المشائخ فأفتى لها بجواز أخذ ما تحتاجه من مال زوجها ولو بدون علمه فأوسعها ضرباً، وكان الأولى أن يعطيها بعض التوجيهات والتنبيهات وأ لا يجعل يده مغلولة إلى عنقه وينفق عليها بالمعروف، وكان عليها أن تأخذ من المحفظة ما يسد حاجتها، ولا تصادر جميع ما فيها. ومن المواقف التي تجلت فيه بعض صور العنف بين الزوجين هذه الحادثة التي حصلت لزوجين كانا في أحد الأسواق، وبينما هما يتسوقان إذ بالزوج يدفع زوجته بلطف ويحثها على الخروج من السوق، فما كان من زوجته (البطرانة) إلا أن أطلقت نظرة حادة لزوجها ثم واصلا السير ورأى الزوج سلعة وقف عندها وأخذ يتفحصها فقامت زوجته بدفعه بغلظة حتى كاد يسقط على الأرض من جراء تلك الدفعة وكأنها تقول واحدة بواحدة. وبعد عرض هذه المواقف نوجه كلمة للزوجين الكريمين ونقول لهما: ينبغي لكما أن تكونا أكثر مرونة في تقبل الحوادث العارضة غير المتعمدة، وأن تأخذا الأمر بحسن نية، وأن يعذر كل زوج صاحبه لكيلا تتأزم المواقف وتحل المشاكل بينكما، ولعل من المناسب أن أختم بقوله تعالى {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}. [email protected]