بلاش غضب.. يا من تزحفون على ركبكم حتى تصلوا إلى الشاشة الصغيرة. لا تؤمنوا شفاهكم.. تأكدوا أنكم مخدوعون.. لتمثيل يمارس أمام أعينكم كل أسبوع وأنتم تتصورون أن ذلك كله جد.. بجد.. والمسألة لا تعدو أن تكون.. هلس.. في هلس..!! ولعل المصارعة الحرة.. واحدة من اللعبات التي أصبح لها عشاقها.. ومحبوها.. الذين يبلغون الملايين كما أن لها.. والشركات الخاصة. التي تقوم بالاشراف عليها.. وتصديرها إلى مختلف محطات التلفزيون في العالم. ولكنها للأسف بقيت غير صادقة في كل مشاهدها بقدر ما هي محاولة ذكية للضحك على ذقن المشاهد وسرقة وقته، وبالتالي شده إليها، لكي تستفيد هذه الشركات على حساب أعصاب الملايين التي تحترق لدى رؤية مشهد مصارع يتعلق بالحبال، أو آخر يشد يد منافسه إلى درجة الكسر. وتدفع هذه الأعصاب المحترقة بالمشاهد للقيام بتصرفات لا شعورية، تؤكد انشداد المشاهد واندماجه في الدور كاملا وبدون نقصان. مع أن المصارعة كلها لا تخرج كما قلنا، عن كونها عملية نصب يقوم بها المنظمون. إذ ان كل المواقف متفق عليها، وكذلك الضربات والرميات، ومن يفوز في هذه الجولة ومن يفوز في الجولة الأخرى حتى آخره. كما أن الحاجة المادية قد تستدعي شيئا آخر، فيفقد كل من المصارعين وعيهما، ما يضطر اللجنة المنظمة لاقامة لقاء في التحدي حتى يمكن الحصول على كسب مادي أكبر، كما حصل مؤخراً بين المصارع الأمريكي ديك والمصارعين اللبنانيين، ثم عادت لتكرر القصة نفسها مع المصارع العراقي عدنان القيسي. ولعله من الأفضل أن ننقل هنا موضوعاً مطولا عن المصارعة الحرة نشر في أحد أعداد مجلة الحوادث اللبنانية، لنهديه إلى عشاق المصارعة الحرة، حتى يتأكدوا انهم مخدوعون تماماً وبشكل كبير جداً. تقول المجلة: يتم التعاقد دائما خلال المباراة مع فئتين من المصارعين فئة من الهواة والأخرى من أصحاب الأسماء البارزة والخطة التي تتم في جميع الاحوال تستغل نقاط الضعف العاطفي لدى الجمهور فنضع في الحلبة مصارعا ضعيفا وآخر ضخما وتوزع أدوارهما بين الغش والروح الرياضية وبين الضعف الذي يتغلب على القوة التي لا ترحم الضعف. والثابت في ذلك أن اللاعب المهزوم يعود إلى الحلبة بعد مجزرة ضده مباشرة صحيحا معافي بعد أن خيل للناس بأن النزيف الذي اصيب به بالأمس لا يمكن ايقافه بغير عملية أو بفترة نقاهة طويلة وفي معظم الأحيان يكون أشد نشاطا وضراوة من المعركة السابقة وفي بعض الأحيان يخرج الأمر عن ارادة اللاعب فيخطئ في تركيز الضربة فيثور المضروب ويهجم عليه بوحشية ويتحول الصراع المزيف الى صراع حقيقي.. وهنا يتدخل منظم الحفلة للاستعانة برجال الأمن لايقاف المباراة، وهي الطريقة الوحيدة للمحافظة على سلامة الفريقين. وتعتمد المباريات جميعها على عنصرين مهمين هما الوحشية والدم، فالوحشية تأتي في القسم الأول من المباريات والدم يأتي في المرحلة الثانية ولايجاد الدم على الحلبة طريقتان: الأولى بواسطة أنبوب من البلاستيك الشفاف يخفي في لباس المصارع.. والثانية بواسطة دبوس ابرة يلجا المصارعون في أكثر الأحيان إلى الوسيلة الثانية وخاصة أصحاب البنية الضخمة لما تحمله من فائدة صحية.