بجميع الأنحاء والبلدان كيف قد كُنْتَ في مقامِكَ هذا كيف تقوى عَلى صروف الزَّمَانِ أنت يا فَهْدُ قد رُزِقْتَ المزَايَا منحَةُ اللهِ لا تُردُّ لثانِي فبنيتَ العُقُوْلَ علماً ونوراً وحفظتَ الدِّيارَ بالإيَمانِ شرعة الله حقَّقتْ كلَّ خيرٍ هي تُعْلى بكافَّةِ الأكوانِ حكمُكم كَانَ بالشَّريعة حقاً من بيان الرَّسولِ والقرآنِ لا نكوْرَ ولا جُحُوْدَ لشَمْسٍ أوَ تخْفَى الزَّهْرَاءُ والقمرانِ قد أنَرْتَ الطَّريقَ للعلمِ فعلاً وفتحتَ الأبوابَ للهَيْمَانِ لعلومٍ كثيرةٍ في مَزَايَاهَا عديد الأحصاءِ والحُسْبَانِ جامعاتُ البلادِ تعلنُ ما كانَ بأحصَائِها من العِرْفَانِ بين طبٍ وبين فقْهٍ وشِعْرٍ وعلومِ الفضَاءِ والطيَّرَانِ وعُلوْمٍ تعدُّها حَاسبَاتٌ ليْسَ أحْصَاؤُها بعَدِّ البنَانِ أوَ تكفي العلومُ فخراً بهذا الفَخْرِ يَبقىْ على مَدَىْ الأزمانِ ليْسَ للعلمِ وَحْدَهُ قدْ بنيتُمْ صَرْحَهُ فاعْتلىْ رفيعَ المكَانِ أنْتَ شيَّدْتَ خَيْرَ دارٍ يراها المسلمون العِظامُ في كلِّ آنِ في صلاة وفي قداسَةِ حَج مكة الله قِبْلةٌ للأمَانِ عَمَلٌ جَاءَ في رجَاحِةِ عَقْلٍ كَانَ حُلماً في سَاحَةِ العْمرَانِ ثمَ أكمَلتَ ما رأيْتَ بأرضِ المَسْجدِ الأنورِ العظيمِ المبانيْ مسجدِ المصطفى ونورِ هُدَى الخَلقَ جميعاً لأحْسَنِ الأديانِ لخيالٍ من التراثِ سيبقىْ وسيحكي الزّمَانُ تِلوَ الزَّمَانِ ما عمرتم به بدون فِخَارٍ ما عمرتم به بدون امتنانِ ثق فإن الزَّمانَ يَنْطقُ حقاً لا يبالي بجَاحِدٍ خوَّانِ ليس من ماتَ كان عيباً على الأحْيَاءِ ذكرُ الجميلِ والعرفَانِ إنما الميّتُ الذي أوْتي الخَيْرَ كثيراً أباده في امتِهانِ لا كمن حَوَّلَ البحارَ فُرَاتاً سَلسبيْلاً رَويَّة العَطْشَانِ ولقد جَاءَ فاؤكم من فؤادٍ يبعد البؤسَ من بني الإنْسَانِ ثُمَّ هاءٌ هَدْيٌ عظيم ورأيٌ لطريق الهُدَى وبَرِّ الأمَانِ ثم دال وذا دليلٌ عظيم لطريق الرشادِ والعرفَانِ هكذا الفَهْدُ في حُرُوْفٍ تجلّى في المعانيْ وانعمْ بتِلكَ المعانيْ لمْ يمُتْ من أعانَ كلَّ كئيبٍ لم يمت من يجودُ بالإحْسَانِ كنت في (البوسنى) سراجاً منيراً قد أنرْتَ الطريق للعِمْيَانِ ومَسَحْتَ الدمُوْعَ من كلِّ طفلٍ وجبرتَ القُلوْبَ للثكلانِ نم أبا فيصلٍ نَداكَ كثيرَ الهَطلِ كالمُزْنِ وابلٍ هَتَّانِ نَمْ فإنَّ الدعاءَ يأتِيْ كثيرٌ من ربوع الأفْغَان والبلقانِ هي تلك القلوبُ تدعو وما كان بلفظ اللسان والهذيانِ ولئن كنتَ في الترابِ دفيناً إنَّمَا أنْتَ في حمى الأحْضَانِ وقريضٍ تقولهُ كلماتٌ مُزِجَتْ بالأنيْنِ والتَّحْنَانِ فإذا كنتُ بالوفاءِ بخيلاً فعطاءُ المُقِلِّ حَرْفُ البَيَانِ ليْسَ لِيْ غيرُهُ أجُوْدُ فأعْطِي غيْرَ كفّ يُجيْدُ رَقعَ البنَانِ لإلهِ السَّماء ربّ عظيَمٍ يُرْتجَى منه جلَّهُ الغفْرَانِ فرثائيْ على الدَّوام دعَاءٌ تَرْجَمَتهُ العُيُوْنُ بالذَّرفَانِ ورجائي لكُمْ عظيمُ ثوَابٍ رَحْمَةُ اللهِ ثمَّ سُكنَى الجنَانِ خميس حمدان عن الجالية اليمنية بجدة