سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) الأستاذ خالد المالك - حفظه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: إلحاقاً بما كتبته في جريدتكم الغراء في العدد 11971 عن المشاريع البلدية التي تحتاج إليها أحياء اللدام، وتعقيباً على ما عقب به المواطن ناصر بن محمد الذي نشر في يوم الأربعاء الموافق 14-6-1426ه - ص 40 العدد 11983 وما ذكر فيه من لمحة موجزة عن أهمية اللدام التاريخية وعن القصور الأثرية في هذه المدينة العريقة وما ذكره أيضاً عن بعض احتياجاتها استشعاراً منه بما تعانيه هذه المدينة من تدنٍ في مستوى الخدمات مع أنه من سكان مدينة الرياض فجزاه الله كل خير عنا. لذا أود هنا أن أوضح وأبين أن ما يعانيه المواطنون في بعض المدن والمحافظات من تردّي وتدني مستوى الخدمات سواء كانت خدمات بلدية أو تعليمية أو صحية أو غيرها ليس بسبب قلة ميزانية المشاريع الخدمية في هذه المدن أو المحافظات حاشا وكلا؛ فدولتنا - رعاها الله - ترصد ميزانيات ضخمة لهذه المشاريع الخدمية، وهي كذلك تزيد ميزانية هذه المشاريع كل عام، ففي العام الحالي زادت حكومتنا الرشيدة ميزانية المشاريع الخدمية 47% عن العام الماضي، فهل يا ترى ستنتهي معاناة المواطنين في بعض المدن من سوء الخدمات؟ أعتقد أنها ستستمر لأن المشكلة والخلل يكمن في السياسة والآلية التي تنتهجها الجهات الخدمية في بعض المدن والمحافظات في توزيع هذه المشاريع على الأحياء والقرى، وفي كمية المبالغ التي ترصدها لهذه المشاريع، حيث نجد بعض هذه الجهات الخدمية في بعض المدن والمحافظات توزع مشاريع رصدت بمبالغ ضخمة على الأحياء بطريقة (عشوائية) أو بمواقف ارتجالية دون اعتماد على دراسة ميدانية، وقد لا يكلف تنفيذ بعض هذه المشاريع كل هذه المبالغ الضخمة؛ مما جعل هناك تبايناً كبيراً في مستوى الخدمات بين الأحياء في نفس المدينة أو المحافظة، فتجد أحياء أغرقت بالمشاريع الخدمية بينما هناك أحياء أخرى في نفس هذه المدينة أصابها قحط وجفاف وتدن في مستوى الخدمات والبنى التحتية؛ ففي وادي الدواسر رصدت حكومتنا - حفظها الله - هذا العام ميزانية ضخمة للمشاريع البلدية في المحافظة تقدر ب 376 مليون ريال أي أكثر من ثلث مليار كما ورد في تصريح رئيس بلدية وادي الدواسر ل(الجزيرة) المنشور في العدد 11966 ومع هذه الميزانية الضخمة للمشاريع البلدية لم تر الأحياء السكنية في اللدام التابع لوادي الدواسر شيئاً من هذه المشاريع وما زالت هذه الأحياء تئن من تدني مستوى الخدمات البلدية فيها، والزائر لهذه الأحياء سيدهشه منظر الشوارع الضيقة التي تعتبر ممرات وليست شوارع، وسيشد انتباهه في شوارعها أنه لا توجد بها أرصفة ولا أشجار ولا توجد بها شوارع مزدوجة ولا إشارات مرور، وكذلك تتميز هذه الشوارع بأن كثيراً منها تحول إلى شوارع ترابية بفعل عوامل التعرية وانعدام الصيانة والنظافة، وسيلفت نظره المساحات الشاسعة لأراضي البيوت الطينية التي أزالتها البلدية ثم تخلت عن مسؤوليتها تجاه هذه الأراضي من إعادة تخطيطها وسفلتة شوارعها وتوسعتها بنزع ملكيات بعض هذه الأراضي وتعويض أصحابها بدلها أراضي في مخططات البلدية. وبعد ذلك وقبل كل شيء أود أن أوجه نداء من هذا المنبر الإعلامي المتميز إلى وزير الشؤون البلدية والقروية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز - حفظه الله - وإلى أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - بضرورة تكوين لجنة مشتركة من قبل وزارة البلديات وإمارة منطقة الرياض لتطلع هذه اللجنة بنفسها، وتنظر بعينها على ما تعانيه هذه المدينة التاريخية العريقة مدينة اللدام في مستوى الخدمات وتقف على احتياجاتها ومتطلباتها وتسعى في تحقيقها وتنفيذها. سلطان بن مترك الخضاري وادي الدواسر - اللدام