شل إضراب عام داكا عاصمة بنجلاديش في وقت تبادلت فيه قوات حرس الحدود في بنجلاديش والهند مرة أخرى إطلاق النار على بعضها البعض أمس السبت وادعى كل طرف مبادرة الآخر بإطلاق النار عليه. وكان الطرفان قد اشتبكا يوم الجمعة على خلفية نزاع بسبب بناء جسر فوق نهر مهانندا الذي يفصل بين الدولتين. ويشارك الطرفان في عمليات بناء الجسر على بعد 350 كيلومتراً شمال عاصمة ولاية غرب البنغال بشرق الهند. وقال مسؤول بقوات أمن الحدود الهندية: (فتحت قوات الحدود في بنجلاديش النار علينا صباحاً مما دفعنا للرد.. لكن (الاشتباك) لم يكن قوياً ولم يستمر لمدة طويلة كما كان يوم الجمعة. وكبار الضباط من الطرفين على اتصال ببعضهما البعض ويناقشان سبل إنهاء حوادث إطلاق النار المتفرقة.. (ورفع النزاع إلى لجنة مياه مشتركة لمناقشته.. وتشترك ولاية غرب البنغال بشرق الهند مع بنجلاديش في حدود طولها ألفي كيلومتر من الأراضي والنهر. وأسفرت المناوشات بين قوات حدود الجانبين خلال الشهور الماضية في إفساد الروابط بين البلدين. وفي نيسان - أبريل أسفرت مواجهات بين الطرفين في مقتل ضابط تابع لقوات أمن الحدود الهندية وفتاة بنجلاديشية وهو ما كان بمثابة صفعة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ومن جانب آخر بدأ إضراب عام في أنحاء بنجلاديش أمس السبت فيما عادت رئيسة الوزراء البيجوم خالدة ضياء بعد أن قطعت زيارتها إلى الصين عقب تفجير مئات القنابل الصغيرة في نفس الوقت تقريباً في مناطق متفرقة من البلاد. ودعت أحزاب المعارضة إلى الإضراب احتجاجاً على تفجير نحو 200 قنبلة محلية الصنع يوم الأربعاء مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح نحو 100، ويعتقد أن متشددين وراء التفجيرات. وتوقفت حركة المرور في شوارع العاصمة دكا أمس وأغلقت منشآت الأعمال والمتاجر والمدارس أبوابها. وتعطل العمل في ميناء شيتاجونج وهو أكبر موانئ بنجلاديش لكن حركة القطار بقيت منتظمة. وتجوب الشرطة وقوات الأمن الشوارع لكنها قالت: إنه لم ترد تقارير عن حدوث عنف. وألقت المعارضة بزعامة حزب رابطة عوامي الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة باللوم على الحكومة لعدم شنّها فيما سبق حملة على المتشددين. ونجت الشيخة حسينة من هجوم بقنبلة في أغسطس آب من العام الماضي قتل فيه 23 من أعضاء حزبها.. وأدانت خالدة التي عادت في وقت متأخر من يوم الجمعة بعد قطعت أن زيارة إلى الصين التفجيرات باعتبارها (عملاً إرهابياً شنيعاً وجباناً وتآمرياً جيد التخطيط). ودعت إلى الهدوء وأصدرت أوامر إلى وكالات الأمن لشنّ حملة على المشتبه بهم. وحذّرت المنظمات الدولية والحكومات ووسائل الإعلام طويلاً من أن المتطرفين قد يصبح لهم موطئ قدم في بنجلاديش وهي ديمقراطية تمثل صورة للاعتدال.. ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن الانفجارات التي وقعت في الشوارع والمحاكم وقرب مبانٍ حكومية رئيسية في 60 مدينة وبلدة على الأقل في أنحاء البلاد ولم تسفر سوى عن أضرار محدودة ويبدو أنها استهدفت إثارة ذعر فحسب. وملكن عثر في أماكن الانفجارات على منشورات من جماعة المجاهدين وهي جماعة إسلامية محظورة دعت فيها لحكم إسلامي في بنجلاديش.