فجعت الأمتان الإسلامية والعربية بنبأ وفاة قائد وباني نهضة المملكة خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله -، القائد العظيم الذي سخر حياته لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية والإنسانية، طيلة حياته المباركة الحافلة بالإنجازات والعطاءات الكبيرة لشعبه السعودي ولأمته العربية والإسلامية والعالم أجمع، واستطاع في أحلك الظروف أن يقود المملكة إلى التقدم والازدهار والنماء في شتى مجالات الحياة وأن يحمي مقدساتها الإسلامية الغالية في ظل عالم مر بظروف مضطربة وأن يواصل جهود من سبقه من أبناء الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - ويأتي اهتمامه ومتابعته لمشروعات توسعة الحرمين الشريفين في مقدمة إنجازاته حيث استفاد من هذه التوسعة كل معتمر وحاج وألسنتهم تلهج بالشكر والعرفان؛ حيث أنفقت الدولة في السنوات الأخيرة الملايين في تطوير المشاعر المقدسة. وإنجازاته في تطوير الخدمات الأساسية والتنمية التحتية واتخاذه الشريعة الإسلامية منهجاً للحكم، كما كان الأب الحنون في تلمس احتياجات الشعب السعودي والأمة العربية؛ فقد نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وشعبه والعالم الإسلامي ككل بروح الفرسان ونخوة العروبة وشجاعة منقطعة النظير، فترك بصمات واضحة في بلاده وفي العالم الإسلامي والعالم أجمع. اضافة إلى ما قدم من خدمات كبيرة وهائلة للتنمية الاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية للوطن والمواطن وما حظي به الحرمان الشريفان من تطوير وإعمار حتى اصبحا في أبهى وأجمل زينة ورونق عرفها العالم.. وأمام هذه الفاجعة المؤلمة التي حلت بوفاة خادم الحرمين الشريفين على المملكة وعلى الأمة العربية والإسلامية وعلى العالم والمجتمع الدولي. نسأل الله العلي القدير أن يلهمنا الصبر والسلوان على فقد من نذر حياته لخدمة دينه ووطنه وأمته دونما كلل أو ملل.. ونسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى وأن يضاعف له الأجر، وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وشد أزره بأخيه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، صاحب اليد الطولى في المشاريع الخيرية والإنسانية، ووفقهما لتحمل أمانة المسؤولية بنفس الكفاءة والاقتدار اللتين كانا يشاركان بها أخاهما الراحل فهد بن عبد العزيز، رحمه الله وجعل الجنة مثواه. ونؤكد مبايعتنا الصادقة على السمع والطاعة .. لتبقى المملكة شامخة بقادتها ومواطنيها بإذن الله تعالى.