* لقد كان لوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أثر بالغ في نفوس الشعب السعودي خاصة والعرب والمسلمين عامة؛ إذ خيم الأسى على الجميع وتغيرت لعظمة الرجل كل الموازين والمواقيت. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأل الله العلي القدير أن يسكن فقيد الأمة واسع جناته وأن يلهم الأسرة الحاكمة والشعب السعودي وكافة المكلومين بفقده الصبر والسلوان. وأقول لفقده -رحمه الله: على العهد ما زلنا ونحيا على العهد وتبكيك يا فهدَ الحضارةِ والمجدِ ونبكيكَ يا من صافح الخير فانجلتْ سحائبه دفَّاقة الأنس والسَّعد مضى ربع قرنٍ والعطاء مواصلٌ وحكمك موسوم الرَّزانة والرُّشد! فلم يشكُ ذو قربٍ خصالك قطٌ أو شكاها على مرِّ السنين ذوو البُعد فكم من عيونٍ من فراقك أُنهكت بكاءً وأرواحٍ تناهت على الفقد بكتكَ بأرض الخير- حبَّاً- مصانعٌ كما اكتحلت كلُّ المحافل بالسُّهد فأكرم بفهدٍ في البناء مشيَّداً وأكرم به في العلم متسع المدِّ مليك أذاع الودَّ في الناس فاستوت محبته عند المؤيد والضدِّ! فللشَّهم في كلِّ الموارد حسرةٌ عليه وحزن الجامعات بلا حدِّ! فلله ما أعطى ولله ما نأى مدى الدَّهر والحمد المواصل للمسدي إذا كان فقد الفهد فينا مصيبة فبالصبر والإيمان خالقنا يهدي وإنَّ لنا في أخوة الفهد بلسماً يداوي جروح المكلمين على فهد أبا متعبٍ أنت الرجاءُ وكلُّنا فداءٌ لمسعاك المُؤيد بالعهد أبا متعبٍ لا أيَّد الله حاسداً يريد بكم شرَّا ولا عاش ذو حقدِ أبا متعبٍ سرْ في ركاب الهدى على سياسة آلٍ فالهدى مبلغ القصد وحولك أخوانٌ ليوث الورى بهم عدوُّك مقهورٌ وخلُّك ذو سعد فأكرمْ بسلطانٍ وأكرم بنائبٍ وأكرم بشعبٍ بالوفاء لكم يفدي على العهد -ما عشنا- بجازان مثلما على العهد في أرض الحجاز وفي نجد وفي كل شبرٍ من بلادٍ أعزَّها إلهي بحكم الخالق الرَّازق الفرد ونسأل مولانا لفهدٍ إقامةً بجنات عدنٍ يوم ننعم بالوعد وألف صلاةٍ للنبيِّ محمدٍ تفوح شذاً بالذِّكر والصِّدق والودِّ