أعلنت قوات الاحتلال أمس السبت أنها ألقت القبض على شاب فلسطيني، زاعمة أنه كان ينقل شحنة ناسفة قرب تجمع غوش قطيف الاستيطاني جنوب قطاع غزة، وقالت إنه (أصيب). وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: إن (ثلاثة فلسطينيين رصدوا وهم يتسللون زحفاً باتجاه السياج الأمني لغوش قطيف قرب مستوطنة غاني تال، أطلق الجنود النار عليهم وأصابوا أحدهم كان يضع شحنة ناسفة). وفر الفلسطينيان الآخران، وفقاً لمزاعم جيش الاحتلال، وشملت الاعتداءات الإسرائيلية أيضاً قيام جنود الاحتلال في ساعة مبكرة أمس السبت بقصف منازل مواطنين فلسطينيين غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بالرشاشات الثقيلة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن شهود عيان قولهم إن الجنود الإسرائيليين المتمركزين على أبراج المراقبة العسكرية في محيط مستعمرة (نافيه ديكاليم) فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة بشكل عشوائي صوب منازل المواطنين الفلسطينيين مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية في العديد من المنازل دون أن يبلغ عن وقوع إصابات بشرية. وأضاف الشهود أن القصف طال منازل المواطنين في مناطق مخيم خان يونس وحي الأمل غرب المدينة. وفي غضون ذلك استمر التوتر يتصاعد داخل فلسطين 48 في أعقاب مقتل أربعة من عرب إسرائيل في شفا عمرو الشمالية بعد أن فتح الإرهابي الإسرائيلي إيدين ناتان - 19 عاماً- النار عليهم داخل حافلة كانت تقلهم مساء الخميس الماضي. وذكر راديو إسرائيل أن عرب 48 أكدوا العزم على تنظيم (انتفاضة) سلمية رداً على عمليات القتل. وقالت اللجنة: (علينا أن نقرر تحركاتنا المقبلة بعد هذا الهجوم الإرهابي). وأضافت: (نطالب السلطات بتحقيق معمق وإجراءات تهدف شل حركة الأوساط المتطرفة وتحقيقاً حول ظاهرة معاداة العرب العنصرية). ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية عن متحدث باسم لجنة عرب 48 للمراقبة أن عرب 48 يشعرون بالخطر بعد الهجوم وسيفعلون ما بوسعهم لحماية أنفسهم. وبعد إطلاق النار مساء الخميس الماضي قتل حشد غاضب الإرهابي الإسرائيلي ناتان زاده بعد أن أحاطوا بالحافلة التي ظل بداخلها بعد ارتكاب جريمته. وذكرت صحيفة معاريف اليومية الجمعة الماضي أن ناتان زاده قال لمن حوله (أخبروا) رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون أنني أردت وقف الانسحاب (من غزة). هذا وقد ندد الأمين العام للأمم المتحدة بالاعتداء الإرهابي الإسرائيلي.. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن (الأمين العام يدين هذه الأعمال الإرهابية). وأضاف (إن الأمر لا يتعلق فقط بمأساة كبيرة بل أيضاً بمثال يجسد بقساوة أخطار تعصب لا حد له حصل في وقت حاسم وفي مناخ من التوتر). ومن جانب آخر أكد متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن لقاءً تم أمس بين وفد من الحركة والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل بعد ظهر أمس السبت إلى مدينة غزة لبحث الوضع الداخلي وتداعيات ملف الانسحاب. وقال مشير المصري المتحدث باسم حركة حماس لوكالة فرانس برس: اتفقنا مبدئياً مع الرئيس (محمود عباس) أبومازن على عقد لقاء معه بعد عودته إلى غزة، بدون أي تحديد موعد محدد. وأضاف المصري أن اللقاء تركز على بحث (الوضع الداخلي وإزالة عوامل وأسباب الاحتقان التي كانت أدت إلى مواجهات) الشهر الماضي بين أفراد من حماس وقوات الأمن الفلسطينية في غزة وأسفرت عن مقتل صبيين فلسطينيين حينذاك. وأكد أنه تم بحث (ملف الانسحاب باعتباره إنجازاً وطنياًَ كبيراً لا يمكن أن تتحمل جهة لوحدها مسؤولية ذلك)، مشدداً على ضرورة (إشراك السلطة لجميع الفصائل والقوى في الإشراف على هذا الملف). إلى ذلك اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حلوتس مساء الجمعة أن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة الذي سيبدأ بعد أقل من أسبوعين، سيتم تحت نيران المجموعات الفلسطينية المسلحة. وقال للتلفزيون الإسرائيلي العام: إن (هذا الاحتمال هو فرضية عمل وأعتقد أنها سوف تتحقق وسوف نعالجها)، رافضاً إعطاء أي إيضاحات إضافية. وتقضي خطة الانسحاب التي من المفترض البدء في تطبيقها في 17 آب- أغسطس الجاري، بأن تنسحب القوات من قطاع غزة بعد إجلاء ثمانية آلاف مستوطن من 21 مستوطنة في القطاع وبضع مئات من المستوطنين الآخرين من أربع مستوطنات معزولة في الضفة الغربية، وهي ستستمر مبدئياً ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
